, بعض الحالات المرضية تكون حرجة.. والصدمة تكون عند غياب طبيب الطوارئ في المستشفيات

, أقسام الطوارئ في المستشفيات الحكومية في الأعياد غياب غير مبرر

, الصحة تتنصل عن مسؤولية الرقابة.. والمرضى يصرخون: الرحمة ياناس

تحقيق/ أمل عبده الجندي

تهاون الجهات المعنية التابعة لوزارة الصحة سبب الكثير من المشاكل داخل المستشفيات الحكومية خاصة وأن هناك شكاوى من قبل المرضى تؤكد انعدام الكوادر الطبية المناوبة في مناسبات الأعياد خاصة أقسام الطوارئ حيث تعاني المستشفيات الحكومية وخاصة الكبيرة منها كمستشفى الثورة في الأعياد من ازدحام شديد في أقسام الطوارئ وخاصة طوارئ الأطفال في وقت يندر فيه وجود من يقوم بعمله والأسباب كثيرة وهذا ما عانى منه محمد حسين الذي تسبب بحادث لإحدى النساء بسيارته..
يقول بعد أن قمت بإسعاف سلمى البالغة من العمر 45 عاما إلى إح المستشفيات الحكومية بعد تعرضها لحادث من قبلي قام طبيب الطوارئ باستدعاء كل من طبيب المخ والأعصاب وطبيب الأشعة المقطعية وطبيب الباطنية إلا أنه لم يحضر سوى طبيب المخ والأعصاب في اليوم الثاني واعتذر باقي الأطباء في حين أن الحالة صعبة للغاية لكن لا حياة لمن تنادي وظلت سلمى تعاني من آلام حادة بعد إصابتها بكسر في الحوض ورضوض في الرأس نتيجة الحادث ولم يرأف بحالها الأطباء ورأف بها الله الذي تولاها برحمته فماتت.
ندرة الأطباء في الإجازات
أم محمد الذي عانى ابنها أول أيام العيد من حروق في جسمه بسبب الألعاب النارية تقول: ذهبت بمحمد إلى مستشفى الثورة بسبب الحروق التي عانى منها أثناء قيامه هو وأصحابه باللعب بالمفرقعات النارية ولكن لعدم توفر أطباء مناوبين في المستشفى أرشدنا الممرض بالذهاب إلى المستشفى الجمهوري إلا أنها للأسف الشديد تعاني المستشفى من نفس المشكلة وقامت الممرضة في قسم الحروق باستدعاء الطبيب وظللنا ننتظر ما يقارب الــ 6 ساعات حتى وصل الطبيب وكأننا في إحدى القرى ولسنا وسط العاصمة صنعاء.
أما والد الطفل سعيد والذي يعاني ابنه من الحمى فيقول: قمت بإسعاف ابني إلى مستشفى الثورة حيث كان يعاني من حمى ولكننا لم نحظ بوجود أي طبيب يقوم بتشخيص الحالة فقام أحد الممرضين المناوبين بإعطاء ابني إبر مهدئة مع الزامي بالبقاء في المستشفى خوفا من أن تزداد الحالة سوءٍا بسبب استهتار من لا يخافون الله وهم يعلمون أنهم سبب في شفاء الناس بعد الله سبحانه وتعالى.
استهتار بعض الآباء
يوضح عاصم قايد مساعد طبيب أن أكثر الحالات التي تأتي إليهم في أيام الأعياد تكون من فئة الأطفال لأسباب عديدة إما بسبب الألعاب النارية التي يتم التحذير منها دائما في جميع وسائل الإعلام أو بسبب مسدسات الخرز التي يقتنيها الأطفال في ظل استهتار بعض الآباء والأمهات كونها من الألعاب الخطيرة حيث وصلت إلينا ثلاث حالات أصيبت بالعمى في واحدة من العيون بسبب هذه المسدسات بالإضافة إلى التسمم الغذائي خاصة في أيام الأعياد كون إقبال الناس على الأكل يجعلهم يخلطون من كل ما تشتهي النفس وهذا يسبب عسر هضم وتسمم …وأضاف: ولأن المستشفيات تعاني من قلة الأطباء في أيام الأعياد فيضطر المريض لتحمل تعبه ومرضه إلى أن يمن الله عليه بالعافية أو يموت أما نحن فإننا نقوم بعملنا بقدر ما نستطيع ونترك الباقي على الله.
تحويل المرضى
الممرضة ندى ترى أن المستشفيات الحكومية لابد أن تفعل دورها تجاه المريض كونها أصبحت مستهترة ولا تقوم بواجبها على أكمل وجه وقالت: نحن عندما تأتي إلينا حالات صعبة فترة مناوباتنا نقوم بتحويلها إلى أي مستشفى خاصاٍ كوننا نعلم أن بعض المستشفيات الحكومية أيام الأعياد لا يوجد بها أطباء يقومون بعملهم فيضطر المريض إلى أن يدفع كل ما لديه من مال داخل المستشفيات الخاصة لفحص بسيط أو تشخيص وهكذا كل عام على نفس المنوال.
أين وزارة الصحة¿
يؤكد الدكتور/ عبد الرحمن الحمادي دكتور قلب الأطفال أن الاستهتار الحاصل في المستشفيات الحكومية سببه وزارة الصحة التي تبدو وكأنه لاعلاقة لها بهذه المستشفيات وخاصة بمستشفى الثورة العام كونه يعاني من ازدحام شديد في قسم الطوارئ بالذات في مناسبات الأعياد وأبدى استغرابه من أن الأسرة المتواجدة في قسم الطوارئ لا توازي عدد الحالات الوافدة إلى القسم ومع ذلك يتم ترك المريض فيه لمدة 6 ساعات أو أكثر إلى أن يتم النظر فيه وإسعافه وتشخيص الحالة وتحديد ما إذا كان يحتاج إلى رقود أم يتم إخراجه.
وزاد بالقول: لابد أن يكون هناك أطباء تحت الاستدعاء أيام الأعياد والمناسبات إلا أن المستشفيات الحكومية تعاني من قصور هذا الجانب وانتقد غياب الإشراف من قطاع الطب العلاجي بوزارة الصحة على المستشفيات الحكومية لتطوير هذا المجال والحد من مشكلاته.
من المسؤول¿
وعندما لجأنا إلى وزارة الصحة علنا نجد إجابات واضحة ترضي جميع الأطراف وجدنا أن الوضع كان مخيبا للأمل فقد رفض الدكتور نصيب المنجم مدير عام المنشآت الطبية الحكومية الحديث عن هذه المشكلة منوهاٍ الى أن الوزارة ليس من مهامها سوى الرقابة على هذه المنشآت وأنها تقوم بعملها على أكمل وجه بينما الواقع حسب مشاهدات كاتبة التحقيق وتوثيقها للشكاوى يقول غير ذلك!! فمن ياترى نستطيع تصديقه¿ هل المستشفيات التي يتردد عليها كثير من المرضي ولا يلاقون الأطباء أم وزارة الصحة التي تتنصل عن مسؤوليتها في هذا الإطار¿

قد يعجبك ايضا