الصين حققت منجزات هائلة مكنته من الوصول إلى ثاني أكبر اقتصاد في العالم


نأمل أن يخرج مؤتمر الحوار الوطني بنتائج إيجابية ترضي الشعب اليمني

جوهر الحلم الصيني هو تحقيق النهضة العظيمة للأمة الصينية

أكد سعادة السفير تشانغ هوا سفير جمهورية الصين الشعبية لدى اليمن أن الصين نجحت خلال الـ64 عاماٍ الماضية في تحقيق منجزات هائلة مكنها من الوصول إلى المرتبة الثانية اقتصادياٍ على المستوى العالمي.
وأشار في حديث لـ(الثورة) أن الصين ستسلك طريق التنمية السليمة بعزيمة لا تتزعزع وتنتهج بحزم السياسة الخارجية السليمة المستقلة.
وتطرق إلى أن التبادل التجاري بين الصين واليمن ارتفع من 731 مليون دولار في عام 2002م إلى 5.5 مليار دولار في عام 2011م .. مؤكداٍ أن الصين تدعو إلى حل القضايا اليمنية بالطرق السلمية وتحترم طريق التنمية الذي يختاره الشعب اليمني .. داعياٍ كافة الأطراف المعنية في اليمن إلى وضع المصلحة الوطنية والقومية فوق المصالح الأخرى وهذا نص اللقاء:

• تأسست جمهورية الصين الشعبية قبل 64 عاما وأعلن الحزب الشيوعي الصيني أن الصين سوف تتخذ دائما طريق الاشتراكية ذات الخصائص الصينية . ما هو معنى هذا الطريق وما هي الفوائد التي سوف تجلب للشعب الصيني ¿
– يتطلع الشعب الصيني إلى العيد الوطني لجمهورية الصين الشعبية وهم مفعمون بالسعادة. في عام 1949م تأسست الصين الجديدة التي يمتلكها الشعب الصيني و تحدد النظام الأساسي للاشتراكية وتشكل النظام الصناعي والنظام الاقتصادي الوطني المستقلين على أساس فقير ومتأخر. وطبقت سياسة الإصلاح والانفتاح في عام 1978م مما خلق طريق الاشتراكية ذات الخصائص الصينية و أسس نظام اقتصاد السوق الاشتراكي وعزز القوة الوطنية الشاملة ورفع مستوى المعيشة للشعب. وفي القرن الجديد تكافح الصين لتحقيق هدفها المتمثل في بناء مجتمع رغيد الحياة بأعلى المعايير الذي يستفيد منه أكثر من مليار نسمة وتتمسك بوضع الإنسان في المقام الأول وترسم صفحة جديدة لسعادة الشعب تحت إرشاد المفهوم العلمي للتنمية ( التنمية الشاملةالمنسقة و المستدامة).
لكل دول العالم طرق مختلفة للتنمية لكن الشعب الصيني اختار طريق الاشتراكية ذات الخصائص الصينية . إن طريق الاشتراكية ذات الخصائص الصينية يعني اعتبار البناء الاقتصادي مهمة محورية والتمسك بالإصلاح والانفتاح وتحرير وتطوير القوى المنتجة الاجتماعية وبناء اقتصاد السوق الاشتراكي والسياسة الديمقراطية الاشتراكية والثقافة المتقدمة الاشتراكية والمجتمع الاشتراكي المتناغم والحضارة الإيكولوجية الاشتراكية وتحفيز التنمية الشاملة للإنسان وتحقيق الرخاء المشترك لجميع أبناء الشعب تدريجيا وبناء دولة اشتراكية حديثة مزدهرة وقوية وديمقراطية ومتحضرة ومتناغمة وذلك تحت قيادة الحزب الشيوعي الصيني وانطلاقا من ظروف البلاد الأساسية الخاصة. ومنذ 64 عاما وخاصة منذ تطبيق سياسة الإصلاح والانفتاح قبل أكثر من ثلاثين عاماٍ أحرز باستمرار التطور الاقتصادي والاجتماعي في الصين منجزات جديدة تحت إرشاد طريق الاشتراكية ذات الخصائص الصينية. الآن أصبحت الصين ثاني أكبر اقتصاد في العالم. وتفيد مكتسبات التنمية الاقتصادية الجم الغفير من أبناء الشعب ويرتفع مستوى معيشة الشعب الصيني باستمرار وتلبي المطالب المادية والثقافية لأبناء الشعب تدريجيا. ونظرا لسلوك الصين طريق الاشتراكية ذات الخصائص الصينية فقد نجحت في إخراج شعبها الذي يحتل تعداده خمس سكان العالم من الفقر وإدخاله إلى الحياة الرغيدة هذه قضية عظيمة تجذب أنظار العالم.
