الفصل الدراسي الثاني.. يأتي محملاً بأعباء جديدة..!

 

*معلمون: لم نفرض على الطلاب متطلبات كثيرة كي لا نضاعف الأعباء التي فرضها العدوان على أرباب الأسر
*مدراء مدارس: بالتعاون مع المدرسين قلصنا كثيراً من المتطلبات الدراسية حتى يتمكن الجميع من توفيرها

الأسرة / وائل الشيباني

أولادنا يدرسون في العام مرتين.. هذا ما قاله بعض أولياء الأمور خاصة وأن الترم الدراسي الثاني أتت برفقته بعض من المتطلبات الدراسية الجديدة وما يزيد الطين بلة – بحسب قول أرباب الأسر – هو استمرار الحصار العنجهي على بلادنا دونما مبرر.
وفي السياق نفسه يؤكد المعلمون أنهم يعملون ما بوسعهم للتخفيف من المتطلبات.. هذا القلق الجديد وهمومه.. وكذلك المعالجات الاقتصادية والنفسية والاجتماعية وغيرها من التفاصيل نتعرف عليها من خلال التحقيق التالي.. لنتابع:

تعتمد الموظفة سناء 40 عاما على ميزانية خاصة لمتطلبات الفصل الدراسي الثاني ..وتقول :أنا كل عام أجد نفسي في أزمة اقتصادية بالنسبة لهذه المطالب الدراسية التي يقدمها لي أولادي الخمسة ..ولكني هذا العام كنت قد ادخرت مبلغاً بسيطاً في كل شهر لكي لا أقع في نفس المشكلة التي أعاني منها بداية الفصل الثاني من الدراسة ..وتضيف :صحيح أن المبلغ لم يكن كافيا خاصة مع زيادة الطلبات من المدرسين وارتفاع الأسعار ولكن استطعت أن أغطيه ولم اضطر لأخذ قرض مالي.
فرحة لم تكتمل
لم تكتمل فرحة سعيد حين أخبره ولده أحمد أنه حصل على المرتبة الأولى في الفصل المنصرم وذلك لكون الخبر أتى متبوعا بورقة من المتطلبات الدراسية من دفاتر وأقلام وعلبة ألوان وهندسة. لم يكن هذا حال أحمد فقط.. فقد أتى إخوانه البالغ عددهم ثلاثة تقريبا بنفس الطلبات ومما زاد الطين بلة هو ورقة الأقساط المالية المتبقية والتي كانت مرفقة مع قائمة الطلبات المدرسية ..
لم يشعر سعيد بنفسه كما قال إلا وهو يصرخ في وجه أبنائه وتوجه صوب غرفته ليبدأ بالتفكير بطريقة تمكنه من سداد كل تلك المطالب المالية خاصة وأنه يسكن في بيت ايجار ومتطلبات أسرته كثيرة.
ليس ضروريا
بدوره يرى المعلم فواز الحدأ، مدرس مادة القرآن الكريم والتجويد، أن دفتراً واحداً فقط يكفي الفصلين.. وإذا تطلب الأمر بالنسبة للطلاب الذين يستهلكون الدفتر سواء بتمزيقه أو الكتابة على ورقه وترك ورقة أخرى في هذه الحالة يتلف الدفتر ويطلب من الطالب إحضار دفتر أبو 40 للفصل الثاني ..أما إذا كان الدفتر الخاص بالفصل الأول توجد فيه مساحة فإننا ندبس الأوراق التي كتب عليها سابقا ونبدأ بكتابة الدروس المتعلقة بالفصل الثاني أما بالنسبة للمعلمة أمل المعافا مدرسة اجتماعيات توضح بأن مادتها مقسمة إلى ثلاثة كتب الوطنية والتاريخ والجغرافيا حيث يدرس مجموعة منها في الفصل الأول وفيما يصرف للطلاب كتباً جديدة لدراستها فنضطر حينها لطلب دفاتر أخرى أبو 40 تقديراً منا للظروف قدر المستطاع لأن الدفاتر السابقة قد استهلكت .ولكن بعض المدارس لا تراعي ذلك.
كسر الرتابة
أما المعلمة سبأ الحوري مدرسة رياضيات ، ترى بأنه المهم أن تعيد النشاط والحماس لطلابها من جديد من خلال تغيير الدفاتر وأشكالها واختيار أغلفة ملونة لكل فصل وأضافت: لا يعني هذا تعمد الخسارة لأولياء الأمور وتكليفهم فوق طاقتهم فالدفاتر التي أطلبها من طلابي من أبو 40 و 60 وأشرف بنفسي على التغليف ليشعر الطالب بنوع من التغيير بعيدا عن الملل .
