مفاوضات ستوكهولم والفشل الذي مُني به تحالف العدوان السعودي

 

* موقع “الوقت”
سياسة النفاق للولايات المتحدة التي ظهرت في محادثات السلام التي عقدت في السويد، والتي جذبت انتباه العديد من المراقبين السياسيين، خاصة وأن واشنطن قدمت الكثير من الدعم العسكري واللوجستي لقوات العدوان السعودي للاستمرار في جرائمه الوحشية في اليمن، حيث أصدرت وزارة الخارجية الأمريكية بياناً يتعلق بمفاوضات “ستوكهولم”، أعربت فيه بأنه يجب القيام بالعديد من المفاوضات والاتفاقات وإجراء المزيد من المشاورات بين كافة الاطراف اليمنية للتوصل إلى حل سياسي للأزمة اليمنية، ولكنها في الوقت نفسه أعطت العدوان السعودي الضوء الاخضر للقيام بالمزيد من الهجمات البربرية وانتهاك اتفاقية السلام التي تم التوقيع عليها في السويد الاسبوع الماضي، وهنا يمكن القول بأن سلوك الولايات المتحدة وقوات العدوان العربية تجاه محادثات السلام التي عقدت في السويد الاسبوع الماضي، تؤكد بما لا تدع مجالا للشك بأن دول العدوان ومؤيديهم لم يكونوا راضين على الإنجازات والمكاسب السياسية والإنسانية التي حققها وفد “أنصار الله” في مفاوضات السلام التي عقدت في السويد من أجل الشعب اليمني ولهذا فإن ذلك العدوان يسعى في وقتنا الحالي إلى منع تنفيذ بنود ذلك الاتفاق الذي تم التوصل إليه خلال محادثات السلام اليمنية.
في نهاية المطاف وبعد أربع سنوات من مقاومة “أنصار الله” لذلك العدوان وبعد مرور أيضا أسبوع على محادثات السلام التي عقدت في السويد، تمكن الشعب اليمني من إجبار العدوان السعودي والمجتمع الدولي على قبول حقيقة أن الحل الوحيد للأزمة هو الحل السياسي. والحقيقة الاخرى التي برهنت عليها الفترة الماضي، هي أن الحرب في اليمن لم تنته خلال ثلاثة أسابيع كما وعدت السلطات السعودية، ولم تسقط مدينة الحديدة في أيدي قوات العدوان خلال أسبوع كما وعدت الإمارات وعلى هذا الأساس، سعت الإمارات والسعودية لإنهاء إخفاقاتهما بالدخول في حوار دبلوماسي وفي هذا الإطار، سعى العدوان السعودي والولايات المتحدة، لتحقيق الأهداف التي لم تتحقق من خلال الحرب، عن طرق المفاوضات ولكنهم في نهاية المطاف لم يحققوا أي مكاسب ملموسة في تلك المفاوضات التي عقدت في السويد الاسبوع الماضي وإنما كانت اليد العلياء لـ”أنصار الله”، الذين حققوا الكثير من المكاسب من تلك المفاوضات والتي جاءت نتيجة للانتصارات المتتالية التي حققتها هذه الحركة المقاومة الشعبية ضد قوات العدوان خلال الأشهر الأخيرة.
إن نتائج المفاوضات التي عقدت في السويد، أكدت للعالم أجمع على شرعية وجهة نظر ومواقف حركة “أنصار الله”، وأكدت أيضاً بأن الأزمة اليمنية لن تحتل أو تنتهي إلا بحل سياسي وهذا الأمر يُعد انتصاراً لحركة “أنصار الله”، وفي الوقت نفسه، تعتبر قضية ميناء الحديدة هي القضية الأكثر أهمية، التي تم مناقشتها في مفاوضات السويد، حيث أكد البيان الختامي لهذه المفاوضات على ضرورة تنفيذ بنود اتفاق وقف إطلاق النار في هذه المحافظة والسماح بدخول المساعدات الإنسانية إلى اليمن عن طريق ميناء الحديدة، وهذا الامر يُعد ضربة قاضية أخرى تلقاها العدوان السعودي وأجبره على إنهاء حصاره الاقتصادي الجائر على اليمن.
إن وقف العمليات العسكرية في مدينة الحديدة وإطلاق سراح السفن المحتجزة في مينائها، يعني السماح بدخول المواد الغذائية والدواء والسلع الأساسية الأخرى إلى اليمن، وهذا نصر عظيم لـ”أنصار الله” وهزيمة كبرى للسعودية وتحالفها الغاشم والنصر الآخر، هو الاعتراف بأنصار الله كمفاوض رئيسي في تلك المفاوضات من قبل الأمم المتحدة وحتى من قبل حكومة الرئيس المستقيل “عبد ربة منصور هادي”، وهذا يعني شرعية تواجد “أنصار الله” وقوى المقاومة في الساحة اليمنية، وهو شيء كانت ترفضه السعودية وحلفاؤها.
هذا الاتفاق يُعد انتصار سياسي لحركة “أنصار الله”، لأن المرتزقة السعوديين كانوا يقولون في الماضي بأن أعضاء هذه الحركة هم الانقلابيون لكن الآن، عندما تدعو الأمم المتحدة حركة “أنصار الله” للحوار، فإنها علامة هامة على الاعتراف بممثل يمثل جزءا كبيراً من الشعب اليمني ويسيطر على الكثير من المناطق الاستراتيجية في هذا البلد.
وهو يضاف إلى أن الإنجازات الأخرى التي حققها “أنصار الله” للشعب اليمني في مفاوضات السلام التي عقدت في السويد، يتمثل في عدم نجاح قوات “هادي” من السيطرة على ميناء الحديدة، على الرغم من الضوء الأخضر التي قدمته الولايات المتحدة والدول الغربية لتلك القوات لاستخدام كل قواتهم العسكرية من أجل السيطرة على ذلك الميناء ولكنهم في نهاية المطاف أخفقوا وأجبروا على المشاركة في هذه المفاوضات.
كما أن بقاء مطار تحت سيطرة “أنصار الله”، وقوات اللجان الشعبية وحكومة صنعاء الشرعية، يُعد انتصاراً آخر خرج به “أنصار الله” من تلك المفاوضات وذلك لأن السعوديين والمرتزقة كانوا يريدون أن ينتزعوا مطار صنعاء من أيدي “أنصار الله” خلال مفاوضات السلام التي عقدت في السويد وهذا الامر يعد أيضا هزيمة أخرى مُني بها العدوان السعودي.
وهنا تشير التطورات في اليمن إلى استمرار الفشل السياسي والعسكري للعدوان السعودي في اليمن، وهذا الأمر أدى إلى حدوث المزيد من الارتباك وخيبة الامل للدول المشاركة في هذا العدوان، والذين أجبروا في نهاية المطاف إلى تكثيف هجماتهم الوحشية على اليمن بعد يوم واحد على انتهاء محادثات السلام الاسبوع الماضي في السويد، ولهذا فإنه يجب القول هنا بأنه إذا ما فشلت هذه المفاوضات فإن العدوان السعودي سيكون هو المسؤول على ذلك.

قد يعجبك ايضا