الحكومة: الازدواج في المدارس يجعل من دروس التقوية حلا لا مناص منه


> طلبة: شرح المدرس في معاهد التقوية يختلف عن شرحه في المدرسة

> بعض المعاهد مرخصة وبعضها لا تنطبق عليها الشروط.. ويْدرس فيها خريجو ثانوية

> يصل سعر الساعة الواحدة في بعض المعاهد إلى 2000 ريال

لجوء معظم طلاب المرحلة الإعدادية والثانوية لدروس التقوية في المعاهد له أسباب عديدة يمكن تفاديها إذا كان هناك خطة تربوية صحيحة من قبل المدارس ومن هذه الأسباب عدم الاهتمام بتأهيل الكادر التربوي وازدحام الطلاب في الفصل الدراسي خاصة في المدارس الحكومية وكذا الملل الذي يشعر به الطالب نتيجة طريقة إلقاء المدرس أثناء شرحه للمادة وكأنه يسقط واجبا لا غير على عكس ما يشرحه المدرس ذاته في المعاهد التي يتقاضى منها أجرا كبيرا أو في بيته بالساعات والتي حينها يحاول إيصال المعلومة إلى الطالب بأسهل الطرق هذا هو الاستغلال الذي يعانيه طلابنا في المراحل الدراسية والذي جعلهم يلجأون إلى معاهد التقوية.. نتابع التفاصيل في التحقيق التالي:

ياسر سعيد -طالب في المرحلة الإعدادية- يشير إلى أن لديه صعوبة كبيرة في مادة الرياضيات حيث حاول جاهدا أن يخبر مدرسته بذلك إلا أنها لم تعر الموضوع أي اهتمام ولم يجد منها إلا القول: لا تشغل نفسك بشيء أثناء الشرح وسوف تصلك المعلومة. ياسر أصابه اليأس فقرر والده أن يذهب إلى المْدرسة الخصوصية كل يوم ساعة لتعينه على الفهم والتحصيل الدراسي وفعلا وجد فرقا شاسعا.
الطالب علاء الدين عبده -في المرحلة الثانوية- يرى أن دروس التقوية في المعاهد وإن كانت بمبالغ مرتفعة نوعا ما إلا أنها تعمل على إيصال المعلومة للطالب خاصة وأن عدد الطلاب قليل جدا لا يتجاوز الـ10 طلاب في كل فصل مقارنة بالمدارس الحكومية التي يصل الطلاب داخل الفصل الواحد إلى ما يقارب الـ80 والـ100 طالب حتى أصبح المدرس يقوم بشرح الدرس كإسقاط واجب وليس غرضه فهم الطالب.
ألفاظ جارحة
سناء ناصر -في الصف الأول الثانوي- تقول: إن مادتي الكيمياء والفيزياء تشكلان لها صعوبة لم تستطع استيعابهما في المدرسة وهي متأهبة لبدء الدراسة في المعهد علها تحظى بما لم تستطع الوصول إليه في المدرسة والأسباب عديدة منها عدم اهتمام المدرسين والمدرسات بإيصال المعلومة إلى الطالبة وما إن نتحدث عن عدم الفهم بالغباء وتنعتنا المدرسات بألفاظ جارحة تزعج نفسيتنا ما يضطرنا إلى التسجيل بمعاهد التقوية حتى وإن كانت باهظة الثمن لمن لا يستطيع دفعها من قبل بعض الطالبات.
الاختلاف في الشرح
من جهته يقول نادر علي محسن -طالب في المرحلة الثانوية- إن هذا الوضع لا يسر حبيباٍ ولا عدواٍ وتساءل كيف للبعض أن يدفع 1000 و2000 ريال للساعة في اليوم الواحد وهو بالكاد يحظى بمصروف يومه وأضاف: هناك بعض المدرسين ينصحوننا بالتسجيل في معاهد التقوية ويوزعون على الطلبة كروت الدعاية التي تشير إلى اسم المعهد ومكانه ونكتشف أنهم من يقومون بالتدريس في هذه المعاهد ولكن طريقة شرحهم تختلف من المدرسة إلى المعهد فيحاول المدرس في المعهد أن يظهر أسهل الطرق في إيصال المعلومة للطالب ويكرر شرحها ما لم يفهم الطالب على اختلاف ما يشرحه في المدرسة.
مبادرة مستقبلية
سمية طه -خريجة ثانوية عامة وهي الآن مدرسة مادة الفيزياء- تقول: عشقي لمادة الفيزياء إلى درجة الجنون مما جعلني أبادر بجمع بنات حارتي لألقي عليهن معلوماتي لـيومين في الأسبوع دون مقابل حبا في نقل المعلومة وخوفا من أن أنساها وما إن أرى الطالبات يأتين إليِ بأوراق الامتحانات يحملن السعادة على وجوههن بحصولهن على الدرجات العالية حتى ترتاح نفسيتي في أن تعبي لم يكن هباء منثورا.
افتقار لتوصيل المعلومة
أما أسماء الريمي فهي تقوم بالتدريس في بيوت الطلاب وتقول: هناك من أحدد لهم المعاش بالساعات وهناك بعدد الأيام وهناك على حسب الشهور مع اعتبار ومراعاة الحالات المادية لكل أسرة فعلى سبيل المثال.. طلبة المرحلة الأساسية غير الثانوية والوزارية غير مراحل النقل والمواد الأدبية غير العلمية كوني أقوم بتدريس اللغة الإنجليزية والرياضيات للصفوف الوزارية فأحددها على الأقل بـ1000 ريال في الساعة ومعظم الأحيان 1500 باعتبار المواصلات إذا كانت المسافة لا بأس بها أما إذا كانت المسافة بعيدة فأقدرها بـ2000 ريال في الساعة موضحة أن الطلاب من ناحيتهم مرتاحون للدروس الخصوصية لكون معظم المدارس لا تهتم بالكادر التدريسي وبتأهيله بل يهمها التغطية أكثر من تأهيل المدرس خاصة وأن بعض المدرسين يفتقرون لفكرة توصيل المعلومة وعدم اهتمامهم بالفروق الفردية بين الطلاب.
وأضافت: ولو سألتهم عن سبب لجوئهم للدروس الخصوصية لأجاب البعض معللا تقصيره بكون وقت الحصة قصير جدا والمنهج كثيف يلقون سبب فشلهم على الطالب بأنه لا يركز أو كثير حركة أو غبي من بيتهم.
إقبال شديد
تقول مروة ناصر صالح -مديرة معهد الرسالة: إن إقبال الطلاب قبل موسم الاختبارات يزداد بشكل كبير خاصة وأننا نأخذ من الطالب 5000 ريال شهريا وأن المنهج يتم استكماله في فترة مدتها من شهر إلى شهرين فقط وهكذا يدفع الطالب في المنهج مبلغ أكثره 10 آلاف ريال مقارنة بالمعاهد الأخرى مشيرة إلى أن المواد التي تدرس في المعهد هي الفيزياء والكيمياء والرياضيات والإنجليزي. وأن من يقومون بعملية التدريس إما أن يكونوا مدرسين في مدارس أو خريجي ثانوية عامة بمعدلات مرتفعة حتى أننا نجرب المدرس مع الطلاب ونقوم باستفسار الطلاب عن مدى فهمهم فإذا وجدناه المدرس المناسب وافقنا عليه وإلا اعتذرنا له.
أخطاء تربوية ضحيتها الطلاب
القضية طرحناها على أكاديميين.. يؤكد طاهر الأهدل -رئيس قسم التربية العملية بجامعة صنعاء- أن معاهد التقوية تقوم بفتح أبوابها خلال الأشهر الأخيرة من السنة الدراسية لكسب الطلاب بإعطائهم دروس تقوية لبعض المناهج الدراسية خاصة العلمية ويقوم بتدريس الطلاب مدرسون في نفس المدارس التي يدرسون فيها الطلاب ولكن أسلوب تدريسهم ربما يختلف عن ما يدرس في المدارس وتكون هناك اهتمامات أكبر بالطالب وهذا ما يستدعي الطلاب اللجوء إلى دروس التقوية في بعض المعاهد.
وقال: بالرغم من أن هذا الشيء يأتي بنتيجة أفضل للطلاب لأنهم يدرسون باستيعاب لقلة عددهم عكس ما هو موجود داخل فصول المدارس إلا أن ذلك غير مسار بعض الطلبة لأنهم بدأوا يكثرون من الغياب بحجة تعويض ذلك في دروس التقوية وهذا خطأ تربوي تقع فيه وزارة التربية لعدم اهتمامها بالمعلم ووضع الخطط الصحيحة التي تطور الأداء التعليمي في المدارس.
حميد شاطر -مدير التعليم الأهلي بوزارة التربية والتعليم- يرى أنه من المفترض عند وجود طلاب ضعاف في بعض المواد أن يقوم مدير المدرسة أو أحد المسئولين تربويا في المدارس بعمل دروس تقوية داخل المدرسة وبمبالغ رمزية كمكافأة للمدرس الذي سيقوم بتدريس الطلبة لتقويتهم لكن المشكلة تبدو واضحة في مسألة أن بعض المعاهد الخاصة بالتقوية تتبع معلمين من داخل المدارس الحكومية بعضهم يقصر في أداء واجبه فيأتي بالطلبة إلى معهده الخاص في نوع جديد من الاستغلال أيضا تفتح هذه المعاهد أبوابها لجمهور الطلبة وبعض منها غير مرخصة ويدرس فيها خريجو ثانوية.. لا تنطبق عليهم الشروط التربوية المطلوبة في مدرس المادة.. كل ذلك يطرح مزيدا من الأسئلة: أين وزارة التربية من كل ذلك وكيف يمكن ضبط إيقاع الأداء في تلك المعاهد وقبلها تكثيف التوجيه في المدارس.

قد يعجبك ايضا