تجربة مؤسسة بنيان

التحديات والفرص في تنمية قدرات المبدعين

 

م. أمل محمد السريحي*

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله الغر الميامين، يشرفنا المشاركة معكم بورقة عمل بعنوان “التحديات والفرص في تنمية قدرات المبدعين – تجربة مؤسسة بنيان التنموية” في حفل إشهار مركز دار الخبرة للدراسات والتطوير في الندوة العلمية الأولى بعنوان “رعاية الإبداع والمبدعين بين الواقع والطموح” ويسعدني أن اضع أمامكم نبذة بسيطة عن نشاط إدارة رعاية المبدعين والمبتكرين واهدافها في المؤسسة وكذا أبرز التحديات والفرص بصفة عامة من واقع تجربة مؤسسة بنيان العملية في هذا المجال. وانطلاقا من الاهتمام العالمي وتوجهات الدول بقضايا التنمية المستدامة لتحويل عالمنا بالابتكار والابداع وفي سياق التنمية المستدامة يهدف الابتكار الى التوازن بين نمو الاقتصاد الأخضر والعدالة الاجتماعية والحماية البيئية بطريقة جديدة ومبتكرة ، حيث ان الابتكار هو تجاوز الفهم التقليدي لمواجهة الفقر ونقص الطاقة وأنظمة الصرف الصحي والرعاية الصحية والتعليم والبحث عن فرص جديدة في السوق قد تؤدي الى وضع تقنيات تساهم في خلق المزيد من الفرص للمبدعين والاستخدام الفعال للموارد والمواد والطاقة والتقنيات بأسعار معقولة .

