نحو شراكة البحث عن وطن!

 

عبد العزيز البغدادي
التحدي فرصة لإعادة إنتاج الذات التي تبحث عن السمو.
اليمن يحتاج الى عقل بمستوى هذا التنوع العجيب، هذا الوطن لا يحتمل المزيد من الامراض والارتماء في أحضان الشيطان نكاية بالأنا لأن جميع اليمنيين إنما هم كيان متنوع في إطار واحد والحوار بين أبنائه ليس حواراً بين الأنا والآخر وإنما بين الذات الواحدة، بعض أصحاب الأنا المريضة أخذت تبحث لها خارج ذاتها عن هُوية وتفترض العداء لجزء من أبناء الهُوية الوطنية الواحدة التي طالما تغنت بها، هل كان ذلك الغناء لعبٌا ولهواً أم أنه فيروس مُمَوّلْ ؟! ، كل من يستقو على أخيه بمن يوهم نفسه أنه يعينه في البحث عن هُوية بديلة عن الذات الوطنية   مصاب بهذا الفيروس
البذرة لا تقويها العوامل الخارجية وإن بدا أنها تفعل،
المشروع الوطني لا ولا يمكن أن يقوم من خلال استقواء طرف سياسي مكون أو حزب أو طائفة على طرف آخر، يمكن لكل الأطراف اليمنية إن اختلفوا أن يختاروا جهة أو دولة محايدة لتساعدهم جميعاً في البحث عن حل أما أن يدعي أحد الأطراف حق الاستقواء بدولة أو تحالف دولي ضد الطرف الذي اختلف معه أو اصطنع الاختلاف معه فهذا ضرب من الجنون أو الغباء واستحكام مصالح المتنفذين في هذا الطرف،
ولا أدري كيف يمكن أن يغيب على أي صاحب بصيرة أو بعض من عقل بأن السعودية أو الأمارات تصلح أن تكون تلك الدول التي يمكن الاستعانة بها على إنقاذ أو دعم مشروع وطني يمني،
يكفي أن نعرف بأن  تحالف العدوان الذي قادته السعودية بالوكالة عن أمريكا كانت جاهزة بطائراتها وكامل معداتها وبالمليارات المخبأة بمعرفة من يردد على مسامع أمرائها بأنها لولا الحماية الأمريكية لكانت خلال أسبوع فقط في خبر كان ، هذه السعودية كانت جاهزة أو مجهزة  ورهن أمر عبدربه منصور وقواته الهاربة ، جاهزة لإنقاذ شرعيته من الشعب اليمني الذي مثلته مليشيا عجز هذا التحالف الجبار عن إعادتها إلى المنطقة اليمنية التي شارك نفس التحالف خلال سته حروب عجز عن القضاء عليها فيها ، وها هو هذا العدوان الشهم يجهد ليل نهار في تدمير كامل اليمن لاستئصال هذا المكون الذي يشبه حزب الله كما قال وأقسم بأنه لن يسمح بتكراره في جزيرة العرب ،
ومن المفارقات أن الكيان الصهيوني صار شريكا فاعلاً وبصورة معلنة مع السعودية وبفعالية لإنجاز هذه المهمة!
أيها اليمنيون ما أحوجنا لأن نفكر كذات واحدة قادرة على إدارة خلافاتها إن لم تتمكن من التوحد الآن وما أحوج هذا الطرف الذي لجأ إلى العدو التاريخي يستجديه أن يعيده إلى السلطة لأن يكون شريكاً في البحث عن الوطن داخل الوطن فقد وقع في شراك عدو لا توقفه عن أطماعه العبارات الدبلوماسية أو التلاعب بالكلمات وسلسلة التنازلات،
والعدوان السعودي كما أسلفنا تديره إسرائيل والإدارة الأمريكية البارعتان في هذه اللعبة إنها مهندس الإجرام والحروب القذرة في العالم وفي أحضانها تبحث النخب السياسية المبجلة عن حلول لكل قضايانا .

أيها الوطن المستباح
لا تبتئس
إنما هم قرابين بعض الطغاة اللصوص
فانتعل بعض هامات هاماتهم
واقرأ عليهم تفاسير” إنَّ المُلوكَ إذا دخلوا”
في الرؤوس الكسيحة ذابت معاني معانيهُمُ .

قد يعجبك ايضا