أمل حسين.. الطفلة التي أبكت العالم

*”الوجه الإنساني للحرب على اليمن”

الثورة/وديع العبسي
كانت ترقد في مركز صحي في مدينة أسلم الواقعة على بعد 90 ميلا شمال غرب العاصمة صنعاء. تستلقي على سرير مع والدتها، في حين كانت الممرضات تغذيها كل ساعتين بالحليب، لكنها تتقيأ بانتظام وتعاني من الإسهال.
الطفل أمل حسين “الوجه الإنساني للحرب في اليمن” كما وصفتها صحيفة النيويورك تايمز الامريكية هي صورة لمأساة كل أطفال اليمن نشرتها الصحيفة الأمريكية قبل أيام من وفاتها في مخيم للنازحين متأثرة بأمراض أصابتها بسبب المجاعة وسوء التغذية فأثارت ضجة دولية كبيرة وحركت مشاعر الإنسانيين على مستوى العالم واجتذبت ردود أفعال ساخطة ومنددة بهذا السلاح المؤلم الذي قتل أمل حسين الطفولة والحياة وقد يقتل ما يقارب مليوني طفل يعانون المجاعة حسب الصحيفة.
لتتحول الطفلة “أمل حسين” بمعاناة ووفاتها بسبب المجاعة في اليمن إلى رمز هز ضمير العالم، ولفت الأنظار إلى معاناة الأطفال جراء حرب مدمرة تعاني منها البلاد منذ سنوات..
جلست الدكتورة مكية مهدي، الطبيبة المسؤولة عن حالة أمل، على سريرها، مررت يديها على شعر أمل، ثم أمسكت بالجلد الرخو الذي يغطي ذراعها الذي أصبح أشبه بالعصا، قائلة: “انظر! لم يعد هناك لحم، عظام فقط”.
والدة أمل تستلقي إلى جوارها فقد كانت هي الأخرى مريضة، إذ تتلقى علاجا من نوبة “حمى الضنك”، أصابتها بسبب البعوض الذي يتكاثر في المياه الراكدة في مخيمهم.
لقد أجبرت الغارات الجوية أسرة أمل على الفرار من منزلها منذ ثلاثة أعوام حيث كانت الأسرة تعيش في صعدة.
أُخرجت أمل من المستشفى في أسلم في حين لا تزال مريضة، لكن الدكتورة مكية قالت إن الأطباء احتاجوا إفساح المجال أمام مرضى جدد.
وقالت: “لقد كانت طفلة نازحة تعاني من المرض والتشريد. نحن لدينا الكثير من الحالات مثلها”.
نقلت الأسرة أمل إلى المنزل، إلى كوخ من القش والأغطية البلاستيكية، في مخيم حيث تقدم وكالات الإغاثة بعض المساعدات التي لم تكن أبدا كافية لإنقاذ أمل.
كانت الدكتورة مكية قد حثت والدة أمل على نقل الطفلة إلى مستشفى “أطباء بلا حدود” في مدينة عبس، على بعد نحو 15 ميلا.
لكن لم يكن لدى الأسرة المال الكافي لنقلها. فقد ارتفعت أسعار الوقود بنحو 50 % العام الماضي، كان ذلك جزءا من انهيار اقتصادي أوسع،
تضيف والدتها: لم يكن لدينا أموال لنقلها إلى المستشفى، فأخذتها بدلا من ذلك إلى المنزل.
تدهورت حالة أمل مع نوبات متكررة من القيء والاسهال، سارعت والدتها في أخذها إلى العيادة الطبية التي تبعد عن المنزل مدة 30 دقيقة، تحت المطر وسيرا على الأقدام إلا أن الأوان قد فات.
وقالت والدة أمل: “ركضت بها إلى العيادة، توفيت في الخامسة بعد الظهر.. عدت حينها إلى المنزل… ذهب والدها لاقتراض المال لعملية دفنها. لقد دفنوها… وضعي سيئ.. ضاع الأمل بعد وفاة أمل”.
فيما قال والدها حسين محمد “ببساطة لم يكن لدي ما يكفي من المال لإرسال أمل المعذبة إلى حجة أو صنعاء للعلاج.. ومهما كانت حاجتها، فقد بذلت قصارى جهدي لمساعدتها لكن لم يكن لدي أي مال”.
وفي 26 أكتوبر انطفأت شمعة الطفلة أمل حسين ابنة السبع سنوات.. الطفلة التي أبكت العالم بجسدها الهزيل بعد أن استهدفها سلاح التجويع الذي استخدمه التحالف العدائي السعودي الامريكي ضد اليمنيين.

قد يعجبك ايضا