مسلسل تراجع قيمة الريال بدأ بعد فترة الشهيد الزعيم الحمدي

بلد غني وشعب فقير.. إشكالية مركزية سببها الإدارة والدولة

د.هشام محمد الجنيد

شهدت فترة الشهيد الزعيم الحمدي استقرارا في قيمة العملة الوطنية ، وقد كان سعر الصرف : (4.56) ريال لكل دولار أمريكي ، ليبدأ مسلسل تراجع قيمة الريال على إثر تطبيق برنامج التكييف الاقتصادي لصندوق النقد الدولي خلال الفترة من (1983م – 1986م) ، واستمرت قيمته تتراجع ووصلت إلى (214.89) ريال لكل دولار في العامين 2013م و 2014م ، وتعزى أسباب مسلسل تراجع قيمة الريال أمام العملات الأجنبية إلى نقطتين رئيسيتين هما : الأولى : غياب عدالة النظام السياسي بتنفيذ مسؤولياته الدينية والوطنية (التخلي عن اتباع سبيل الهدى) . والثانية : اتباع تلك القيادات توجيهات الأنظمة الرأسمالية العدوانية وتطبيقها برامج الصندوق والبنك الدوليين (اتباع سبل الضلال) . قال الله تعالى في سورة الأنعام (وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) الآية (153)
لقد كان وما زال أعداء الإسلام يركزون بوجه خاص بمخططاتهم العدوانية على اليمن ، وينطلق دافع التركيز العدائي من العدوان السعودي الصهيوني – رأس محور الشر وباسم حماة الإسلام وعن طريق عناصر الشر من جنسيات مختلفة كفارا ومنافقين – ينطلق من عدائيتهم ضد نور الله لإطفائه ، كون اليمانيين (تاريخيا)هم من أنهوا العلو الأول لبني إسرائيل في المناطق المحيطة بالمدينة المنورة وبقيادة أعظم قائد عرفه تاريخ البشرية رسول الله محمد صلوات الله عليه وعلى آله وسلم، وكون اليمانيين (حاضرا) هم بإذن الله من سينهوا العلو الثاني والأخير لبني إسرائيل وبقيادة راية الهدى المجاهد في سبيل الله قائد الثورة السيد / عبدالملك بدر الدين الحوثي حفظه الله ، فاليمانون الشرفاء هم أولو بأس شديد ضد أعداء الحق ، وهم رحماء مع أهل الحق ، وهم من عباد الله المخلصين بولايتهم وطاعتهم لله ولرسوله ولأولي الأمر من المؤمنين ، وهم من المجاهدين في سبيل الله ضد الذين يصدون عن سبيل الله ، وبناء على المعطيات التاريخية والحاضرة التي شكلت وتشكل مصدر خوف لأعداء الإسلام والتنمية الوطنية الشاملة ، فقد رسم الأعداء مخططات سياسية وثقافية وإعلامية واقتصادية وعسكرية لغاية هدفين رئيسيين هما : الأول : إطفاء الإسلام بالإسلام المنحرف، والثاني : ديمومة ضعف التنمية الاقتصادية والوطنية عن طريق إخضاعها للإملاءات والبرامج الاقتصادية والمالية التضليلية ، لبقاء أوضاع الأنظمة الإسلامية – الحليفه للأنظمة الرأسمالية العدوانية – وشعوبها في مستويات متدنية وضعيفة ، وعلى وجه التحديد كان التركيز أكثر حدة على الأوضاع الاقتصادية والمالية اليمنية لبقاء الدولة ضعيف عسكريا ولديمومة الفقر وتحت خط الفقر، وكل من هذين الهدفين الرئيسيين يكمل الآخر، فالفقر بضرب القدرة الشرائية للمواطنين وتراجع قيمة العملة الوطنية هو عامل أساسي لنشر الإسلام المنحرف ، والتضليل الديني (إفراغ الدين من محتواه الحقيقي) هو عامل أساسي لانتشار الفقر وانخفاض قيمة العملة الوطنية ، فالتجهيل بمبادئ وأسس الدين الإسلامي الحقيقية في كل مناهج الحياة ، أدى إلى ضعف وغياب الثقافة القرآنية ، ومنها المبادئ الاقتصادية والمالية ، فغياب الإلمام بها ، أدى في ظل موالاة النظام السابق للأنظمة العدوانية ، إلى تطبيق نظرياتهم وتوجهاتهم وبرامجهم ، وهذا المسار هو من سبل الغي الذي ترتب عليه ضعف الدولة عسكريا وضعف التنمية الاقتصادية والوطنية وغياب التوازنات الاجتماعية وارتفاع الأسعار وتدني دخل الفرد ، واستمر بموازاة ظاهرة الفقر وتحت خط الفقر ،استمر تراجع قيمة الريال .
