اللقاء الموسع للأحزاب والمكونات السياسية والوفد الوطني يؤكد على أن السلام العادل والمشرف استحقاق وطني مرهون بتحرير الأرض من الاحتلال

الثورة / أسماء البزاز / مصطفى المنتصر
عقد يوم الأحد الماضي في العاصمة صنعاء اللقاء التشاوري الموسع للأحزاب والمكونات السياسية مع الوفد الوطني المفاوض في مشاورات السويد (ستوكهولم).. وفي اللقاء الذي حضره ممثلون عن مختلف القوى السياسية ونظمته لجنة شؤون الأحزاب استطلعت “الثورة” آراء الوفد الوطني المفاوض وممثلي الأحزاب السياسية وخرجت بالاستطلاع الآتي ..الى التفاصيل:
البداية مع الدكتور علي عبدالله أبو حليقة وزير شؤون مجلسي النواب والشورى رئيس لجنة شؤون الأحزاب والذي قال: ان هذا اللقاء التشاوري بين الأحزاب والمكونات السياسية مع الوفد الوطني مثل لوحة وطنية تجسدها عاصمة اليمن الموحد والثورة اليمنية صنعاء التاريخ والحضارة، مبينا ان الطرف الآخر لا رؤية له ولا يملك وجهات محددة ولا يملك أي قرار له ومن لا يملك قراره لا يملك مستقبله بعكس وفد صنعاء المفاوض الذي حمل هما كبيرا وهي القضية الوطنية معززة برؤية ثاقبة وموجهات محددة للمستقبل والسلام والأمن والاستقرار.
واشار إلى اهمية هذا اللقاء للأحزاب والمكونات السياسية اليمنية مع الوفد الوطني المفاوض في السويد بغية الاطلاع على نتائج تلك المفاوضات الناجحة التي خاضها وفدنا بكل كفاءة واقتدار رغم تعنت الطرف الآخر الموفد من الرياض، مشيرا إلى عوامل نجاح مفاوضات الكويت والتي تكمن في طريقة اختيار الوفد والانسجام التام لدى الوفد الذي يحمل وحدة القضية فكان محاورا رائعا يحمل العديد من البدائل والخيارات. وان كان قد قدم بعض التنازلات وإنما ذلك من أجل الشعب ومن أجل السلام لا من أجل أي طرف آخر ما دفع طرف الرياض للتعنت ووقوفه حائرا أمام أي حراك إزاء أي تقدمات في تلك المفاوضات.
السيادة الوطنية
من جهته قال اللواء جلال الرويشان نائب رئيس الوفد الوطني في مشاورات السويد: إن الأحزاب السياسية المشاركة مع الوفد الوطني في مشاورات السويد قد أبلت بلاء حسنا ومثلوا جميعاً حضورا قويا وساهموا في نجاح العديد من الملفات التي تم طرحها..
واشار الى ان المشاورات استمرت ما يقارب اسبوعين تناولت ستة ملفات رئيسية كان أبرزها الإطار السياسي العام حيث حرص الوفد على ان يأخذ الاهتمام الكبير باعتبار ان حل الملف السياسي يمثل حل مختلف القضايا الأمنية والعسكرية والاقتصادية في البلاد، لافتا إلى أنه كان قد تم الاتفاق مع الطرف الآخر على جميع حيثياته ونقاطه وكان في إخراجه النهائي للحل إلا أننا فوجئنا قبل يومين من المشاورات ان الطرف الآخر حول رسم السلطة التنفيذية الانتقالية التي اتفقنا عليها إلى سلطة سياسية انتقالية بمعنى ان يستمر هادي في رسم السلطة الانتقالية للبلاد وهذا ما رفضناه وفي الأخير حصلنا من المبعوث الأممي على وعد بأن الإطار السياسي هو إطار الأمم المتحدة وهو المعتمد وقد جاءت تصريحات المبعوث الأممي أن وفد صنعاء وافق وانه الإطار المعتمد في المشاورات القادمة.
