في الذكرى السنوية للشهيد: أمهات الشهداء .. بحر عطاء لا ينضب

> قدمنا فلذات أكبادنا ورجالنا وغالينا والنفيس في سبيل العزة والكرامة الوطنية

الثورة/ أسماء البزاز
في الذكرى السنوية للشهيد تبرز أسمى التضحيات الوطنية والبطولية ممن قدموا أرواحهم وأنفسهم رخيصة في سبيل الله والوطن .. ومن أبرز تلك التضحيات تأتي أمهات الشهداء في مقدمة صفوف البذل والعطاء الوطني، حيث قدمن فلذات أكبادهن لجبهات العزة والكرامة وكن قاعدة أساسية للثبات والصمود وملاحم الانتصار.
لقد واجهت الأم اليمنية جرائم العدوان وكل الصعوبات والتحديات بشجاعة أسطورية لافتة، ومنها استمد الشهداء روح الصبر والبذل والتضحية حتى تحقيق إحدى الحسنيين، إما النصر وإما الشهادة.
سلطنا الضوء من خلال الاستطلاع التالي على مواقف وانطباعات عدد من القامات النسائية اللواتي قدمن في سبيل الوطن أبناءهن وفلذات أكبادهن، غاليهن والنفيس.. فإلى التفاصيل:

التقينا بأم الشهيد محمد عبدالخالق الحمزي التي قدمت وحيدها من أجل عزة واستقلال وانتصار البلاد، ولم تكتف بذلك فما من فعالية ولا مناسبة إلا وتهب أم محمد لتكون في الصفوف الأولى ملبية ومتبرعة للمقاتلين من قوات الجيش واللجان في الجبهات بحليها مسترخصة ذلك.. مستعظمة المسيرة القرآنية التي مشى على دربها هؤلاء الأبطال.
تقول لنا أم محمد : والله لو كان معي أبناء غير محمد لدفعتهم واحدا تلو الآخر في سبيل النصر أو الشهادة، ولو صح لنا لقاتلنا وجاهدنا بأرواحنا لكننا بقدر الحال والمستطاع نبادر في دعم القوافل ونصرة المجاهدين الذين أجرهم عند ربهم هو أعظم ثواباً.
واستطردت أم محمد حديثها قائلة : بالرغم من أني حزينة لفراق ابني الوحيد قرة عيني وسندي إلا أن حزني لما فعله الأعداء ببلادنا وديننا من عبث وتدمير ، لكن درب الحرية ثمنه غال ولا ضاع حق وراءه مجاهد!!
أخت الشهيد آمال الحمزي فقد تحدثت لنا عن مزايا الشهيد قائلة : لقد كان الشهيد سباقاً إلى الخير وجبهات القتال والاستبسال، لطيف الطبع سموحاً طيب القلب، يتميز بسمعته وأخلاقه الرائعة وطاعته لأهله واقفاً معهم معيناً لهم، لم أكن أتوقع أن أفقده ولكن أن يموت هذه الموتة العظيمة لشرف وفخر وعز لنا فهنيئاً لك يا محمد الشهادة وإنا على دربك لسائرون.
متطرقة إلى وصية أخيها الشهيد لأهله ورفاقه بأن يتمسكوا بالحق ولا يغرنهم في سبيل ذلك لومة لائم أو عميل أو مرتد حتى آخر قطرة من دمائهم.
الثبات والصبر
وأما أم الشهيد حسن لطف الغيثي لمحنا في محياها أروع دروس الثبات والصبر والرضا بما قسمه الله وإنها لقسمة عظيمة – على حد قولها – فيها الخير والنصرة لأرض الإيمان والحكمة، ثم تقول: استشهاد حسن هو حياة لـ25 مليون يمني دفاعاً عن أرضهم وعرضهم وكرامتهم دفاعاً عن الحق أينما كان ودحراً للباطل والغزاة وجيشهم وعتادهم.
وتكمل حديثها : فقد فضل بني واختار هذا الطريق – درب الشهادة – مقدما شبابه وعمره وجسده وروحه تاركاً تعليمه الجامعي بعد أن التحق بالسلك التعليمي كلية الحاسوب المستوى الثاني إلا أن طريق جهاده توجه بالشهادة وهنيئا له ولنا بها.
وتواصل الحديث أم الشهيد متحدثة عن حادثة استشهاده قائلة: جاء نبأ استشهاد ابني في يوم الجمعة صباحا الموافق 4/2/2016م عندما ذهبت أعزي بيت جيراننا باستشهاد ولدهم ولم أكن أعرف أنه تم نقل ابني إلى المستشفى العسكري بصنعاء في العناية المركزة في ذلك اليوم وقد كان رفيق الشهيد وإذا بالأخبار تتوالى أن ابني جريح في المستشفى بصنعاء فذهبت لأراه وقد تعرف عليَّ في بدايتها وتحدث معي رغم ألمه الشديد وما هي إلا ثمانية أيام حتى تدهورت حالته الصحية وصارت أكثر سوءاً وأحسست حينها أن و لدي سيفارق الحياة ويغيب جسده الطاهر عنا وفعلا كما عاش متمنيا الشهادة مات عليها وحسب الظالمين رب العالمين.
بطل الجبهات
والدة الشهيد شايف علي علي العقبي تأثرت كثيرا برحيل فلذة كبدها الذي وصفته بأنه عمود البيت إلا أن بطولة الشهيد وعنفوانه وقوة استبساله حيث كان المشرف على إحدى جبهات القتال واستشهد وهو يواجه مشروع الزحف نحو صنعاء مسعفاً ومنقذاً لرفاقه الأبطال والثوار من رصاص القناصة الغزاة المعتدين حيث تهشم جسده وسقط شهيداً في في مارب.
وتابعت متحدثةً عن مزايا الشهيد بالقول: كان ابني يعمل أعمالاً حرة في السعودية تشكل مصدر دخل له ولعائلته وما ان سمع ببداية العدوان حتى عاد وانضم مع أنصار الله للجهاد في مختلف المعسكرات ومن ثم تم اختياره من ضمن أفضل المجموعات المحاربة (مجموعة الصياح) وقبل ثلاثة أيام من استشهاده اتصل لوالده ولعائلته وأهله وأقرانه طالباً منهم كثرة الدعاء بالشهادة.
واستطرد :قد كانوا في جبل قرود وبعدها تم حصارهم من كل اتجاه وقتل رفاقه واحداً تلو الآخر فهب مدافعاً عنهم حتى آخر قطرة من دمه، ولم أعلم باستشهاد ابني إلا من الجيران الذين توافدوا لاستقبال الجرحى، ولم أعلم بنفسي إلا وقد تم إسعافي للمستشفى خاصة وأني مصابة بمرض في القلب والسكري.. فرحمة الله تغشاك يا ولدي.
أسر الشهداء
فيما توصى أخت الشهيد خالد عدنان المنتصر شذى أسر وأهالي الشهداء بالصبر والاعتزاز لكونهم ذهبوا في سبيل الدفاع عن الوطن وباعوا أنفسهم لله.
وقالت: لقد كان أخي خالد سباقاً للقتال وفي الصفوف الأولى المدافعة عن الوطن عاشقاً للشهادة باحثاً عنها، أخي لم يمت فهو حي في قلوبنا، حي بانتصاراته وأخلاقه بروحه الطيبة ونفسه العزيزة حيث كان يوصينا دائما بتقوى الله والتمسك بكتابه والسير على نهج نبي الرحمة والإنسانية محمد صلى الله عليه وآله وسلم والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
عهد للشهداء
وأما والدة الشهيد سلطان محمد العابد فقد رفعت صوت الأهازيج فخراً واعتزازاً باستشهاد سلطان وقالت: أبنائي جميعهم سائرون على درب الشهيد ولا نبالي في ذلك ما دام هذا هو قدرنا وبه يكمن وتكمن عزتنا وكرامتنا.
عز الشهادة
فيما حمدت الله أم الشهيد إبراهيم عبدالرحمن أبو علي لاختيار الله ولدها شهيداً ومجددة العهد بالوفاء لدرب الشهيد حتى تحقيق النصر والعزة والكرامة لهذا الوطن المعطاء.

قد يعجبك ايضا