لقد أخلص النظام السابق في إضعاف الأوضاع الاقتصادية والمالية بل وحافظ على ديمومة ضعفها وإلى الأسوأ من خلال سياسة التضليل الاقتصادية والمالية المملوءة والموجهة من الأنظمة العدوانية وعبر برنامج التكييف الاقتصادي الذي طبقه اليمن الشمالي قبل الوحدة ، وطبق نظام الجمهورية اليمنية برنامج الإصلاح الهيكلي منذ مطلع مارس من العام 1995م بناء على اتفاق مع ممثلي مؤسسات التمويل الدولية (الصندوق والبنك الدوليين) ولمدة عشر سنوات ، واستمر نهج الدولة بعد نهاية هذه المدة – أي بعد العام 2005م – على ذات التوجه الاقتصادي وفي إطار النظام الرأسمالي حتى إعلان اليمن الاستقلال في القرار السياسي في سبتمبر 2014م ، وظاهر هذه البرامج التضليلية إصلاحات وباطنها تكريس الاختلالات ، ليتبع النظام الاقتصادي والمالي للدولة سبل أولياء الشيطان ، وهي مسارات وتوجهات عوجاء تتناقض ومبادئ القرآن الكريم الاقتصادية والمالية ، قال الله سبحانه وتعالى في سورة الأعراف في الآية الثالثة (اتَّبِعُواْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ وَلاَ تَتَّبِعُواْ مِن دُونِهِ أَوْلِيَاء قَلِيلاً مَّا تَذَكَّرُونَ) ، في هذه الآية الكريمة يأمرنا الله تعالى كمؤمنين (اتبعوا) رحمة منه لنا ، وقد خالفناه وعصيناه ، وفي المقابل اتبعنا ونفذنا توجيهات وأوامر الأعداء الكفار والمنافقين في السلطة ، ماذا كانت النتائج ؟ ، لقد تجرع الشعب اليمني ويلات هذه البرامج الشيطانية وانعكست آثارها السيئة على تفكيك وضعف الاقتصاد الوطني وعلى غياب التوازنات الاجتماعية ليعيش الشعب أوضاع الفقر وتحت خط الفقر ، وهي نتائج طبيعية ومنطقية وعادلة لطالما رضخ الشعب لنتائج التوجهات التي كان يحذوها النظام الظالم ، وجهل الشعب هنا إنما هو نتاج للتضليل الديني المتغاضى عنه من تلك السلطات الجائرة ، الأمر الذي أدى مع مرور عدة عقود إلى تنشئة ثقافة مغلوطة ومعتقدات دينية باطلة تغلغلت كمعتقدات دينية صحيحة لدى عامة الشعب وأدت إلى الإيمان بدين من نوع آخر ، أدت عمليا إلى إخراج الدين الإسلامي من محتواه الحقيقي ، أدت إلى تحجيم وتحريف المضمون الحقيقي لمفهوم في سبيل الله .
ماذا ترتب على الثقافة المغلوطة والمعتقدات الباطلة التي لفت إلى خطورتها فكر الشهيد القائد / حسين بدر الدين الحوثي رضوان الله عليه ؟ ، لقد ترتب عليها التجهيل عن وجوب اتباع مبادئ الصراط المستقيم كمنهج سياسي واقتصادي ومالي وعلمي وعسكري وإنساني وأخلاقي وغيرها من العلوم والمناهج، رغم أن لغة الدستور الإلهي هي اللغة العربية، زد على ذلك، لم تكن الحكومات المتعاقبة عاجزة عن إعداد برامج وطنية مستقلة، بل خنوعها لتطبيق إكراهات توصيات وبرامج (إكراهات) هذه الأنظمة العدوانية وأدواتها ، هي التي كانت الأساس في جميع المشاكل والأزمات التي لحقت بالشعب اليمني في مختلف الأصعدة ، ويمكن إجمالها بغياب الحرية والضعف والذل الفقر وارتفاع غلاء المعيشة .