• وضعت القيادة الجديدة للصين هذا العام في المقدمة شعار ” الحلم الصيني ” ما هو فهمك ل ” الحلم الصيني ” وما هي الجهود التي سوف تقوم بها الصين لتحقيق الحلم ¿
– لكل إنسان حلمه ويتطلع الشعب الصيني لحياة أفضل ويتجسد الحلم الصيني بعد التقاء هذه الأحلام. أن جوهر الحلم الصيني هو تحقيق النهضة العظيمة للأمة الصينية. هذا أعظم الأحلام للأمة الصينية. ولتحقيق الحلم الصيني من اللازم سلوك الطريق الصيني يعني طريق الاشتراكية ذات الخصائص الصينية وتطوير الروح الصيني يعني روح الأمة جوهرها حب الوطن وروح العصر جوهرها الإصلاح والإبداع. ولتحقيق الحلم الصيني من اللازم حشد القوة الصينية يعني قوة تضامن الشعب الصيني بجميع قومياته. الآن يتضامن الشعب الصيني برمته بشكل وثيق ويساهم بقوته لتحقيق الحلم الصيني.
إن الحلم الصيني هو حلم للشعب الصيني بجميع قومياته وهو حلم لكل مواطن صيني. إن الحلم الصيني له رابطة وثيقة مع أحلام شعوب العالم وفي الوقت الذي تحقق الصين التنمية الذاتية ستعمل على دفع ومساعدة الدول الأخرى خاصة الدول النامية على التنمية وتتعاون مع بقية دول العالم للفوز المشترك والتنمية المشتركة . يأمل الشعب الصيني ان يحقق حلم العالم جنباٍ إلى جنب مع شعوب العالم عن طريق تحقيق الحلم الصيني.
• حققت الصين نجاحا كبيرا في تطورها و ارتفعت المكانة الدولية للصين بشكل ملحوظ. ما هو دور الصين في المجتمع الدولي وما هو الموقف الأساسي للسياسة الخارجية للصين ¿
– إن العالم المعاصر يشهد تغيرات معقدة وعميقة ومازال السلام و التنمية الموضوع الرئيسي للعصر. إن دفع بناء عالم متناغم ينعم بالسلام الدائم والازدهار المشترك هو الأمل المشترك لشعوب العالم. ويحب الشعب الصيني السلام و يتطلع إلى التنمية ومستعد للعمل مع شعوب العالم من أجل القضية السامية للإنسان – السلام و التنمية.
إننا ندعو إلى إظهار الروح المتصفة بالمساواة والثقة المتبادلة والتسامح والاستفادة المتبادلة والتعاون والفوز المشترك عند معالجة العلاقات الدولية وإلى صيانة الإنصاف والعدل الدوليين بجهودنا المشتركة. إن الصين سترفع عاليا راية السلام والتنمية والتعاون والفوز المشترك باستمرار وتعمل بثبات لا يتزعزع على صيانة السلام العالمي وتحفيز التنمية المشتركة.