مؤسسة بنيان التنموية:
هي مؤسسة مدنية تنموية تعمل وفق رؤية يمنية إيمانية أصيلة وهي أن التنمية لا تقوم إلا على أساس هدى الله، ولأن الانسان هو وسيلة التنمية وغايتها فإن تحرير عقل وروح وإرادة هذا الإنسان ليسير على هدى الله وتكون نفسه زاكية وروحة صالحة لتنمو الحياة وتعمر بشكل صحيح.
ومنذ انطلاقة مؤسسة بنيان في اغسطس عام 2017م بدأت المؤسسة بوضع اهداف عريضة في واقع مليء بالتحديات وحملت على عاتقها المساهمة في القضايا التنموية في شتى المجالات.
رسالة المؤسسة:
مؤسسة تنموية تسعى لتحقيق الكرامة الإنسانية والعدالة الاجتماعية والتنمية المستدامة، للوصول بالمجتمع لامتلاك الكفاءة والفاعلية التي تؤهله للمشاركة في البناء والتنمية، من خلال توعية ودعم وتمكين وتطوير قدرات الفئات الأكثر احتياجاً وخلق فرص الاكتفاء الذاتي لها.
تجربة مؤسسة بنيان في تنمية قدرات المبدعين والمبتكرين
أنشأت مؤسسة بنيان إدارة متخصصة لرعاية المبدعين والمبتكرين من أجل تشجيع وتنمية المبدعين والمبتكرين واستثمار اختراعاتهم وابتكاراتهم وتسخيرها في خدمة التنمية الاقتصادية والاجتماعية في سبيل الارتقاء بمستوى التقدم العلمي والتكنولوجي والصناعي لليمن.
اهداف إدارة رعاية المبدعين والمبتكرين:
نشر ثقافة الإبداع والاختراع في أوساط المجتمع من خلال إقامة الفعاليات الهادفة إلى دعم الابتكار والاختراع وإبراز مكانة المخترعين في المجتمع ودورهم في التنمية.
اكتشاف واستقطاب المبدعين والمخترعين من خلال المعاهد والمدارس والجامعات ومراكز البحث العلمي والمؤسسات والجهات ذات العلاقة وتنمية وتطوير قدراتهم ومهاراتهم.
وضع برامج ومشاريع يتوافر فيها كافة عناصر رفع كفاءة المبدعين والمخترعين.
إتاحة الفرصة لعرض أهم الاختراعات العملية والتقنية وتبادل الخبرات بين المبدعين والمخترعين.
إيجاد ثقافة اجتماعية تستفيد من الاختراعات في تطوير الصناعات الوطنية.
تعزيز دور مؤسسات التعليم العام والجامعات ومراكز الأبحاث للقيام بدورها في تطوير البحث العلمي واستقطاب المبدعين والمخترعين.
تحفيز الشركات والمؤسسات ورجال الأعمال لاستثمار الاختراعات.
إيجاد شراكة فاعلة بين الجهات ذات الاختصاص للتنافس على تشجيع المبدعين والمخترعين.
أبرز الأنشطة التي تقوم بها المؤسسة في تنمية قدرات المبدعين والمبتكرين:
تقوم مؤسسة بنيان ممثلة بإدارة رعاية المبدعين والمخترعين بالبحث عن المبدعين في الجامعات والمعاهد والكليات العلمية.
أقامت مؤسسة بنيان ممثلة بإدارة المبدعين والمخترعين معرض الصمود للمبدعين والمخترعين في الذكرى الثالثة للعدوان تحت عنوان “الذكرى الثالثة لصمود الشعب اليمني” حيث تم عرض العديد من الابتكارات والاختراعات الواعدة.
شكلت مؤسسة بنيان لجنة من ذوي الخبرات والكفاءات لتقييم كل ماتم عرضه في المعرض المشار اليه وخرجت بعدد من التوصيات المتعلقة باحتواء عدد مما تم تقييمه.
نفذت مؤسسة بنيان برنامج نشر ثقافة الابداع والاختراع في المدارس لاكتشاف المبدعين من الصفوف الأولى واحتوائهم مبكراً وفق اختبارات IQ ) ) الخاصة بالذكاء وكان الهدف غرس ثقافة الابداع والاختراع في عقول الصغار منذ وقت مبكر، بالإضافة الى مشاريع أخرى تستهدف نشر ثقافة الابداع عن طريق شريحة المعلمين المبدعين وفقاً لمعايير محددة كما ان هناك برامج ومشاريع قيد الدراسة وطور التنفيذ .
أبرز التحديات:
فيما يلي نستعرض بصورة سريعة أبرز التحديات التي تواجه الابداع في اليمن من خلال تجربتنا العملية البسيطة وتتمثل في الآتي:ـ
عدم وجود كيان رسمي أو مؤسسي أو هيئات أو نقابات في الدولة لرعاية الابداع والمبدعين.
غياب التمويل للإبداع والمبدعين ولأفكارهم والمحصورة في جوائز مالية تصرف عن طريق المسابقات دون أي جدوى على الواقع العملي.
انعدام البيئة المشجعة والمحفزة للإبداع والمبدعين حتى على المستوى الأسري.
إهمال القدرات الإبداعية وعدم تنميتها واكتشافها منذ الطفولة.
هجرة أصحاب العقول والأفكار خارج الوطن للبحث عن فرص تقدر أفكارهم وابداعاتهم وتوفر حياة كريمة لهم.
سرقة الأفكار وغياب الجانب الرقابي الذي يحمي أصحاب الابتكارات والاختراعات.
غياب الدعم النفسي والمادي والمعنوي على مستوى الدولة والمجتمع والأسرة.
لاتوجد ثقافة مجتمعية بأهمية الإبداع والمبدعين.
غياب النظام التعليمي الإبداعي وهذا يعد من ابرز عوائق الابداع.
عدم تنظيم ندوات وورش علمية تعنى بتبادل الخبرات فيما بين المبدعين.
الخوف من عرض بعض الاختراعات والابتكارات نتيجة ملاحقة لبعض المبدعين والمخترعين على ابداعتهم لاعتبارات سياسية غامضة.
تفضيل الصناعات الأجنبية وانعدام الثقة بالصناعة المحلية نتيجة غياب ثقافة تشجيع الصناعات المحلية.
انحصار الابداع على جوانب محددة كالرسم والنحت والغناء والاناشيد نتيجة الفساد المالي والإداري الذي كان قائماً.
عدم وجود خارطة صناعية تحدد بدقة الصناعات القائمة والمطلوبة مع الغياب النسبي لاستراتيجيات البحوث العملية وتطويرها اكاديمياً.
ضعف الانفاق والاستثمار في مجال البحث والتطوير والتدني الكبير في هذا الجانب مما انعكس على اجمالي براءة الاختراع وحيدت البلاد من مؤشرات التنافس العالمية.
غياب العلاقات بين التنمية الاقتصادية ونتائج البحث العلمي إن وجد وعدم وجود بحث علمي يكون جزءاً من العملية الإنتاجية.
قلة مخصصات التمويل في البحث العلمي من قبل الدولة.
أبرز الفرص المتاحة:
هناك فرص كبيرة يمكن التنبؤ لها والاستفادة منها لصنع مستقبل افضل واقتصاد قوي على أيدي كفاءات يمنية خالصة نوجزها في الآتي:ـ
وجود عدد كبير من المبدعين والمبتكرين والمخترعين على الساحة الوطنية وبمختلف المجالات والتي يمكن استثمار ابداعتهم وجعل تلك التحديات فرصاً للنهوض بالاقتصاد والتنمية.
وجود موارد محلية ضخمة إذا ما وجهت طاقات المبدعين والمبتكرين للاستفادة منها وفق أسس علمية دقيقة.
وجود تجارب لدى الآخرين في مجال الابداع والابتكار يمكننا الاستفادة منها وتطويرها.
دراسة الاحتياجات الاقتصادية والتنموية المحلية وتوجيه المبدعين والمبتكرين نحوها.
حاجة السوق المحلية للكثير من الابداعات والابتكارات.
لعل الحصار المفروض والغاشم رغم وحشيته وشراسة آلته المدمرة، والذي يستهدف كل مقومات شعبنا وامتنا يشكل فرصة كبيرة امامنا لمواجهة هذا العدوان من خلال منح أصحاب العقول والاختراعات مساحة لعرض امكانياتهم واختراعاتهم لرفد الاحتياج المحلي في ظل قيادة صادقة ومخلصة ومشجعة لهم ولعقولهم المثمرة.
إجراءات تقديم المبدعين والمبتكرين لدى مؤسسة بنيان: –
تتم إجراءات التقديم للمبدعين والمبتكرين عبر التقديم الى إدارة رعاية المبدعين والمبتكرين واجراء المقابلة الشخصية مع المبدعين والمبتكرين لمعرفة الابتكارات القابلة للتطبيق ذات الأولوية في المجال التنموي وبعد ذلك تتم تعبئة استمارة معدة لذلك ليتم تسجيلهم في قاعدة بيانات لدى المؤسسة وفي حال تتم الموافقة الأولية يتم تشكيل لجنة متخصصة من ذوي الكفاءات الوطنية بحسب نوع وطبيعة الابتكار يتم رفع تقرير من قبل اللجنة حول إمكانية تنفيذ هذا المشروع من عدمه وفق أولويات احتياج المجتمع وإمكانية المؤسسة.
ورقة عمل قدمت إلى الندوة العلمية “الإبداع والمبدعين بين الواقع والطموح” نظمها مركز دار الخبرة للدراسات والتطوير، ديسمبر 2018م.
*مدير ادارة رعاية المبدعين والمبتكرين
مؤسسة بنيان التنموية

قد يعجبك ايضا