ضحايا اسطوانات الغاز التالفة .. حريق القلوب والجلود

> قنابل موقوتة في كل منزل .. وأكثر من 500 مصاب بالحروق خلال 2018 م

> 20 مليون اسطوانة غاز من دون صيانة والبدائل غائبة

> المطالبة بتشكيل لجان قانونية لرفع دعاوى قضائية ضد شركة الغاز بمارب

> ضحايا حريق الغازيتساءلون : أين الضميرالإنساني؟!

الثورة / محمد الفائق / احمد المالكي
سجلت الأجهزة الأمنية أكثر من 500 حادث
حريق وانفجار لاسطوانات الغاز خلال العام 2018 م ، في العاصمة صنعاء وعدد من المحافظات.. توفي على إثرها نحو 250 شخصاً وأصيب أكثر من 301 آخرين بإصابات متفاوتة بعضها إصابات حريق من الدرجة الأولى.
ويأتي ارتفاع نسبة هذه الحوادث نتيجة غياب عمليات الصيانة ووجود مئات الآلاف من اسطوانات الغاز التالفة التي يستخدمها ملايين المواطنين.
ارتفاع متزايد
ويقول الأطباء في مركز علاج الحروق والتجميل بالمستشفى الجمهوري بصنعاء إن نسبة حوادث الحريق بالغاز المنزلي في ارتفاع متزايد مرجعين أسباب ذلك إلى عدم صيانة اسطوانات الغاز وكذلك عدم وجود مادة “الميثالين” التي تساعد على كشف أيّ حالات تسرب للغاز.
وكشفت الاحصائيات أنه في العام 2016
تعرض نحو 340 مواطناً أغلبهم من النساء بالحروق بالغاز المنزلي وفي 2017 نحو 421 آخرين أصيبوا وفي العام 2018 تجاوز عدد المصابين بالحروق 500 شخص، نتيجة تداول الاسطوانات التالفة عن طريق عقال الحارات والقادمة من شركة الغاز .
مليون ريال قيمة علاجات
إحدى المصابات بالحروق من الدرجة الأولى وهي تعمل في المعهد الصحي بصنعاء قالت لنا إنها أصيبت بالحروق قبل شهر أثناء استلامها اسطوانة الغاز من عاقل الحارة ولم تتأكد من سلامتها وحين ذهبت لتعد وجبة الإفطار بعد أن قامت بتركيبها ، ما إن أشعلت ولاعة البوتجاز حتى شعرت بانفجار عنيف في مطبخها وغابت عن الوعي ولم تدر بنفسها إلا في المستشفى.. وهي حتى اليوم لا تزال تخضع للعمليات والجراحات المتوالية وخسرت نحو مليون ريال في العلاج والعمليات.
إصابة طفلة بحروق غائرة
الطفلة إلهام ذات ال 11 عاما اصيبت بحروق عميقة في مختلف جسدها، تقول لنا والدتهاإنها استلمت اسطوانة الغاز من عاقل الحارة قبل أربعة أيام وقامت بتركيبها قبل صلاة الظهر وجهزت وجبة الغداء، فلما أتت ابنتها من المدرسة الساعة الرابعة عصرا، ذهبت إلهام إلى المطبخ لتسخن لها وجبة الغداء كما هي عادتها ، ولم تسمع الأم إلا انفجاراً كبيراً هز البيت بالكامل فذهبت إلى المطبخ ووجدته كومة حريق وتحول كل شيء فيه إلى سواد هائل ، ووجدت ابنتها من دون حراك فسارعت بها إلى الشارع للبحث عن من ينقذها فأوقف لها الجيران سيارة أجرة وأسعفت ابنتها إلى المستشفى وابنتها الآن بين الحياة والموت.
قائلة ما ذنب هذه الطفلة أن تموت حرقا بسبب غياب الضمير الإنساني لدى القائمين على الغاز.
محاكمة المتورطين
ويرجع الأطباء المختصون السبب لعدم وجود صيانة لأسطوانات الغاز، مؤكدين ضرورة محاكمة المتورطين في مثل هذه الجرائم التي يندى لها الجبين، وتقديمهم للعدالة حتى ينالوا جزاءهم الرادع.
مشيرين إلى أنه من غير المعقول ان يتم تداول مثل هذه الاسطوانات التالفة التي تشكل خطرا كبيرا على حياة مئات الآلاف من المواطنين.
لافتين إلى أن المسؤولية تقع على عاتق الجهات المختصة ووزارة الصناعة والتجارة والأجهزة الأمنية في ضبط مثل هذه الاسطوانات والحد من إصابات الحروق التي تؤدي في أغلبها للوفاة أو للتشوه والإعاقة الدائمة.
20 مليون اسطوانة
وتوجد نحو 20 مليون اسطوانة يتم تداولها في اليمن من دون إجراء عمليات صيانة دورية، منذ العام 2016 م رغم أن شركة الغاز تأخذ على كل اسطوانة غاز يتم تعبئتها 100 ريال، مقابل صيانة، ولكن لم تتم أي عملية صيانة منذ ثلاثة اعوام نتيجة رفض شركة الغاز في مأرب دفع المبالغ التي تحصلها مقابل الصيانة.
تشكيل لجنة قانونية
مراقبون شددوا على ضرورة تشكيل لجنة قانونية بتوكيل من أهالي ضحايا الغاز المنزلي لرفع دعاوى قضائية ضد الرافضين لإجراء الصيانة على اسطوانات الغاز.
مؤكدين أن شركة الغاز في مارب والسلطة المحلية هناك تتحمل المسؤولية كاملة ويجب مقاضاتها محليا ودوليا وإجبارها على تعويض ضحايا الحريق وأيضاً دفع ما عليها من مستحقات لعمليات الصيانة الدورية.
مشيرين إلى أن ذلك لا يعفي الجهات ذات الاختصاص في العاصمة صنعاء والتي يجب عليها التأكد من سلامة اسطوانات الغاز وسلامة المواطنين ووضع البدائل العاجلة، والحد من ضحايا الحريق.

قد يعجبك ايضا