حكاية وطن

عائشة الطويلي –
يعود وطني فينهال يخط على جدرانه حكاية الوصول, يحمل نعمته في غيوم غامضة, يحيك من خيوط الشمس الذهبية طريق العبور, يرصد النصر لا الهزيمة, يظل صامدا كالجبل لا يهزه ريح.
نقول للوطن: غيøر غيومك.. افتح ألوانك على الناس.
نقول له: سلام عليك أيها الوطن.. و لك منا أرواحنا الشاهقة.
نقول له: سئمنا عاقلا يسكت عن أحفاده, ويطلق لأسلافه سطوة الندم.
نقول للوطن: العقلاء يرحلون أيضا.
الآن لم يعد النهار كافيا◌ٍ ولا الليل, ففي كل منعطف أسمع لجرحك ضريحا يئن, جرحك المكنون يسمونه الحصن في شاهق الجبل. هو المفتوح مثل أشداق المغفرة , تركض إليك المخلوقات مأخوذة بشريعة الغزو , قيل إنك الصدر الواسع يقبل التوبة ,جرحك جهة تحج إليها الجيوش , وتتدفق فيها الأنهار.
من أين لك هذا التماهي وهذا الثبات ¿
ها أنت أجمل من يقول: ها أنا , أقوى من الضعف .. أصدق من الكذب .. أحن من الأم .. قاهر الضد , عازم الخطو.
هل تقاسمنا رغيف الجوع معا ¿ ونمنا غرباء في مصير واحد, وبحثنا عن ظلنا المفقود منذ زمن¿
هل وعيت الكون وحيدا, وارتطمت أحداق البؤس بجدران المنفى, ومزقك الفضاء الحاقد¿
*الثورة:
كان لابد أن أحيك لروحك الزكية ثوبا من الشكر وآخر من العرفان وثالث من التقدير ورابع من الامتنان وخامس من .. وعاشر .. ومائة من سيد الكلام , أضأتي لنا منتهانا, أبهجتي قلوبنا بالعمر القادم, لا نملك عبارات تحمل معاني أكثر منك.
كل ما نود قوله: نعجز عن رسم ملامحه الواسعة على صفحات الكون, وما عليك -يا وطني- إلا أن تظن بنا خيرا.
أيها الوطن: سلام عليك من جديد.. ولتبق في أمان◌ُ وأمن من الله.
أيها الوطن: كل عام وأنت سالم ما سلم الدهر من مكائد الشر, ومشاريع صغار البشر, وما بقيت أرواحنا تضيء ببقائك . لك المجد رغم كيد الحاقدين.

قد يعجبك ايضا