نظام الفصلين
نظام الفصلين فرض على المعلمين نظاماً معيناً ..فلكل فصل كتب مختلفة عن الفصل السابق ..لهذا يجد المعلم نفسه أمام متطلبات لا بد منها هذا ما قاله الأستاذ أيوب الحائر مدير المدرسة الوطنية الحديثة ..ويضيف: على الرغم من ذلك فنحن في مدرستنا نحاول قدر الإمكان أن نخفف من حدة هذه المتطلبات بإلزام المعلم بطلب دفاتر عادية ورخيصة مراعاة لظروف الأسر خاصة الذين لديهم أكثر من طالب يدرسون في مراحل مختلفة .
ويقول: نحن جميعا أولياء أمور ولدينا أولاد يدرسون وكلنا يعلم بالأوضاع الاقتصادية للبلاد والأسعار المرتفعة للمستلزمات الدراسية لهذا نحاول إرشاد كل مربية ومعلم داخل الصفوف الدراسية بأن لا يثقلوا على أولياء الأمور بكثرة الطلبات، هذا بالنسبة لي وما يقوم به مدراء ومدرسو المدارس الأخرى هم أعلم بشأنه.
تدخل وزاري
وبدورها وزارة التربية والتعليم تنفي تدخلها فيما يتعلق بهذه الطلبات من شراء دفاتر جديدة بداية كل فصل وطلب بعض المدرسين أغلفة ودفاتر مجلدة وغيرها ..ولكنها تتدخل في حالة وصول شكاوى أو بلاغات عن ارتفاع الرسوم الدراسية من قبل المدرسة أو أخذ مبالغ من الطلاب غير الرسوم المقررة والمحددة من قبل الوزارة .
حالة توازن
الأسرة اليمنية بطبيعتها تعيش على قدر ما يكتسبه رب الأسرة والذي يعتبر في الغالب عائلها الوحيد هذا ما قاله الدكتور محمد الماوري خبير اقتصادي ..ويضيف المتطلبات الدراسية ليست بالأمر الجديد على الأسرة وعائلها.. لذا من المهم أن تضع الأسرة هذا بالحسبان وذلك بتوفير ميزانية خاصة لذلك أو الدخول في جمعية والاستدانة والتسديد فيما بعد.. وتابع: ولكي لا تقع بقية الأسرة التي ليس لديها تخطيط مسبق لهذه المتطلبات وبهذه الديون يجب عليهم ترشيد الإنفاق والاستغناء عن متطلبات قد لا تكون أساسية لخلق حالة من التوازن في الحياة الاجتماعية والاقتصادية للأسرة وفي نفس الوقت عدم التقصير في توفير متطلبات أبنائهم الدراسية وإدخال السعادة إلى قلوبهم .
شعور بالعجز
ويعتبر أهل علم الاجتماع بأن الأزمات المادية الخانقة التي يواجهها مجتمعنا في هذه الفترة تسبب الكثير من المشكلات أهمها عدم القدرة على توفير كافة متطلبات الأسرة والأبناء خاصة الذين يدرسون في مدراس خاصة والتي لا تقف متطلباتهم عند حد معين فما أن ينتهي الفصل الأول بمتطلباته إلا ويأتي الفصل الثاني بنفس القدر من الطلبات وقد تزيد أحيانا لذا فإن مصاريف الدراسة الخانقة لرب الأسرة تجعل منه رجلاً في حالة من العصبية والشعور بالضيق والتقصير تجاه أبنائه. كما يصاب الأبناء بالضعف وعدم الرغبة في التعلم وإذا لزم الأمر يتم تعريف أبنائهم بحدود إمكانياتهم المادية فلا بأس .
العجز في تأمين المصاريف يؤثر نفسياً على رب الأسرة فيشعره بالظلم والتقصير هذا ما طرحه الدكتور النفسي محمد سالم، وأضاف: أحيانا يضطر رب الأسرة للعمل الإضافي من أجل توفير متطلبات أولاده الدراسية ولكي لا يشعرون بأنهم أقل من أصدقائهم ويتأثرون نفسياً من جانب آخر على الأسر أن تعي بشكل كبير وتام حاجات أبنائهم اليومية دون إفراط أو تفريط بحيث تعمل على إيجاد نوع من الموازنة لا تقل ولا تزيد عن الحاجة الفعلية وأن الأسباب الحقيقية وراء ذلك تعود إلى غياب التخطيط السليم لميزانية الأسرة وغياب ثقافة التوفير الذي يحتاج إلى تعاون وتفاهم من كل أفراد الأسرة.

قد يعجبك ايضا