إن الصين ستسلك طريق التنمية السلمية بعزيمة لا تتزعزع وتنتهج بحزم السياسة الخارجية السلمية المستقلة. وتعارض الإرهاب بكل أشكاله. كما تعارض الصين نزعة الهيمنة وسياسة القوة بكل أشكالهما ولن تتدخل في شؤون الغير الداخلية ولن تسعى إلى الهيمنة أبدا ولن تمارس التوسع الخارجي إطلاقا. ستثابر الصين على الجمع بين مصالح الشعب الصيني والمصالح المشتركة لشعوب البلدان المختلفة وستشارك بموقف أكثر نشاطا في الشؤون الدولية وتلعب دورها كدولة مسؤولة كبيرة وستواجه تحديات عالمية سويا مع الدول الأخرى.
إن الصين ستنتهج بعزيمة لا تتزعزع إستراتيجية الانفتاح المتصفة بالمنفعة المتبادلة والفوز المشترك وستواصل دعم الاقتصاد العالمي لتحقيق نموه القوي والمستدام والمتوازن من خلال تعميق التعاون. إن الصين تحرص دائما على تطوير التعاون الودي مع سائر الدول على أساس المبادئ الخمسة للتعايش السلمي بصورة شاملة. ومنذ فترة طويلة تبذل الصين جهودا كبيرة لدفع السلام والتنمية في العالم وحماية المساواة والعدالة في المجتمع الدولي.
• الصين هي ثاني أكبر اقتصاد في العالم و قد ساهمت بشكل كبير في زيادة اقتصاد العالم . ولكن الآن الاقتصاد في العالم يواجه بعض الصعوبات . كيف تتغلب الصين على هذه الصعوبات و ما هي وجهة نظرك للاقتصاد الصيني في هذه المرحلة¿
في الوقت الذي تحقق الصين التنمية الذاتية تقدم مساهمه مهمة لقضية السلام و تنمية العالم. وقد أشارت إحصائيات صندوق النقد الدولي إلى أنه بعد حدوث الأزمة المالية العالمية ساهمت الصين في ربع النمو الاقتصادي العالمي. ومن المتوقع أن تصل قيمة الاستيراد الصيني إلى 10 تريليونات دولار أميركي وسيتجاوز حجم الاستثمار الخارجي خمسمائة بليون مما يخلق فرص كبيرة لتطور دول العالم.
وبالرغم ان الأزمة المالية العالمية أثرت على التطور الاقتصادي الصيني ولكن الاقتصاد الصيني يحافظ على التطور المستقر والسريع نسبياٍ الآن. في عام 2012م بلغ الناتج المحلي الإجمالي في الصين 800 بليون دولار أميركي. وارتفعت القدرة الشاملة للإنتاج الزراعي فقد شهد إنتاج الحبوب زيادة متلاحقة. وشهدت أعمال تعديل هيكلة الصناعات تقدما جديدا بينما تعززت البنى التحتية على نحو شامل. وارتفع مستوى التمدين بوضوح وجلاء بينما تعززت أعمال التنسيق بين التنمية الحضرية والريفية والتنمية الإقليمية. وفي النصف الأول من عام 2013 نما الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 7.6% ومن المتوقع أن يحافظ الاقتصاد الصيني على النمو المستقر خلال النصف الثاني لعام 2013. نحن نثق بأننا سوف نحقق هدف النمو الاقتصادي السنوي بنسبة 7.5 %. وبشكل عام ما زال نمو الاقتصاد الصيني في الوضع الجيد.
لمواجهة تحديات الانكماش الاقتصادي العالمي بادرت الصين بتعزيز السيطرة الكلية والإسراع في دفع تغيير أسلوب النمو الاقتصادي. الآن اتخذت الصين تعديل الهيكل الاقتصادي كمهمة رئيسية للسيطرة الكلية وتواصل تنفيذ سياسة مالية ايجابية و سياسة نقدية ثابتة ومقارنة مع الماضي يهتم الاقتصاد الصيني بالنمو النوعي والمستدام بشكل أكبر.