لقد كان العامل الأساسي للوصول إلى هذه المستويات الرديئة والضعيفة للشأن الاقتصادي والمالي هو غياب توافر صفات القيادة السياسية لدى قيادة النظام السابق ، هنالك يتبين لماذا ركز الأعداء اليهود ذوو الخبرة والمعرفة بنتائج تهميش تطبيق مبادئ الإسلام السياسية وعن طريق أذنابهم المنافقين للسيطرة على السلطة ؟ ، لذلك ركزوا عبر مراحل التاريخ على سيطرتهم على الشأن السياسي وعلى وجه الخصوص كان التركيز على الشأن السياسي اليمني ، للحيلولة دون تطبيق مفهوم نظام الولاية ، للحيلولة دون وجود عناصر وطنية مخلصة في تدبير الشأن العام اليمني ، فكان تركيزهم على تولي أمر الشعب عناصر قيادية تخلو منها صفات المسؤولية الدينية والوطنية ، عناصر تحارب الخير ومن يسعى لأجل الخير ، عناصر تمارس أساليب التصفية الجسدية ضد النوابغ والعلماء ضد الشخصيات الاجتماعية المؤثرة في تحريك الشعب نحو التغيير لما فيه المصلحة العامة ، عناصر تحارب وتغتال الرموز الإسلامية المخلصة في تعاملها لأجل النفع العام ، لماذا ؟ ، لأن الدولة العادلة القوية في مختلف الأصعدة التي في ظلها يتحقق العيش الكريم بناء على ضوابط وأسس عادلة ، لا تنشأ إلا بوجود قيادة ولاؤها وطاعتها لله ولرسوله ، ومتبعة سبيل الله في تنفيذها مسؤوليات وأهداف النظام .
وإذا رجعنا إلى التاريخ الإسلامي لتبيان صور عدائية أعداء الإسلام وأعداء مصلحة الأمة ضد عناصر الخير ، سنلاحظ الاغتيالات والقتل والفتن والصد عن سبيل الله وكل أعمال الشر مستمرة من بعد رسول الله صلوات الله عليه وعلى آله وسلم وحتى وقتنا الحاضر، وهذا العدوان الأمريكي البريطاني الإسرائيلي السعودي ومنافقيه على بلادنا ، هو امتداد تاريخي لذات الأعداء ، ومخططاتهم في الحاضر لا تختلف عن الماضي ، سوى في تطوير الأساليب والآليات اللازمة للوصول إلى أهدافهم الشيطانية ، ومن أهدافهم الحرص كل الحرص على سيطرة عناصر الشر على السلطة لتعم كل أعمال الشر ومساوئ الأوضاع الاقتصادية والمالية حياة الشعب ، والحقائق التاريخية المعاصرة تؤكد أن أعداء الإسلام ومنافقيهم هم من وراء تصفية عناصر الخير والرموز الإسلامية ، ومنهم على سبيل المثال لا الحصر : الشهيد الزعيم / ابراهيم الحمدي ، الشهيد الأستاذ / يحيى المتوكل ، رمز الإسلام الشجاع، الشهيد القائد / حسين بدر الدين الحوثي ، والشهيد الدكتور / عبدالكريم أحمد جدبان ،والشهيد البرفيسور / أحمد عبدالرحمن شرف الدين والشهيد الرئيس الصماد وغيرهم من المجاهدين الشرفاء رحمة الله عليهم جميعا ، والغاية من تصفية الأعداء للعناصر الشريفة تكمن في إدراكهم يقينا بأهميتهم وإخلاصهم تجاه توحيد الأمة ومستقبل شعوبها وعلى أساس الاستقلال والوحدة .
إن الغاية من تصفية الرموز الدينية والوطنية هي محاربة التنمية الاقتصادية والوطنية ، لكي يبقى المواطن اليمني ذليلا ، تابعا ، فقيرا ، ويبلغ الأمر إلى ذروته العدائية لأعداء الإسلام والتنمية ، إذا تعلق الأمر بكشف حقائق ومخططات وسياسات الأعداء التضليلية في مختلف المجالات ومن واقع القرآن الكريم ، وهو ما وقع في العام 2001م ، عندما صرح وزير خارجية الولايات المتحدة الأمريكية بزعمه أن فكر حسين بدر الدين الحوثي يشكل خطرا على الاستقرار الأمني في اليمن والمنطقة ، كان تصريحاً ظاهره الحرص على أمن اليمن والمنطقة ، وباطنه ضد الأمن والاستقرار وضد مصلحة الشعب اليمني والأمة في مختلف المجالات بل إن الدافع الحقيقي من وراء ذلك التصريح يعزى إلى خوف أعداء الإسلام من مصداقية وإخلاص وصحة فكر الشهيد القائد رضوان الله عليه الذي ستترتب عليه الصحوة الإسلامية من حالة الغفلة والثقافة المغلوطة ،للانتقال إلى الواقع العملى والجهادي لأجل سلامة الدين ووحدة ومصلحة الأمة قاطبة ، حيث فضح الشهيد القائد رضوان الله عليه بالحجج القاطعة المتطابقة مع النصوص القرآنية والمؤيدة لها الأحداث التاريخية والمعاصرة، فضح أساليبهم ومخططاتهم التضليلية وأهدافهم الشيطانية في مختلف الأصعدة .
