بينها سيارات عبدالناصر والعندليب ورشدي أباظةجامع سيارات 

الثورة نت/متابعات

أروع السيارة المكشوفة التي كان نجم الأربعينات في السينما المصرية أنور وجدي يتجول بها في شوارع القاهرة الفسيحة برفقة ليلى مراد أو تلك السيارة التي تغنى العندليب الأسمر فيها بـ”يا سيدي أمرك أمرك يا سيدي ولأجل خاطرك خاطرك يا سيدي مقدرش أخالفك لأني عارفك تقدر تحط الحديد في إيدي”.

وكذلك سيارة نجم الشباب آنذاك أحمد رمزي وبالطبع رشدي أباظة وغيرها من سيارات الزعماء ومشاهير الزمن الجميل التي صار معظمها ملكاٍ لمصري بسيط يدعي “سيد سيما”.

 أوبل 1959 “بدأت حياتي صبي ميكانيكي بسيط في إحدى ورش إصلاح سيارات”.. بهذه العبارة بدأ الحاج سيد حديثه إلى “العربية.نت” كاشفاٍ عن النواة الأولى في طريقه إلى إمبراطورية السيارات القديمة: “كانت عيناي تنبهران بكل سيارة تأتي إلى الورشة التي أعمل فيها كنت مغرماٍ بالتفاصيل الدقيقة في كل سيارة تجذبني اكسسواراتها الفريدة لكن لم أكن أملك آنذاك سوى أحلام مبعثرة”.

70 جنيهاٍ ثمن أولى سياراته بلايموث 1958 ولأن الورشة التي يعمل فيها كانت مقصداٍ لسيارات كبرى الجهات الحكومية ومشاهير الفن والسياسة والمجتمع إلا أنه لم يكن شغوفاٍ بمتابعة هؤلاء النجوم والمشاهير بقدر شغفه بالسيارات التي يمتلكونها وحينما واتته الفرصة للشراء لم يتردد للحظة واحدة.

اشترى أول سيارة في حياته وكانت سيارة مدير شركة “أوستون” واشتراها بمبلغ 70 جنيهاٍ مصرياٍ ثم استهواه الأمر فاتجه إلى شراء السيارات التي أهملها أصحابها أسفل الكباري إما لكثرة أعطالها أو لعدم توفر قطع غيار لها فكان أول من فكر في جمع هذه السيارات وإعادة الحياة إليها ووجد في ذلك متعته الأساسية على مدى 40 عاماٍ. واستطاع من واقع خبرته الطويلة في إصلاح السيارات أن يعيد إلى الحياة سيارات كانت جثثاٍ هامدة.

على مقاعد ناصر والسادات ونجوم الفن سيارة رولز رويس مقفولة وعلى مدى أكثر من أربعين عاماٍ واصل العم “سيد” رحلته مع السيارات “الأنتيكة” وجلس على مقاعد زعماء ومشاهير في سياراتهم الخاصة مثل مقاعد سيارات الرئيسين المصريين السابقين جمال عبدالناصر وأنور السادات حيث اشترى سيارة عبدالناصر خلال مزاد عقده مجلس قيادة الثورة في العام 1956م بينما اشترى سيارة السادات ماركة “شيفروليه” من أحد لواءات الجيش وكانت ضمن 7 سيارات خاصة بتشريفة السادات كما اشترى سيارة الحرس الخاص بالرئيس جمال عبدالناصر من نوع “كاديلاك” موديل 1957 وهي بحالة غاية في الجمال والروعة ولا تزال بنضارتها وبريقها على الرغم من مرور أكثر من نصف قرن على صناعتها.

وإلى جانب سيارات الزعماء ورجال السياسة تنوعت السيارات الخاصة بنجوم السينما فكانت ثاني سيارة يحصل عليها هي سيارة الفنان عبدالسلام النابلسي من نوع “شيميت” ثلاثية الإطارات وكذلك سيارة نجم الكوميديا الراحل إسماعيل يس من نوع “فورد 29” موديل 20 بالإضافة إلى سيارة الفنان رشدي أباظة من نوع “بيكر” سوداء اللون أيضاٍ سيارة الفنان يحيى شاهين التي كانت تشبه سيارة الفنان أحمد رمزي “رالي” موديل 48 كما يضم أسطوله سيارة الفنان عماد حمدي من نوع “بوليمس” وسيارة الفنانة صباح موديل 57 “روتش بيلا بوس” بالإضافة إلى سيارات الفنانين فريد الأطرش سعد عبدالوهاب عبدالحليم حافظ فريد شوقي وغيرهم.

خدمات فنية ديزوتو 1956 ولأن الأسطول الضخم من سيارات الزمن الجميل الذي يمتلكه العم “سيد” يحتاج إلى مبالغ طائلة لصيانته وتزويده فقد استجاب إلى طلبات العديد من مخرجي السينما والدراما التاريخية بتأجير سياراته التي تتناسب مع الحقبة الزمنية التي تدور حولها أحداث العمل. وعن ذلك يقول: “تم الاستعانة بسياراتي في مسلسلات عديدة منها رأفت الهجان السندريلا الشارع الجديد جمهورية زفتى كفر عسكر رد قلبي وكذلك أفلام سينمائية منها عبدالناصر أيام السادات 48 ساعة في تل أبيب إسكندرية كمان وكمان”.

الفنان عبدالحليم في احد الافلام الرومانسيةويوضح أنه لا يخشى على سياراته القديمة من بعده مؤكداٍ أن جميع أولاده يحبونها ويحرصون على صيانتهاº لا سيما أن هذه السيارات لها أرقام وتراخيص في إدارة المرور وهي بالطبع ليست الأرقام التي تظهر بها في الأعمال الفنية مشيراٍ إلى أنها لا تقتصر على سيارات المشاهير فحسب بل تضم مجموعة متنوعة ومختلفة من السيارات القديمة من جميع الفئات والموديلات منها أتوبيسات وتاكسيات وحناطير وموتوسيكلات جميعها تحمل بصمة الزمن الجميل.

فشلت في شراء سيارة أمينة رزق موريس 1946 ويعترف العم “سيد” بالمشكلة الأساسية التي تواجهه وهي قطع غيار هذه السيارات التي يصعب وجودها في مصر ما يضطره إلى استيرادها من الخارج بأثمان باهظة.

كما يعترف أخيراٍ بفشله في اقتناء سيارة الفنانة الراحلة “أمينة رزق” مؤكداٍ أنها كانت حريصة عليها لأبعد الحدود ولا تقوم باستبدالها ثم باعها ورثتها إلى أحد الأشخاص الذي رفض بيعها باستماتة: “يبدو أنه كان عاشق مثلي لسيارات الماضي الجميل”!

قد يعجبك ايضا