• في الوقت الحالي دخل مؤتمر الحوار الوطني في اليمن مرحلة حرجة باعتبارها واحدة من الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي و من الدول الراعية للمبادرة الخليجية وتلعب دوراٍ مهماٍ في القضية اليمنية ما هي وجهة نظر و توقع الصين لعملية الانتقال السياسي في اليمن¿
تدعو الصين دائما إلى حل القضية اليمنية بالطرق السلمية وتحترم طريق التنمية الذي يختاره الشعب اليمني وتدعم تحقيق الوفاق الوطني واستقرار وتطور وازدهار البلاد عن طريق العملية الانتقالية السياسية ويأمل أن تنفذ المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية بشكل كامل وفعال. وخلال حوالي العامين الماضيين سعى فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي وحكومة الوفاق الوطني إلى حشد قوة الأطراف وإعادة نظام المجتمع إلى الوضع العادي وإنعاش الاقتصاد الوطني وتحسين مستوى معيشة الشعب. تتقدم عملية إعادة البناء السياسي والاقتصادي بخطوات ثابتة ومنظمة.
منذ بدء مؤتمر الحوار الوطني قبل نصف سنة توصلت الأطراف إلى توافقات كثيرة. والآن المؤتمر على وشك الانتهاء و يواجه بعض الصعوبات والتحديات ويدعو الجانب الصيني الأطراف المعنية وضع المصلحة الوطنية و القومية فوق المصالح الأخرى وتسوية الخلافات عبر الحوار والتشاور لخروج مؤتمر الحوار الوطني بنتائج إيجابية ترضي الشعب اليمني في أسرع وقت ممكن ودفع العملية الانتقالية السياسية إلى التقدم لخدمة الشعب اليمني.
• قد شغلت منصب السفير الصيني لليمن ما يقارب العام كيف تقيمون تطور العلاقات الثنائية بين الصين و اليمن هذا العام¿
– يشرفني كثيراٍ تعييني سفير الصين لدى اليمن وخلال السنة الماضية تعرفت على كثير من الأصدقاء من الأوساط المختلفة في اليمن واشتغل وأعيش هنا بسعادة!
خلال السنة الماضية شهدت علاقات الصداقة والتعاون بين الصين واليمن تطورا جيدا. وفي الجانب السياسي توثق التواصل الودي في كافة المستويات ويتبادل الجانبان دائما الآراء والدعم في القضايا التي تتعلق بالمصالح الحيوية والهموم الرئيسية لدى الجانب الآخر ويتعمق التنسيق والتعاون بين البلدين في الشؤون الدولية والإقليمية. وفي الجانب الاقتصادي أصبحت الصين أكبر شريك تجاري لليمن. وفي الوقت نفسه يتوسع التبادل الإنساني بين البلدين بشكل مستمر ويتوثق التواصل الاجتماعي يوما بعد يوم. وخاصة في عام 2013 زار نائب وزير الخارجية الصيني تشاي جيون اليمن ومن الجانب اليمني يزور الصين تقريبا كل شهر وفد يترأسه وزير أو مسؤول حكومي رفيع المستوى. وعادت البعثات الطبية الصينية إلى اليمن لتصل حوالي مائة طبيب وطبيبة. وقد تم إنجاز بناء وتسليم مستشفى الصداقة اليمنية الصينية الذي قدمت الصين منحة لبنائه إلى الجانب اليمني وقد بدأ تنفيذ مشروع المكتبة الوطنية الكبرى ويتقدم المشروع بشكل جيد.
أنا كسفير صيني سأواصل بذل جهودي لتطوير علاقات الصداقة والتعاون وتعزيز صداقة شعبي البلدين. وأنا مستعد لأعمل مع أصدقاء من الأوساط المختلفة في اليمن على دفع علاقات الصداقة والتعاون في كافة المجالات بين البلدين لإحراز تطور أكبر لخدمة البلدين وشعبيهما في الأوضاع الجديدة.
