صورة وشهادة ونجم

 

حسن الوريث

النجم أحمد زايد بل نجم نجوم اليمن في كرة الطاولة وأحد أبرز نجوم العرب في هذه اللعبة صاحب الميدالية الأولى لليمن في دورة الألعاب العربية السادسة بالمغرب وصاحب الإنجازات التي لم يحققها أي لاعب يمني من قبل ولكنه الآن صار يعرض صوره وإنجازاته للبيع.
حينما يضطر نجم نجوم كرة الطاولة اليمنية أحمد زايد إلى بيع صورته مقابل مبلغ زهيد فبالتأكيد أن هناك خللاً ما.. وحينما تصل الحال بهذا النجم الكبير إلى البحث عن منزل يؤيه مع أسرته فإن ذلك كارثة بكل معانيها وحين يستجدي نجم مثل أحمد زايد من الوزارة والنادي والاتحاد إقامة حفل تكريمي فإن تلك بلا شك ثالثة الأثافي.
ألتقيته في أحد محلات التصوير ومعه كم كبير من الأوراق يحملها مع زميله الكابتن عادل اللداني أحد نجوم الكرة الطائرة اليمنية في ذلك الزمن الذي كان فيه شيئ من الجمال الرياضي وحين سألتهما عن ذلك قال لي الكابتن عادل أن الوزارة والصندوق طلبا من الكابتن أحمد زايد أن يقدم الشهادات التي حصل عليها خلال مسيرته الرياضية حتى يتم الموافقة على تكريمه ومازال زايد منتظراً إلى الآن دون جدوى ربما لأن أحد لم يقتنع بتلك الشهادات التي قدمها أو أنها لا تكفي وبعد فترة ليست طويلة ألتقيته مرة أخرى لكن هذه المرة كنت مع الأستاذ العزيز عبدالله الصعفاني أحدا أعمدة الإعلام الرياضي اليمني وقد بادرنا هو بعرض مجموعة من صور إنجازاته ومشاركاته التي يبيعها بمبالغ زهيدة جدا وذلك مقابل جمع ثمن إيجار المنزل الذي يسكنه ومهدد بالطرد منه كما اخبرنا وما زاد في الأسى والألم أنه مازال يبحث عن تسوية وضعه بقرار مستشار الوزارة الذي صدر له حيث لم توافق المالية على التسوية بحجج واهية ولربما أنهم استكثروا عليه هذا الأمر وأنا حقيقة لا ألوم وزارة المالية إذا كانت وزارة الشباب والاتحادات والأندية الرياضية المسؤول الأول عن الرياضيين ترميهم هكذا وتجعل منهم فريسة للحاجة والعوز والفقر.
هل تساءلنا جميعا كمسؤولين في الوزارة والاتحاد والنادي وحتى نحن في الإعلام الرياضي يوما ما حتى في أنفسنا أين ذهب أحمد زايد نجم نجوم كرة الطاولة ليمنية والعربية؟ وكيف يعيش الآن؟ وما الذي قدمته وزارة الشباب والرياضة لهذا النجم الكبير؟ وأين اتحاد كرة الطاولة والنادي منه؟ وهل استفدنا من خبرته وتجربته في نشر اللعبة وتوسيع قاعدة ممارستها؟ والإجابة أننا جميعا لم نكلف أنفسنا عناء البحث عن هذا النجم الذهبي أحمد زايد الذي حقق لبلده ميدالية ذهبية في البطولة العربية للألعاب الرياضية التي أقيمت في المغرب وتغلب على كل نجوم اللعبة العرب ولم يستطع أي منهم مجاراته ووصل إلى ادوار متقدمة في بطولة آسيا لكرة الطاولة ونحن نعرف مكانة آسيا المتقدمة في هذه اللعبة على المستوى العالمي كما انه شكل مع زملائه في المنتخب الوطني فريقا مرعبا لكل الخصوم الذين كانوا يحسبون لهم ألف حساب ويعتبروا هم الجيل الذهبي للطاولة اليمنية التي خفت بريقها كثيرا بعد ذلك الجيل من العمالقة الذين توارى معظمهم عن الأنظار وذهبوا دون أن يتم الاستفادة منهم ومن خبرتهم وتجربتهم في صناعة نجوم جدد في هذه اللعبة وقد تركناهم نحن عن سبق إصرار وترصد ورمينا بهم في قارعة الطريق.
بالتأكيد أن هذه الحكاية تتكرر دوما مع الكثير من نجوم الرياضة اليمنية وفي مختلف الألعاب الذين تتحول انجازاتهم إلى مجرد شهادات تحترق أو صورة تذكارية مع المسؤولين وفي أحسن الأحوال مكافأة صغيرة من صندوق رعاية النشء والشباب يظل يلهث وراءها أشهر وربما سنوات حتى تصرف له وقد خسر أكثر من نصفها في مواصلات واتصالات ولزوم تسهيلات للبعض ولو بحثنا وأتعبنا أنفسنا قليلا عن هذا الأمر لوجدنا الكثير من القصص والمآسي لأشخاص كانوا في يوم من الأيام نجوما يشار لهم بالبنان وحققوا لبلدهم الكثير والكثير وهم الآن يكابدون مرارات العيش والحياة والبعض منهم لا يجد حتى قوت يومه والبعض اضطر للعمل في بيع القات أو بيع المكسرات والماء في الملاعب وأفضلهم لديه وسيلة مواصلات كدراجة نارية أو باص صغير لنقل الركاب أما الكارثة فهي هروب البعض من نجوم الرياضة وبيع أنفسهم لتمثيل بلدان أخرى لأنهم لم يجدوا إنصافا في بلدهم وبالتأكيد أن أم الكوارث هي انضمام بعض الرياضيين إلى تنظيمات إرهابية ليصبحوا مبدعين في القتل والتدمير والإرهاب بعد أن كانوا يوما ما نجوما في ملاعب وميادين الرياضة وهناك الكثير والكثير من الأمثلة على بؤس حال الرياضيين والشباب لا يتسع المقام هنا للحديث عنها ولربما أن حال أحمد زايد كنجم رياضي كبير ووضعه المزري سيمثل رسالة للجميع بضرورة الالتفات إلى نجومنا ومبدعينا والاهتمام بهم وهذه ليست رسالة موجهة إلى جهة بعينها بل إلى الجميع عل وعسى يصبح للإنسان المبدع في بلدنا قيمة ومعنى وليس مجرد شهادة وصورة.

قد يعجبك ايضا