بالمختصر المفيد.. المشاورات والمقترحات الأحادية الجانب

 

عبدالفتاح علي البنوس

استغرب كثيرا من تعامل المبعوث الأممي مارتن غريفيت والأمم المتحدة مع ملف العدوان على اليمن وحصار وتجويع الشعب اليمني من قبل التحالف السعودي الإماراتي الأمريكي اليهودي على أنها أزمة وصراع يمني يمني رغم كل الشواهد المثبتة والمؤكدة التي تؤكد بأن السعودية والإمارات وأمريكا وتحالف اليهودة هم سبب كل ما نحن فيه كيمنيين ، بالأمس اطلعت على مضامين مقترح المبعوث الأممي بشأن الحديدة وتعز وشعرت حينها بأن هنالك رغبة من قبل المبعوث الأممي لتحقيق السلام في اليمن ، ولكنها رغبة محاطة بالكثير من علامات الاستفهام والتعجب ، فالمبعوث الأممي يركز على الحديدة فقط وكأنها سبب المشكلة متجاوزا ومتجاهلا بقية المحافظات وخصوصا تلك التي باتت تحت سلطة قوات الاحتلال والغزو ومرتزقتهم والتي تشهد أوضاعا مضطربة وفوضى عارمة .
التركيز فقط على الحديدة وميناء الحديدة ، ولا حديث عن عدن وميناء عدن ، ولا عن حضرموت وميناء المكلا والضبة ، ولا عن شبوة ومشروع الغاز الطبيعي في بلحاف، ولا عن سقطرى ومينائها ومطارها ، ولا عن مارب ونفطها وثرواتها وإيراداتها ، ولا عن الوديعة والشحن وإيراداتهما ، ولا عن المهرة والتحركات السعودية فيها ، ولا عن الأوضاع في لحج وأبين والضالع ، رغم أنها محافظات يمنية ، الحديدة مثلها مثل عدن ، مثلها مثل مأرب ، مثلها مثل شبوة ، مثلها مثل سقطرى ، مثلها مثل حضرموت، مثلها مثل المهرة ولحج والضالع وأبين ، لماذا الحديدة فقط من يتم التفاوض بشأنها ؟! هل تتعامل الأمم المتحدة ومجلس الأمن والمبعوث الأممي مع اليمن على أنها دولة موحدة مستقلة وأن ما يجري على الحديدة ينبغي أن يجري على عدن وبقية المحافظات؟! أم أنها تنطلق في مواقفها ومبادراتها من منطلق شطري انفصالي ؟!
الحديث فقط حول الحديدة مغالطة وابتزاز للوفد الوطني للقبول بمبادرة غريفيت الغير منطقية ، يريد تسليم الحديدة وانسحاب الجيش واللجان من المدينة والمطار والميناء في الوقت الذي يحشد الغزاة والمحتلين المزيد من العتاد في البحر الأحمر ، فلماذا كل هذه التعزيزات ما دام الوضع يتجه نحو الانفراج ؟! لماذا لا يتم التوافق على لجنة عسكرية تشرف عليها الأمم المتحدة تشرع في ترسيخ الأمن والاستقرار وإزالة كافة أسباب التوتر ، بما في ذلك انسحاب كافة القوات الغازية من مختلف المناطق اليمنية ؟! لماذا الإصرار على وضع العقدة في المنشار لعرقلة المشاورات فقط ؟!
بالمختصر المفيد، الحلول يجب أن تكون جذرية وشاملة لكافة محافظات الجمهورية اليمنية ، والبداية الحقيقية يجب أن تكون بإنهاء كافة مظاهر الاحتلال والغزو للمناطق اليمنية كاملة ، واستعادة السيادة اليمنية برا وبحرا وجوا ، ومن ثم الشروع في معالجة مختلف القضايا والخلافات والتباينات اليمنية – اليمنية على طاولة الحوار والمفاوضات، وهذا ما سيخلق حالة من الثقة بين مختلف الأطراف اليمنية ، أما الحديث عن مقترحات ومبادرات بشأن الحديدة وتعز وتجاهل الاحتلال السعودي الإماراتي الأمريكي لباب المندب والمحافظات الجنوبية ومحافظة مارب فهو أشبه بالاضحوكة والوهم الخيالي الذي لا يمكن له أن يكون ولن تكون المشاورات إلا عبارة عن تضييع للوقت ليس إلا .
هذا وعاشق النبي يصلي عليه وآله .

قد يعجبك ايضا