الموت.. لحظة أخيرة

تعتمل في نفسي أمواج من الأحاسيس المتنافرة¡ تجاه من غابت حياتنا بقدومه وانتهت.!
النهاية التي تسرق الإنسان من الإنسان, مستهلة وقعها الأليم بكلمات الاعتذار.. لكنها في قسوتها الغادرة تؤكد معنى نقيضها¡ فلا تخفي علينا رمزية الحدث القادم¡ سرعان ما تكنس رياحها الساقطة كل مائدة تقع في طريقها.. لا تبحث عن هويتهم.. لا تقرأ جواز سفرهم.. لا تحتفظ بأثقالهم..
يبدو لي.. أني قد قسوت عليه¡ فلا أريده أن يتجشم معرفة أسباب حنقي عليه ..! ومن ثم يتكبد متاعب الندم والمصالحة ..!
فقد شكوته للإله .! ووضعت نظارة سوداء على عيني سعيا مني وراء الستر¡ ورغبة في التخفي خشية أن تطالني أنيابه¡ نقضø عليø.. ويكون مصيري الموت المندفع نحوي أو العكس.. هكذا ينطوي علينا الموت¡ دون أن يهبنا لحظة أخيرة نختار فيها/معها . كيف.. ومتى..¿
فلم نفكر يوما¡ كيف نستلقي.. نفترش طريقا للعودة/ اللا عودة ..!
أسأل نفسي الآن: هل صرت على استعداد لملاقاته “الموت”¿
وحتى أكون محقة¡ فالجواب.. لم يكتمل لأن المهمة لم أقوى على حملها بمعية الفضاء الرحب من شهوات الدنيا ومغرياتها الملونة المرحبة.
فالكثير من أمثالي لا يقوى على كسر حاجز الزينة ..المتمكن من إسقاطنا في هوة الندم لكن بعد حين.. ترى ما الذي يذكرنا به ¿
الأماكن..الصور..المواقف.. العبر.. المرض.. الفاجعة.. المطر حين يغسل الشوارع والممرات.. ربما كنا أيضا◌ٍ بحاجة للاغتسال, فتبتل أرواحنا الميتة¡ وتنفض عنها غبار السنوات الماضية !
أقول كلاما كثيرا عن الكأس الذي مزق صدورنا¡ رشقنا بسهامه الموجع¡ أجبرنا على الركوع في أية لحظة.. خذنا إليك¡ فقد تبخرت همومنا.. أعمارنا.. أشياؤنا.. حتى ابتساماتنا تقزمت صارت تئن بمفردها والخوف.
فرحمة من الرب تتغشاك أين ما وضعت أريحتك.. فنحن لا نكره فيك إلا ابتسامتك الحاذقة.. ونوباتك المفاجئة ولا نحب فيك إلا عدلك المأخوذ من حكم الخالق.. وفعل الأقدار… كن بخير¡ حيث تجلس مغمض العينين¡ منتظر النداء, فلك منا عهد الجبناء ألا نزورك إلا عند الصباح.. حين ينشر الضوء أمنه وأمانه..ويلف الظلام أذياله الخائبة¡ متعهدا◌ٍ لنا بلقاء قادم.

قد يعجبك ايضا