* في السنوات الأخيرة العلاقة التعاونية الودية بين الصين واليمن تسير إلى الأمام كيف يمكن لتجربة التنمية في الصين أن تكون مفيدة لليمن وكيف تنظر لآفاق التعاون العملي بين بلدينا ¿
– أرى أنه  يوجد اليوم في دول العالم أنظمة اجتماعية وطرق تنمية مختلفة والمهم هو ما إذا كان هذا الطريق يناسب واقع هذه الدولة وما إذا كان هذا الطريق يسعد شعب الدولة. وبعد تطبيق الإصلاح والانفتاح سلك الشعب الصيني طريق تنمية يناسب واقع الصين ويعتبر البناء الاقتصادي مهمة محورية دائما. وتواجه اليمن الآن مهمة شاقة لتنمية الاقتصاد وتحسين معيشة الشعب فإن الصين مستعدة لتشاطر تجاربها الذاتية للتنمية مع اليمن وتدفع التطور الاقتصادي والاجتماعي في اليمن عن طريق التبادل والتعاون بين البلدين. ونثق بأن الشعب اليمني له الحكمة والقدرة على إيجاد طريق التنمية الذي يناسب واقع اليمن.
وفي السنوات الأخيرة شهد التعاون العملي بين الصين واليمن نتائج وافرة. ومنذ عام 2002 حتى الآن تطور حجم التبادل التجاري بين البلدين بسرعة. وكان حجم التبادل التجاري الثنائي 731 مليون دولار أميركي في عام 2002 وزاد هذا الرقم باستمرار حتى بلغ رقما قياسيا في عام 2012 أي 5 مليارات و550 مليون دولار أميركي بزيادة 31.04% مقارنة مع سنة 2011. حالياٍ تعتبر الصين الشريك التجاري الأكبر لليمن. وإلى جانب ذلك قدمت الصين مساعدات كثيرة لليمن. أثق بأن آفاق التعاون العملي بين البلدين ستكون أوسع.
• في السنوات الثلاث الأخيرة الوضع في غرب آسيا ودول شمال أفريقيا قد تغير كثيرا كإحدى القوى في المجتمع الدولي ما هي وجهة نظر الصين لهذه التغيرات ¿ وما هو موقف الصين من الوضع الحالي في سوريا ¿
– تولي الصين اهتماما بالغا للتغيرات التي حدثت في الدول العربية نأمل أن تعيد دول المنطقة الاستقرار والنظام العادي. وتتفهم الصين رغبة ومطالب شعوب دول المنطقة للتغيير وتحترم حق شعوب الدول العربية في أن تختار طريق التنمية بأنفسهم.
بشأن قضية سوريا يدعم الجانب الصيني كل الجهود التى تساعد على حل الأزمة السورية بشكل سلمي ومناسب وحماية أمن واستقرار الشرق الأوسط. إن الجانب الصيني مستعد لمواصلة لعب الدور الايجابي والبناء لحل القضية السورية حلا سلميا ومناسبا مع الأطراف المعنية بما فيها الدول العربية. إن الموقف الصيني من قضية الأسلحة الكيميائية ثابت وواضح. نرفض استخدام الأسلحة الكيميائية من أي طرف كان وندين بشدة استخدام الأسلحة الكيميائية في سوريا. كما نرحب بالاتفاقية الأميركية الروسية الإطارية وندعم المباشرة في تدمير الأسلحة الكيميائية في سوريا في إطار الأمم المتحدة تزامنا مع دفع عملية الحل السياسي.
• التواصل بين الصين والدول العربية لديه تاريخ طويل والصداقة الصينية العربية صامدة أمام اختبار الزمن كيف ترى تطور العلاقة بين الصين والدول العربية في ظل الوضع الجديد¿
قال النبي صلى الله عليه وسلم “اطلبوا العلم ولو في الصين”. يمتد العالم العربي من غرب آسيا إلى شمال إفريقيا ومن المحيط الهندي إلى المحيط الأطلسي بتباين الظروف المحلية والهياكل الاقتصادية والأنظمة السياسية بين دولة واخرى ويختلف عن الصين من حيث التقاليد والنظام والثقافة ومستوى التطور الاقتصادي اختلافا كبيرا. على الرغم من ذلك فإن علاقات الصداقة الصينية العربية تضرب جذورها في عمق التاريخ. فقد تم تأسيس علاقات التعاون على كافة المستويات في المجالات السياسية والاقتصادية والتجارية والثقافية بين الصين و22 دولة عربية وذلك يعكس تاريخا طويلا من التبادل والصداقة بين الأمة الصينية والأمة العربية بحيث يعتبر المثل الأعلى للتعاون والصداقة بين الحضارة الكنفوشيوسية التي تمثلها الصين والحضارة الإسلامية التي تمثلها الدول العربية. فإن الصداقة الصينية العربية اتجاه حتمي ولها أسس متينة.
