يافطة العمل الخيري.. وسيلة للتربح وخدمة للمصالح

> منظمات وجمعيات لا تحقق الأهداف التي أنشئت من أجلها
الثورة / ..
إذا أردت الربح السريع فما عليك سوى تأسيس منظمة مدنية ، أو جمعية خيرية وطرق أبواب المانحين للحصول على الأموال والمنح والمساعدات ، هكذا أصبح عمل الجمعيات الخيرية والمنظمات وسيلة للتربح وخدمة لأصحابها وتحولت إلى بؤر للفساد والعبث بالمساعدات الإنسانية والاغاثية وخدمة الأقارب والأصحاب ، برغم الانتشار الكبير للكثير من المنظمات والجمعيات الأهلية التي ترفع يافطة العمل الإنساني والاغاثي ، ومساعدة المحتاجين ولا يوجد تأثير لهذه المنظمات والجمعيات الخيرية الأهلية في الحقيقة وهذه حقيقة ملموسة ، فكثير من هذه المنظمات تحولت إلى وسيلة للتربح وخدمة أصحابها في ظل انعدام الرقابة على هذه المنظمات والجمعيات الخيرية التي تعمل وتمارس نشاطها في أوساط المجتمع ، وإن وجدت بعض المنظمات والجمعيات الخيرية التي تخدم المواطنين فهي قليلة ومحدودة الأثر .
غياب الرقابة
لقد أصبحت الكثير من منظمات المجتمع المدني والجمعيات الخيرية تسعى ولو بشكل غير معلن إلى الكسب المادي وليس هدفها غير الربح فقط , حيث إن المنظمات لا ترتقي لخدمة المجتمع أكثر من أنها تسعى إلى الربح المادي والحصول على الدعم من الجهات المانحة كل ذلك يحصل بسبب غياب الدولة وعدم وجود الرقابة على تلك المنظمات ، فكثير من منظمات المجتمع المدني والجمعيات الخيرية التي تعمل اليوم لا تقدم أي خدمات رغم امتلاكها دعم من الدول المانحة والكثير من المانحين المحليين , بل تسهم هذه المنظمات في إضعاف الوضع العام بشكل كبير جدا والمساهمة في نشر الفساد كي يتيح لهم وضع أياديهم على اكبر قدر ممكن من الدعم المالي من دون تنفيذ مشاريع أو إعطائها للمستحقين لهذا الدعم وللأسف الشديد هناك البعض من المنظمات ذات السمعة الرفيعة والجيدة والمقبولة لدى الدول المانحة والقطاع الخاص تتلقى دعمها بشكل كبير ومباشر من دون متابعة أو تدقيق ميداني حيث إنها أفسدت أكثر مما أصلحت خصوصا وأننا في وضع معيشي صعب يحتاج الشعب اليمني لتكاتف الجميع .
وسيلة للتربح
وللوقوف على عمل هذه الجمعيات سألنا المواطنين: هل تصلهم مساعدات المنظمات والجمعيات الخيرية : سألنا المواطن احمد المسعودي احد المواطنين في العاصمة صنعاء فأجاب : المساعدات الإنسانية التي تأتي عن طريق هذه الجمعيات لاتصل الينا برغم تسجيلنا من قبل هذه الجمعيات عدة مرات واخذ أرقام البطائق لكن في كل مرة لاتصل الينا هذه المساعدات وإن وصلت فإنها تصل إلى أشخاص محدودين من أقارب أصحاب هذه الجمعيات ومعاريفهم ، وكثيرا ما نرى هذه الجمعيات توزع المساعدات الإنسانية وتقوم بتصوير عملية التوزيع في الحارات ورفع اليافطات التي عليها أسماء هذه الجمعيات رغم ان المستفيدين منها هم القليل وبقية المساعدات لا نعرف إلى أين تذهب ، لقد أصبحنا اليوم نرفض تسجيلنا من قبل هذه الجمعيات والمنظمات لأننا نشعر ان هذه الجمعيات تستغل أسماءنا للحصول على المساعدات الإنسانية ، بحسب هذه الكشوفات و بأرقام بطائقنا .
