وهيبة ابراهيم- خدوج مصوعي- فاطمة الحسام- نورية معياد.. نساء يفتخر بهن التاريخ

حينما نبحث عن وجودنا كبشر ندرك فارق التشكيل وان تساوينا في الايدي والارجل الا ان الازدهار والحضارة لا تقاس بمدى كثرة العدد من حيث الكم ويظل الكيف هو عنوان الريادة وقد نسمي ملايين البشر بامة ونسمي شخص بأمة فسيدنا ابراهيم عليه السلام كان أمة على هذا المنطلق يأتي حديثنا عن الريادة التي تحدث تغييراٍ ايجابياٍ ملموساٍ على المدى القريب والبعيد وإن كنا في زمن تزعمته الاحقاد ما جعل الاعتراف بالجميل صنيعا بعيد المنال حتى وان كان هذا الاعتراف معنويا البتة لا يصنع لصاحبه أكثر من ابتسامة يرافقها احساس بالجميل الا ان الانسان دائما ما يكون في حاجة إلى من يقول له احسنت حتى وان كان عظيما فهي افضل من الجحود.

بعد ثلاثين عاما
وهكذا بدا لي المشهد وانا اكتب عن كوكبة من التربويات الرائدات وهن كثر الا اني اجد خيطا دفعني ان اسمي عددا منهن كون خروجهن عن الخدمة كان هذا العام بعد العمل في التربية والتعليم اكثر من ثلاثين عاما وان كان الواحد منا دائما ما يخلط في نجاحه بعض العثرات التي تصاحب هذا النجاح اذا ما رغب في الوصول كالذي يعمله بعض السياسيين والحزبيين وان اختلفت الرؤى اذا ما جاز لنا تسمية المناصب السياسية ارتفاعا وان كانت العيون والحواجب تختلف بسعة لا اجد لها ملتقى فشتان بين ريادة حزب وريادة جيل فالرواية عن هؤلاء الرياديات التربويات وان كانت حقيقة بيضاء لا يشوبها حرف أو نقطة من الادعاء أو المبالغة فمن يجد له جذورا قديمة في امانة العاصمة ينتفض استهلالا لمجرد السماع عن واحدة منهن¿ فهي تعني له قراءة زمن بدأ بظهور تلك المربيات الفاضلات الاربع بمدينة اثقلها التخلف واعتصرها الفقر فكانت الاربع الرائدات جزءاٍ لا يتجزأ ممن احيين مدينة صنعاء بأحيائها المختلفة علما ومعرفة كقيادات تربوية فكان للفتاة اليمنية الساكنة في هذه الاحياء الحظ الاوفر في التعليم والمعرفة من رعيل كان السباق كخريجات جامعة لتجود بعدها كل واحدة منهن بما لديها ابتداء بعمرها فبعضهن لم تتزوج وان كان الزواج ليس صعبا اذا ما تم البحث عنه من امرأة تجيد الحديث مع الكبير وتظفر لمحبة الصغير لكن المسؤولية التي القيت على عاتق تلك النسوة كانت الأولى بالاهتمام حتى من الزواج عند البعض فهي لا تحمل ملامح امرأة عادية ربما سقطت في غيبوبة رجل اجاد لها بكلمة معسولة امام ما تجده امامها من مسؤولية في تغيير ملامح حي يكتظ بآلاف الفتيات والامهات كانت السبيل والسبب في خروجهن من الجمجمة الفارغة والتسلح بحياء وعلم طابق مضمونة تشاريع الاسلام بقيمه ومبادئه الأخلاقية فنجد أن الفتاة قد تعلمت حتى تخرجت من الجامعة وبعدها جاءت ابنتها لتستأنف الدراسة حتى تخرج من الجامعة أيضاٍ في ظل هذه المديرة وجو الروحانية الذي نصب على مقررها التربوي قبل التعليمي فهي من تعلمها كيف تلبس ومتى تخرج من بيتها ومع من تتكلم وكيف لها أن تتكلم إذا وجب الكلام.. إلخ فكانت بتلك الرائدات أروع مساحة استطعن من خلالها اجتياز مرحلة دامت ثلاثين عاماٍ بنجاح متواصل في الأحياء والمدارس التي يقدنها.
أربع رائدات
وخصوصاٍ في الأخياء الشعبية المكتضة بالسكان مثل حي صنعاء القديمة واللاتي تتلمذت كل فتياته على يد الاستاذة وهيبة إبراهيم ففي حين حاولت السؤال عنها لعلي أجد بعض العثرات التي رافقت عملها فاجأتني الجهات المشرفة أنها كانت نموذجاٍ في المثالية يحتذى به في كل شيء وكذلك خروج الاستاذة خدوج مصوعي في حي الجامعة القديمة فإذا ما جئنا للحديث عن الرائدة الثالثة كان لنا أن نقف عند الحديث عنها وهي البوصلة التي حددت اتجاه أهم الأحياء شيوعاٍ للأمية وإن كانت الأحياء كلها متقارنة في هذا الجانب إلا أن ما يميز الاستاذة فاطمة الحسام أن حيها أكثر ارتطاما بالفقر والمباني العشوائية والزحام الشديد فكانت حدة الظواهر الدخيلة علينا كمجتمع بعيد المناخ عن العصابات واحتراف البلطجة وإن كانت قد تلاشت هذه الأيام بسبب نسبة ارتفاع الوعي والتعليم الذي تمخض عن تربي الفتاة التي أصبحت أماٍ والفضل يعود إلى ما قامت به الاستاذة فاطمة الحسام ذلك الفارس الملثم ومعها بعضد الفاضلات من التربويات من جهد استطاع أن يثمر في هذا الموضوع وقد استطاعت أن تكسب ود واحترام حي نقم فالصغير والكبير يعرف من هي تلك الكاتبة والمديرة والمربية الفاضلة قد لا أبالغ إن قلت أنها بالنسبة لهذا الحي بمثابة نشيد الصباح عند أطفال المدارس فمن أكتسى حنانها يعرف أنها دأبت في سلوكها الحنون لتنتشل حياٍ كثرت عليه التسميات من خلال ما أمكنها ايصاله من عطائها السخي فأنعكس على الأمهات والفتيات التي تعلمن على يدها في هذا الحي فمثل هذه النماذج لا تعوض سوى كانت هي أو الاستاذة نورية معياد الذي بغلت شهرتها حد الجنون في الحي السياسي أو ما يعرف تربوياٍ بحي الوحدة فإن سألت عن عضو مجلس النواب في هذا الحي أدركت أن نورية معياد أكثر مهابة منه مع احترامي لكل الأعضاء الذين أدركوها على مدى ثلاثين عاماٍ من العطاء أدركوها أطفالاٍ وهي تنجب المحبة والخير لهذا الحي ليس لها رغبة إلا أن تنجح في مهمتها كتربوية عاهدت نفسها فحملت صفة رائدة تربوية عن جدارة هكذا طالعني الشوق للحديث عن فتيات أفنين أعمارهن ليتسم للنجاح إلى أن جاء موعد الرحيل وهو الخروج على المعاش فأنتصب كل اسم ليجد نفسه بكل شموخ بين أسماء المتقاعدين رغم أن قدرتهم على العطاء مازالت في أوجها فماذا كانت نهاية الجميل الذي صنعته لأكثر من جيل والسؤال ماذا قدم لهن من رعاية.

قد يعجبك ايضا