واوضح الرويشان ان مشاورات الوفد حول ملف مطار صنعاء وغيره من الملفات حيث كان المجتمع الدولي حريص عليه باعتباره ملفا إنسانيا في الدرجة الأولى إلا أننا فوجئنا أن الطرف الآخر اشترط أن تهبط الطائرات في مطار عدن واتخاذ اجراءات تفتيش من جديد ثم المغادرة إلى أي رحلات دولية وبدورنا رفضنا هذا الإجراء باعتباره غير مبرر من مختلف النواحي. حيث أننا قدمنا للأمم المتحدة وللمجتمع الدولي وللطرف الآخر مقترحاً بأن المخاوف الأمنية من مطار صنعاء سنلتزم بإزالتها سواء في الجانب الأمني أو جانب المعلومات بالرغم من أننا ملتزمون بالإجراءات الدولية للأمن والسلامة (الفاو) قد أبدينا استعداداتنا أن تكون إجراءات الأمن والسلامة في المطار بإشراف دولي محايد من الاتحاد الأوروبي أو الأمم المتحدة، إلا أن الطرف الآخر أصر على أن يتحول المطار إلى مطار داخلي وتتجه الرحلات إلى عدن، ولحسن الحظ أن وزير النقل في حكومة هادي قد صرح منذ أسبوع بأن مطار عدن غير آمن وأنه ليس تحت أيديهم أو تصرفهم ولهذا تم الاتفاق مع المبعوث الأممي على أن يرحل ملف مطار صنعاء إلى المشاورات القادمة.
موضحا أنه تم الاتفاق على أن السلطة المحلية في الحديدة والأمن الموجودة فيها هما المسؤولان عن محافظة الحديدة، وتخفيض الضغط على محافظة الحديدة وفتح ممرات إنسانية والسماح للمدنيين بالمرور تركناه للجنة عسكرية مشتركة من الطرفين .
وأكد الرويشان حرص طرف صنعاء المفاوض على تحقيق السيادة الوطنية بخروج القوات العسكرية الأجنبية من البلاد الأمر الذي رفضه الطرف الآخر حول رفع العقوبات على اليمن من الفصل السابع وهو كذلك قوبل بالرفض من الطرف الآخر وبالتالي لم يتضمن ذلك في الإطار السياسي.
معادلة جديدة
وأكد فضل أبوطالب خلال كلمة ألقاها في اللقاء التشاوري للأحزاب والمكونات السياسية بالوفد الوطني عُقد أمس الأول، بحضور عدد من أعضاء الوفد الوطني تأييد المكتب السياسي لأنصار الله للاتفاقات المنجزة في السويد.. معتبراً قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2451 أكثر إيجابية وواقعية من القرارات السابقة على الرغم من وجود بعض الملاحظات عليه.
وأشار إلى أن اتفاق السويد يعتبر إقراراً بمعادلة جديدة فرضها الصمود الأسطوري للشعب اليمني في مقابل تآكل منظومة العدوان على كل المستويات وهو انتصار يمني على دول العدوان.
وقال « إن صمود وعزيمة الشعب اليمني وثبات واستبسال الجيش واللجان الشعبية تزامنت معه الأزمات التي تعيشها الإدارة الأمريكية والنظام السعودي المجرم كل ذلك خلق جواً عاماً وسائداً ومساعداً ومسانداً لإنجاح المشاورات وفي هذا المناخ أيضاً جاء قرار مجلس الأمن رقم 2451 المؤيد لاتفاقات السويد».
ولفت أمين عام المكتب السياسي لأنصار الله إلى أن المجاهدين المرابطين في الجبهات أسسوا لمرحلة جديدة في موازين القوى وأرسوا معادلة جديدة في الصراع فما بعد السويد لن يكون كما قبل السويد.
وخاطب أمين عام المكتب السياسي لأنصار الله القوى الجنوبية الموالية للإمارات والسعودية قائلاً « إن أنصار الله والقوى الوطنية في صنعاء أكثر تفهماً للقضية الجنوبية من دول العدوان ومن هادي وهم أكثر إيجابية ومصداقية في التعاطي مع القضية».
ودعا أبو طالب المرتزقة الذين يقاتلون في جبهات الساحل الغربي إلى الانسحاب والعودة إلى بيوتهم إذ ليس لهم مصلحة في القتال هناك واتفاق السويد يؤكد أنهم لن يجنوا من استمرارهم في القتال هناك سوى المزيد من الخسارة.
وأكد وقوف أنصار الله إلى جانب الأحرار من أبناء المحافظات والمناطق اليمنية المحتلة حتى تحرير كافة الأراضي اليمنية من دنس الغزاة والمحتلين باعتبار هذا التزاماً دينياً ووطنياً وأخلاقياً.