لقد رأوا بأن سير الأمة على منهج الشهيد القائد هو ذات الطريق في مسار الهدى الذي سيؤدي إلى توحيد الأمة وبناء دولة يمنية قوية محليا وإقليميا ، دولة في ظلها يرتفع مستوى المعيشة وعلى واقع الحرية والعزة والكرامة .. ماذا فعل الأعداء الصادون عن سبيل الله وعن التنمية الاقتصادية والوطنية ؟ . شنوا ست حروب جائرة ضد مشروع المسيرة القرآنية ، واستشهد القائد مؤسس المسيرة القرآنية ، لكنهم لن يستطيعوا أن يطفئوا المسيرة القرآنية ، وبحمد الله الثورة مستمرة على ضوء منهج الشهيد القائد الذي رسمه ، وهو الذي سيخرج الشعب اليمني من مأزق الذل والفقر الذي يحيق به ، ما يتوجب الجهاد في سبيل الله والصبر واتباع توجيهات المجاهد العلم قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي . إذن في ظل عناصر الخير ، يعم الخير والعدالة والرخاء ، وفي ظل عناصر الشر يسود الشر وغياب الأمن وغياب العدالة ، ويسود التخلف والجهل والفقر وارتفاع غلاء المعيشة وحرمان الشعب من نعيم ثرواته .
ما يجب علينا أن نتعظ ونتدبر بأن موالاة النظام السابق أنظمة أعداء الإسلام ، ترتبت على إثرها أوضاع سيئة في كل المجالات الاقتصادية والمالية والنقدية وغيرها ، ونستفيد من تجارب التاريخ السياسية بوجوب قيام النظام السياسي على أساس ولاية الأمر ، لبناء نظام اقتصادي وطني ، وأساس هذا التوجه هو الرجوع إلى الله، وموالاة أعلام الهدى التاريخية والمعاصرة والاقتداء بمنهاجيتهم وطاعتهم قولا وعملا ، لماذا؟ ، لإيمانهم بالله وحده لا شريك له ، ولولائهم المطلق لله ولرسوله ، ولإيمانهم العقائدي والعملي بطاعة الله ورسوله ، لإيمانهم بوجوب الإخلاص في أمر الأمة ، وليس التفريط في مسؤولياتهم المناطة بهم خدمة لأهداف ومخططات الأعداء ، فهم على هذا النحو الحصن المنيع لحماية الأمة / الشعب اليمني من خطورة ومخططات الأعداء وعلى وجه الخصوص المنافقين الخائنين في الداخل الأعظم خطورة . فقيام أعلام الهدى بمسؤولياتهم تجاه الأمة ، إنما ينطلق من مسؤولية التكليف بوجوب استتباب العدالة في الحكم واتباع سبيل الله في تنفيذ الدولة مهامها ، إذن أمر الأمة على واقع الخير ، مرهون بتوافر قيادات النظام على تلك الصفات وعلى وجه الخصوص الرجل الأول في السلطة ، ومتى ما كانت غائبة ، فتلك هي الكارثة بعينها على أمر الشعب ، ومن هذا المنطلق ، يتبين لنا أهمية توافر صفات الإخلاص للشعب من خلال الإجابة على السؤال : لماذا أجمع الشعب الصيني على تولي أمرهم الرئيس الحالي مدى الحياة ؟ .
