التحرير على الطريقة السعودية والإماراتية

 

عبدالفتاح علي البنوس

عندما جلب بوش الابن قواته إلى العراق في العام 2003 قال إنه يهدف من وراء ذلك تحريرها من نظام (الديكتاتور )صدام حسين الطاغوتي حسب الطرح الأمريكي ، جاءت أمريكا بجحافلها غازية محتلة منتهكة السيادة ومستبيحة الأرض والعرض والشرف والعزة والكرامة ، وكان سجن أبو غريب وما حصل فيه من انتهاكات وجرائم واعتداءات جسدية وجنسية ، بالإضافة إلى ما تعرضت له الكثير من النساء الماجدات العراقيات على أيدي قوات الاحتلال الأمريكي شواهد حية على قبح الأمريكان وإجرامهم ووحشيتهم ، وتكشف عن زيف وخداع دعوى التحرير التي جاء بها بوش ، وظل يتشدق بها ، ليكتشف العراقيون أنهم وقعوا ضحية الأكاذيب والخدع الأمريكية ودعاوى التحرير التي دفعوا ثمنها غاليا وما يزالون حتى اللحظة يدفعون ثمن التحرير على الطريقة الأمريكية .
واليوم يتكرر ذات المشهد والسيناريو الأمريكي في اليمن بصبغة سعودية إماراتية في إطار ما يسمى بالتحالف العربي الذي يدخل عامه الخامس في الـ26 مارس القادم ، تحالف من 17 دولة يشن عدواناً همجياً إجرامياً ويفرض حصاراً جائراً على شعب يزيد تعداده على ثلاثين مليون نسمة ، لا ذنب لهم ولا جريرة سوى أنهم قالوا لا للتبعية والوصاية السعودية ، ورفضوا الخنوع لمشروع الهيمنة الأمريكوصهيوني الذي يراد إعماله في المنطقة. تحالف انتهك السيادة ، واستباح الأرض والعرض ، وتجاوز كل الأعراف والمواثيق الدولية. تحالف تقوده وتموله السعودية وتشاركها البطولة الإمارات وتخرجه الإدارة الأمريكية. جلب الآلاف من المرتزقة المحليين والأجانب ، وساق مجاميع من القوات السعودية والإماراتية والبحرينية والسودانية والمصرية وكل ذلك تحت ذريعة تحرير اليمن من الانقلابين الحوثيين والعفافيش ، قبل أن تقتصر التهمة على الحوثيين بعد انقلاب العفافيش وانضمامهم إلى صف العدوان وتخندقهم في جبهته ، ولا نعلم كيف يكون هذا التحرير بالطائرة والدبابة والمدرعة والصواريخ والقنابل المحرمة دوليا ؟!
ولو سلّمنا بأن ما تقوم به السعودية والإمارات وتحالف البعران والصهاينة الأمريكان في المناطق الخاضعة لسلطة المجلس السياسي الأعلى يعد تحريرا ، فماذا نسمي ما يقومون به في المحافظات الجنوبية والشرقية الواقعة تحت سيطرتهم والخاضعة شكليا للشرعية الدنبوعية المزعومة ؟! هل هناك أي تواجد لأنصار الله في المهرة وحضرموت وسقطرة وعدن ولحج وأبين ؟! الكل يعرف أن لا تواجد لهم ، ومع ذلك قاموا بفرض قوانين الاحتلال فيها ، وباتت إقطاعيات تابعة لهم وللمليشيات الموالية لهم ، وباتت مسرحا للفوضى والانفلات الأمني والاغتيالات والانتهاكات الصارخة لكل الأعراف والمواثيق الدولية والإنسانية. اغتصابات واعتداءات جسدية ، واعتقالات بالجملة ، ومضايقات لا حدود لها. هذا هو التحرير الذي جاءت من أجله الإمارات والسعودية ومن خلفهما أمريكا وبقية البعران في تحالفهم الإجرامي العدواني القذر .
بالمختصر المفيد.. التحرير لا يكون إلا من المحتل الغازي الباغي المنتهك للسيادة والأرض والعرض ، ومهمة التحرير منوطة بأبناء الوطن باعتبار ذلك من الواجبات الضرورية الوطنية والدينية ، أما ابن البلد وصاحب الأرض والمدافع عنها فقتالك له مع أعداء الوطن خيانة وعمالة ، ويجب أن يكون الجميع في خندق الوطن لتحريره من دنس الغزاة والمحتلين وتطهيره من رجسهم ونجاستهم المغلظة التي لا يعفى عن شيء منها.. لقد انكشف المستور وتجلت الحقائق ، فالغازي المحتل السعودي والإماراتي لا يحمل الخير وليس لديه أي مشاريع تعود بالنفع على بلادنا وشعبنا ، فمشاريعه تخريبية تدميرية استعمارية، ومن يقول بخلاف ذلك يغالط نفسه، وما هو حاصل في المحافظات الجنوبية والشرقية خير شاهد .
هذا وعاشق النبي يصلي عليه وآله .

قد يعجبك ايضا