وأشاد بالتوجهات والأصوات الرافضة للاحتلال من أبناء المهرة وشبوة والمخا وغيرها من المناطق المحتلة.. قائلاً « هذا إن دل على شيء فإنما يدل على أصالة وعزة وشموخ وحرية أبناء تلك المحافظات.
ودعا أبو طالب الأحزاب والمكونات والتنظيمات السياسية إلى تشكيل لجنة استشارية تكون رافداً للوفد الوطني وللقيادة السياسية بالرؤى والتصورات.
وعبر الأمين العام للمكتب السياسي لأنصار الله عن شكره للوفد الوطني المفاوض في مشاورات السويد على جهدهم الوطني الكبير والمتميز الذي أسهم في نقل معاناة ومظلومية الشعب اليمني بما يسهم في وقف العدوان ورفع الحصار.
كما أشاد بتوجه القيادة السياسية نحو مشروع بناء الدولة من خلال المشروع الوطني الذي أطلقه الشهيد الرئيس صالح الصماد رحمه الله تحت شعار (يد تحمي ويد تبني) والرؤية الوطنية لبناء الدولة التي أقرها المجلس السياسي الأعلى في لقائه الأخير.
وحيا فضل أبو طالب الدور الوطني للأحزاب والمكونات والتنظيمات السياسية الرافضة للعدوان على دورها النضالي المشرف في مواجهة العدوان وتعزيز صمود الجبهة الداخلية وإفشال المؤامرات التي تستهدف وحدة الصف الوطني.
وأختتم الأمين العام للمكتب السياسي لأنصار الله كلمته بالتأكيد « على أن يكون الرهان على الله وأملنا بالله فهو سبحانه من بيده مقاليد الأمور وهو من يدبر الأمر وإليه يرجع الأمر كله وهو من يحسم العواقب كما قال تعالى ولله عاقبة الأمور وما علينا سوى التوكل عليه ومراجعة واقعنا ومستوى أدائنا والجد في معالجة الاختلالات لكي نكون بذلك قادرين على مواجهة كافة التحديات ونكون بمستوى المواجهة ومستوى النصر إن شاء الله».
علاقة جديدة
إلى ذلك قال صادق ابو شوارب عضو اللجنة الثورية العليا: إن اللقاء كان ما بين الوفد الوطني والأحزاب السياسية الفاعلة لاطلاعها على ما حدث في مشاورات السويد كعلاقة جديدة تربط القوى السياسية الوطنية ببعضها لتدارس الاوضاع والإلمام بمختلف القضايا التي يمر بها الوطن والعمل على حلها في إطار الدستور وعن طرق الحوار وهو على عكس ما كان عليه في الأنظمة السابقة التي كانت تتناول هذه القضايا بشكل سري ومن تحت الطاولة، وهذا إن دل شيء فإنما يدل على الشفافية والمصداقية وتوسيع دائرة الشراكة العامة في اطار مواجهة العدوان. نحن نشكر الوفد الوطني ونشكر لجنة شؤون الأحزاب ورئيسها الدكتور علي ابو حليقة على تنظيم وإعداد هذه الفعالية واشراك القوى السياسية المختلفة والمجتمع في مواجهة العدوان وأن يكونوا على اطلاع دائم بما يتم خلف الكواليس .
وأضاف: الوفد الوطني بذل جهوداً جبارة، وما يميز الوفد الوطني انه يعبر عن الحالة الثورية وعن حالة التغيير الاجتماعي عن منهجية سياسية مغايرة للمنهجية السياسية التقليدية وهي المصداقية والشفافية ونحن بدورنا نشيد بدور الوفد الوطني والحكمة التي تحلى بها ونؤكد على ثقتنا الكاملة بأعضاء الوفد الوطني الذي يحمل هموم الشعب ويسعى إلى تذليل كافة الصعوبات بعد أن استباح العدو والمحتل دماء اليمنيين وجعل من المعاناة قوتاً يومياً يقتاته اليمنيون على مدى 5 أعوام من العدوان .
وقال مثلت مشاورات السويد نصراً للوفد الوطني الذي غادر صنعاء حاملا هموم ومعاناة المواطنين على عكس المرتزقة الذين غادروا من مختلف عواصم العدوان لا يملكون قضية ولا هوية تشفع لهم زيف محاولاتهم اليائسة لتبرير جرائم العدو والمحتل وقد فاجأ الجميع بمرونته في التعاطي الإيجابي مع مختلف القضايا والملفات التي نوقشت في السويد وقد توجت هذه المواقف والمميزات التي يتمتع بها الوفد الوطني بنجاح كبير جسد رغبة القيادة في صنعاء والقوى السياسية في المضي نحو السلام المنشود .