إن الشعب / الأمة الواعية الحرة تخرج عن طاعة العناصر غير الوطنية الظالمة في تدبير أمرها ، وهو الأصل في ولاية الأمر ، والغاية هي للمحافظة على تماسكها ووحدتها وعزتها وكرامتها وتحصينها من تدخلات وإملاءات وبرامج الأعداء، ولننظر هنا إلى نتائج الزمرة الحاكمة الظالمة في فترة العقود السابقة فقط من زاوية العملة كيف تراجعت قيمتها بعد إبرام اليمن الاتفاق مع ممثلي الصندوق والبنك الدوليين في مطلع شهر مارس من العام 1995م في ظل قيادة غير وطنية ، لقد ارتفع فارق سعر الصرف بين الريال والدولار من (130) ريالاً لكل دولار الى (150) ريالاً للدولار بعد شهر تقريبا من الاتفاق ، وبذلك تصبح قيمة (150) ريالاً في هذه الفترة تساوي (4.56) ريال كأساس سنوي منذ العام 1982م ، أي أن العملة في منتصف التسعينيات تناقصت قيمتها عما كانت عليها في فترة الشهيد الزعيم بحدود معدل (3.200 %_) ، وهو ما يعني ارتفاع فارق سعر صرف الدولار عن سعر الريال بحدود معدل (3.200 %) .
وقد استمر مسلسل تراجع قيمة الريال ليصل عام 2005م إلى (191) ريالاً للدولار وفقا للسعر الموازي / الحر ، ليصل إلى سعر صرف (214.89) ريال = واحد دولار في العامين 2013م و2014م وفقا للتقرير السنوي للبنك المركزي للعام 2014م ، ما يعني أن (214.89) ريال في العام 2014م تساوي في قيمتها (4.56) ريال في فترة حكم الشهيد الحمدي ، وهذا المستوى المتدني لقيمة العملة الوطنية هو (الأساس) وهو الغاية المطلوبة التي سعى إليها الأعداء والمنفذة عبر المنافقين في السلطة .
إذن هذا المستوى المتدني للعملة لم يكن ناتجا عن غباء الاقتصاديين في رسم سياسة اقتصادية وطنية ناجعة ، أو لأسباب ضعف الموارد المستغلة أو أن اليمن في الأصل بلد فقير في ثرواته الطبيعية ، بل كانت هناك إرادة مبطنة محمية من رموز ذلك النظام الخائن ، ويمكن التأكيد من صحة ذلك من زاويتين : الأولى : أن اليمن في الأصل بلد غني بثرواته الطبيعية ، قال الله تعالى في سورة سبأ (بلدة طيبة ورب غفور) الآية (15) ، وقول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم (الشام غنيمة واليمن من ورائه مددا) ، والواقع يؤكد هذه المعطيات التي كان يخفيها النظام السابق عمدا ، وكثير من المصادر أكدت أن اليمن بلد غني ، ولكن الشعب فقيرا (إشكالية مركزية سببها الإدارة / الدولة) ، فلماذا إذن العملة الوطنية والاقتصاد الوطني ضعيف؟ ، ألم يكن السبب الرئيسي هو غياب الإخلاص والإرادة الوطنية ، بل كان إعلام النظام السابق يكرر دائما أساليب التسول وطلب المساعدة من الدول المانحة وغيرها من الدول بدعوى دعم التنمية وعبر المحافل الدولية وغيرها من المناسبات على المستوى الإقليمي والدولي في إيصال رسالة غير مباشرة لوهم الشعب بأن اليمن في الأصل بلد ضعيف وفقير ، ولا حول له ولا قوة إلا بجهود ومتابعة وإخلاص قيادة النظام بمتابعتها الدول المانحة ، الدول الرحيمة المخلصة في أمر وشأن الشعب اليمني ! ، وربما عالميا احتل اليمن المركز الأول في مسألة الشحت والتسول ، وبذلك تكون تلك الزمرة المتنفذة على النظام السياسي السابق قد أخرجت اليمن في تلك الحقبة الزمنية من عظمة تاريخه ومجده الحضاري الممتد لأكثر من ستة آلاف سنة ، والعودة إلى زخم هذا التاريخ المجيد لن يأتي إلا عبر نظام وطني ، فهو النظام المخلص المرشد الموجه إلى طريق الخير في استغلاله الثروات الطبيعية وتوزيعها وإنفاقها على أساس العدالة وبما يؤدي إلى تقوية كيان الدولة وإلى سلامة الدين ونصرته ، وتوفير العيش الكريم ورفع القدرة الشرائية للشعب ، ورفع قيمة العملة الوطنية أمام العملات الأجنبية ، وغيرها من أعمال الخير والله ولي النصر والتوفيق .
نسأل الله أن ينصر المجاهدين في سبيل الله في كل معارك الشرف وفي المنطقة على أعداء الإسلام والإنسانية ، إنه سميع الدعاء .

قد يعجبك ايضا