المواطن علي سليمان هو الآخر يقول : كثير ما نسمع عن توزيع مساعدات إنسانية من جهات وجمعيات خيرية على المواطنين لكننا لم نحصل على شيء من هذه الجمعيات ، وفي إحدى المرات رأينا جمعية خيرية توزع مساعدات إنسانية وترفع يافطة وعندما ذهبنا إلى من يقومون بتوزيع هذه المساعدات ، اخبرونا ان هذه المساعدات محدودة ، وهي خاصة بالنازحين رغم انه لا يوجد نازحون عندنا وإنما تم انتقاء الأشخاص ، الذين لهم معرفة بالعاملين في هذه الجمعية ،أما الباقون فقد اكتفوا بالتفرج على عملية التوزيع رغم أن الكل محتاج ويعيش في ظروف صعبة للغاية .
استغلال الطاقات
فساد ولكن من نوع آخر تمارسه بعض المنظمات والجمعيات وهو استغلال طاقات وقدرات المتطوعين للعمل من قبل هذه المنظمات والجمعيات الخيرية ، وارتكازها على العمل التطوعي وخصوصا من قبل فئة الشباب الذين يعملون في هذه المنظمات والجمعيات الخيرية ولا يحصلون على مستحقات مقابل عملهم في حين ان هذه الجمعيات والمنظمات تحصل على كثير من الأموال وتنفذ الكثير من المشاريع ، وكثير ما يشكوا الشباب المتطوعين من فصلهم من قبل هذه المنظمات والجمعيات الخيرية عند المطالبة بمستحقاتهم بدعوى ان العمل تطوعي .
لا تراخيص ولا مقرات
إلى جانب الفساد الذي تمارسه أكثر المنظمات والجمعيات الخيرية هناك كثير من المنظمات والجمعيات الخيرية لا يوجد لديها مقرات ولا حتى تراخيص أو انتهت تراخيصها منذ مدة ومازالت تزاول نشاطها في أوساط المجتمع ، في ظل انعدام الرقابة والنزول الميداني من قبل وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل وعمل مسح ميداني بأسماء الجمعيات والمنظمات التي ليس لديها مقرات وغير المجددة لتراخيصها وإيقافها واتخاذ الإجراءات القانونية بحقها.
منظمات متعثرة
كثير من منظمات المجتمع المدني والجمعيات الخيرية متعثرة وغير قادرة على مزاولة نشاطها وهناك منظمات مجتمع مدني مجمدة نظرا لوجود إشكاليات بين قياداتها أو إشكاليات مع الغيرن فالمنظمات الرائدة والتي تزاول نشاطها بشكل مستمر محدودة العدد غير أن هنالك منظمات أخرى غير قادرة على كيفية العمل وغير قادرة على التعامل مع الجهات المانحة كما أنها غير قادرة على التعامل مع الجهات الحكومية ولهذا تجد نفسها متعثرة ولا تحقق الأهداف التي أنشئت من اجلها .
كلمة أخيرة
لا أحد ينكر أهمية العمل الإنساني أو الخيري داخل المجتمعات ، فهو همزة الوصل بين الأغنياء والفقراء، وهو القطاع الذي يقع على عاتقه مهمة تلمس احتياجات المعوزين والمساكين وذوي الحاجة، ولكي يقوم القطاع الخيري بدوره في المجتمع وتلبية احتياجات المعوزين والمحتاجين لا بد أن يتواصل مع المجتمع وهذا ما تقوم به المؤسسات الخيرية في كافة أنحاء العالم ، فالتكافل والتواصل الاجتماعي ليس تشريعا مفروضا على القادرين، بل هو ثمرة طبيعية ونتيجة تلقائية وأثر إيجابي للروابط الدينية، فالتواصل بين أفراد المجتمع هو واجب شرعي، وعبادة جليلة، وهو من حقوق الأخوة الدينية التي يتميز بها أفراد المجتمع المسلم، وهو نتيجة طبيعية للمشاعر التي يكنها أفراد المجتمع بعضهم لبعض ، وعلينا في اليمن أن نعي أن العمل الإنساني وجد لخدمة المجتمع وليس العكس .

قد يعجبك ايضا