معرفة ما تم إنجازه
إلى ذلك قال وزير الكهرباء والطاقة المهندس لطف الجرموزي: إن هذا اللقاء يحتل أهمية بالغة من حيث أن المكونات السياسية اليمنية احزاباً وتنظيمات سياسية وقوى وطنية حضرت لتشارك بآرائها وتستمع من الوفد الوطني ما تم انجازه وكان الملاحظ ان هناك تنوعاً كبيراً في موضوع الطرح وآراء متنوعة تصب في الاطار الوطني ومصلحة القضية اليمنية وهي تحقيق السلام ، السلام العادل الذي يجعل شعبنا اليمني في مستقبل الايام شعبا حراً عزيزا كريماً قادراً على صياغة قراره السياسي مستقلاً دون أي إملاءات ودون اي ضغوط خارجية بعيدا عن الوصاية والهيمنة وبما يخدم الشعب اليمني ويلبي طموحاته .
وأضاف الجرموزي: لمسنا من الوفد الوطني الجدية الكاملة والتحرك الواعي الذي هو ناتج خبرة تراكمية من خلال مشاركته في المشاورات السابقة، وأيضا حمل قضية الوطن وحمل هم الانسان اليمني وكان هناك من التنازلات التي افضت إلى مخرجات وطنية ممتازة تؤسس إلى عمل ومشاورات قادمة تحقق مصلحة الشعب اليمني وتلبي طموحاته وتطهير الوطن من رجس المحتل وإيقاف العدوان الغاشم على بلادنا .
أهمية بالغة للقاء
أحمد العليي ممثل الجبهة الوطنية الجنوبية لمقاومة الغزو والاحتلال اكد ان اللقاء الذي عقد في العاصمة صنعاء وجمع ممثلي كافة الأحزاب السياسية الوطنية بأعضاء الوفد الوطني إلى مشاورات السويد اكتسب أهمية بالغة، حيث استمع الجميع إلى إحاطة من قبل نائب رئيس وفدنا الوطني معالي اللواء جلال الرويشان أوضح فيها طبيعة المشاورات التي تمت في مدينة ستوكهولم في السويد، معدداً مراحل تلك المشاورات والجهود التي بذلها كافة أعضاء الوفد للوصول إلى تلك النتائج الطيبة التي تعتبر مكسبا لشعبنا اليمني وانتصارا لمظلوميته التي يعاني منها منذ أكثر من 4 سنوات .
واشار الى ان أهمية اللقاء جاء في كونه رسم لوحة جميلة لوطن الـ21 من سبتمبر 2014 م كالتزام حقيقي للمشاركة في القرار السياسي بعيدا عن الإملاءات الخارجية وفي إطار أن الجميع اليوم يلتقون حول مصلحة الوطن وتقدمه وازدهاره، كما أنه بعث رسالة مفادها ان الجبهة السياسية الداخلية باتت أقوى وأصلب من أي وقت مضى، وبمباركة اللقاء لمخرجات مشاورات السويد فإنه يؤكد بجلاء نهاية حقبة سياسية عاشها الوطن كانت مليئة بالتناقض وبعيدة عن الإجماع.
وأشار إلى أن البطولات والنضالات التي يجترحها جيشنا ولجاننا الشعبية دفاعا عن الوطن وكرامته واستقلاله في هذه الملحمة الوطنية التاريخية فإن اللقاء يرسل رسالة قوية مفادها أن وطننا لن يكون لقمة سائغة لمن يريد ان ينال منه أو يهيمن عليه وينهب ثرواته .
كما أن الروح العالية التي ابداها كافة أعضاء وفدنا الوطني تجاه الآراء والملاحظات التي تلقاها أكدت على إيمان حقيقي بالمصلحة الوطنية العليا خاصة وهناك مشاورات قادمة .
واضاف: ولعل من المفيد القول إن فريقنا الوطني بتشكيلته الحالية يمثل كافة المكونات السياسية الوطنية وبهذا التشكيل الرائع الذي جسد حكمة قيادة الثورة والقيادة السياسية أستطيع القول إننا على مشارف وطن تسوده الحرية والعدالة والنمو .
تصوير/ فؤاد الحرازي

قد يعجبك ايضا