عاش شعبانا العظيمان تجارب متشابهة حيث عانينا من آلام لا تحصى ومعانات لا توصف. وظللنا شركاء طيبين في التعاون المتبادل والمنفعة منذ قديم الزمن حيث قام أجدادنا بالتبادل التجاري والثقافي عبر طريق الحرير متجشمين عناء السفر في الصحراء الفسيحة ومتحدين الأمواج الهائجة في البحر. كما ظللنا أصدقاء أوفياء ومخلصين بدليل على أننا تبادلنا التفهم والاحترام والدعم والمساعدة في العصر الحديث سواء في النضال من أجل كسب الاستقلال والكرامة الوطنية أم في المسيرة المستمرة من أجل إقامة نظام سياسي واقتصادي دولي جديد عادل ومنصف. إن الصين تدعم القضايا العادلة للشعوب العربية باستمرار وتدعم حق الشعب الفلسطيني لإقامة دولة مستقلة بالإضافة إلى دعم التنمية الاقتصادية والاجتماعية للدول العربية كما لن ينسى الشعب الصيني أبدا أن الدول العربية العظيمة تقوم بدعم الصين على المدى الطويل وتلتزم دائما بمبدأ  “هناك صين واحدة في العالم و تايوان جزء من الصين”. لذلك نقول إن تاريخ التواصل بين الصين والدول العربية هو بحد ذاته تاريخ الصداقة والتبادل والتضامن والتعاون.
تعتبر العلاقات الصينية العربية جزءا هاما من العلاقات الخارجية الصينية وتعطي الصين دائما الأولوية لهذه العلاقات في سياستها الخارجية. ينتمي كل من الصين والدول العربية إلى العالم النامي ويشكل عدد سكانها ربع سكان العالم وتبلغ مساحة أراضيها سْدس مساحة الأرض. فمن المصلحة المشتركة للجانبين تعزيز التفاهم والثقة المتبادلة ودفع التعاون الاستراتيجي وتبادل الدعم في القضايا الجوهرية للجانب الآخر.
تقوم الصين والدول العربية بالإصلاح حاليا ومن المهم أن تحقق الصين الحلم الصيني وتحقق الدول العربية التغيير هذا سيبدأ مسيرة جديدة لنهضة الأمتين وسيفتح صفحة جديدة لتطور العلاقات بين الجانبين. ولمواجهة المستقبل علينا اغتنام الفرصة وتعميق التعاون وتقديم الدعم المتبادل في القضايا الإستراتجية لحماية الأمن و تعزيز التنمية ودفع يداٍ بيد علاقات الصداقة بين الصين والدول العربية إلى مرحلة جديدة. يجب على الجانبين الصيني والعربي تعزيز الثقة السياسية المتبادلة والقاعدة السياسية باستمرار ودفع التعاون العملي وتعزيز التعاون في مجالات التجارة والاستثمار و البنية التحتية والطاقة وغيرها من المجالات وفقاٍ لمبدأ تكامل المزايا والمنفعة المتبادلة والفوز المشترك والتقاء خطط التنمية للفترة الطويلة و المتوسطة وتبادل التجارب لإدارة الدولة وتقديم القوة والمصدر الذي لا ينضب لتطور العلاقات بين الجانبين وتعزيز التبادل الإنساني و الثقافي لتعميق التعارف بيننا.

قد يعجبك ايضا