لقاء الرئيس المشاط بالمثقفين ما بين مسؤولية مواجهة العدوان، ومهام توحيد الصف، ورؤية بناء الدولة (2)

عبدالفتاح حيدرة

كل يوم تتوسع دائرة آمال وأهداف الانتصار الشعبي اليمني على تحالف العدوان السعودي والإماراتي ومن خلفهما أمريكا وبريطانيا وإسرائيل ، ولكن جبروت النفس السياسي المعجون بفهلوة المؤامرة والمتلوث بالفساد والإفساد والتضليل المانع لتفعيل وبناء مؤسسات الدولة، يطغى على عزة وتحدي المقاتل اليمني وعلى آمال وصبر الشعب اليمني وعلى أهداف وتطلعات القائد اليمني ، ممانعا تجريع كيان العدو السعودي بالذات، الألم والإذلال والهزيمة، أو نيل اليمنين الانتصار والكرامة والسيادة التي يستحقونها، والتي هي النتيجة الطبيعية لصبر وبطولات وتضحيات وإيمان (وعي المقاتل اليمني وقيم الشعب اليمني ومشروع القائد اليمني) ..
إن لقاء المثقفين والأدباء والاعلاميين بفخامة رئيس الجمهورية اليمنية مهدي المشاط، وهم على أعتاب العام الخامس من العدوان والغزو والاحتلال السعودي، ومن الصبر والتحدي والبطولة والتضحية اليمنية، يكشف أن ما صاحب العدوان من عمليات تثبيط وفساد وإفساد سياسي، مثل صخرة وحجر عثرة مانعة لبناء وتفعيل مؤسسات الدولة اليمنية، مررا فقط سياسات جبر الخواطر والترضيات السياسية، وعلى حساب تضحيات ودماء وكرامة وحرية واستقلال اليمن، وهذا السبب لوحده كان ولا يزال كافيا لتثبيط الوعي الشعبي اليمني الجماعي المواجه للعدوان والمتصدي له، ومشتتا لقيم الهوية اليمنية الجامعة، ولا غيا لمشروع القائد اليمني المتمثل في بناء مؤسسات الدولة وتفعيلها وتوحيد الجيش واللجان وإصلاح القضاء..
لقد رمى الرجل الأول في المجلس السياسي اليمني، السنارة في بحر المثقفين والأدباء والاعلاميين، وعليهم اليوم أن يطرحوا سؤالا مهما على أنفسهم ونصب أعينهم : (ثم ماذا بعد اللقاء ..؟!! هل أفكارهم ورؤاهم ونصائحهم واستشاراتهم وتنظيراتهم لقيادة المجلس السياسي، قادرة على تلبية آمال الشعب اليمني بسحق وهزيمة العدو السعودي وتحالفه ومرتزقته ، وتوحيد الهوية اليمنية الجامعة، ومحاربة الفساد والإفساد، وبناء مؤسسات الدولة وتوحيد الجيش واللجان وإصلاح القضاء.. )..؟!!
إن تنمر الفساد السياسي خلال الفترة السابقة على أصحاب القرار وعلى آمال وتطلعات الشعب اليمني، سببه هو وجود المثقف الخائف، وصاحب المصلحة، بالقرب من أصحاب السلطة الثروة والقرار، وهذا ما خلق لدينا السياسي الخائف وصاحب المصلحة، وواجبنا ومسئوليتنا كمثقفين وأدباء وصحفيين يمنيين هو كشفهم، والالتزام الأخلاقي والأدبي بتحمل المسؤولية، لدعم ترجمة وتفسير الخطوط العريضة لمشروع القائد اليمني الواضحة والصريحة، للشعب اليمني، في استنهاض الوعي الشعبي المواجه للعدوان، وتوحيد الجبهة الداخلية، وبناء مؤسسات الدولة، ونقل آمال وطموحات الشعب اليمني لصاحب القرار الأول ودعمه ومساندته بتوضيح الحقائق ودحض الافتراءات وكشف المؤامرات ..
إذا تحمل المثقف اليمني هذه المسؤولية اليوم، وقام بواجبه الصحيح، فإن مرحلة تثبيط السياسي الخائف أمام وعي المقاتل اليمني المواجه لجيوش تحالف كيان العدو السعودي، ومرحلة السياسي صاحب المصلحة المتورط بالمشاركة والمحاصصة في الفساد والإفساد والتضليل قد انتهتا إلى غير رجعة، ومن هنا ومن هذه النقطة تحديدا لابد أن يحدد المثقفون والأدباء والصحفيون أهدافهم، وفقا للواقع الجديد الذي إختاروه، ويتحملوا هذه المسؤولية بشرف وصدق وعمل وجهد وتعب ومرض وجوع بدون خوف أو إتباع مصلحة شخصية..
إن استسلام المثقف لمعوقات وتهديدات وإرهاب وإغراءات منظومة الفساد السياسي، هو ما جعل تلك المنظومة تتوغل في استحسان إدارة الحرب والدولة والوعي الشعبي في البلد بعقلية وفهلوة وسياسة وتواطؤ ما كان قبل وبعد صالح وهادي وعلي محسن، وهو الأمر الذي مكن هذه المنظومة من السيطرة على دائرة الأهداف والآمال والتطلعات الوطنية اليمنية، ومنحها الحق لتقليص كل آمال الهوية الوطنية اليمنية الجامعة وبعثرتها وتضليلها في الوعي الشعبي الكلي ، وهو ما ساهم في بروز المثقف السياسي الجبان، ومثقف المصلحة، فاصبحوا سماسرة للفساد والإفساد والتبعية والارتهان والتثبيط وقهر وكسر كل مراحل استحقاق الانتصار اليمني، وعودة المحاصصة والمشاركة، على حساب المزيد من قتل اليمنيين وإهانة تحديهم وتضحياتهم وصبرهم وتجويعهم، ودفعهم للاستسلام والتطبيع مع كياني السعودي واسرائيلي ..
إذاً فليع كل المثقفين وأصحاب القرار أن ما سيحقق الانتصار، ويوقف نزيف الدم اليمني وما يلملم جروح اليمنيين، ويحفظ وحدة وأرض الهوية اليمنية الجامعة، وما يحقق لقيادة المجلس السياسي سلطته وشرعيته الشعبية الجامعة والكلية الحقة، هو إن مهمتهم ومسئوليتهم هي صناعة وعي شعبي ووطني يمني كلي وشامل يحقق أهداف وآمال وتطلعات استحقاقات الهوية اليمنية الجامعة، وهذه الاستحقاقات هي، أولا: نشر ثقافة ووعي الانتصار اليمني على العدو السعودي ومرتزقته وحلفائه، ثانيا: التمسك بقيم توحيد هوية الجبهة الداخلية اليمنية على الكرامة والشرف والبطولة والتضحية، ثالثا: تأسيس وبناء دولة يمنية قوية ومهابة عادلة ومستقلة وحرة، يتمكن كل يمني من العيش فيها بكرامة وشرف وقوة وهيبة وعزة ..

قد يعجبك ايضا