وثيقة حلول وضمانات القضية الجنوبية .. انتصار تاريخي لليمنيين جميعا◌ٍ



حلحلة القضية الجنوبية قطع طريق الابتزاز السياسي لعرقلة الحوار

استطلاع / أسماء حيدر البزاز

أشاد أعضاء مؤتمر الحوار الوطني وعدد من السياسيين والحقوقيين بوثيقة اتفاق الحل العادل للقضية الجنوبية التي وقعتها المكونات في اللجنة المصغرة المنبثقة عن فريق القضية الجنوبية , واعتبروها انتصارا حقوقيا ومنجزا تاريخيا للقضية الجنوبية وللشعب اليمني وما تضمنته من الرؤى المستقبلية لهيكلة الدولة اليمنية الجديدة ..

البداية كانت مع فيصل الخليفي – من فريق الحكم الرشيد بمؤتمر الحوار إذ قال: إن هذه الوثيقة تعتبر بوابة البداية لحلحلة القضية الجنوبية بخارطة طريق محددة وإعادة صياغة الوحدة بمنظور جديد كان من المفترض تكريسه عام 1990م, غير أن النصر المحقق اليوم هو إنجاز تاريخي ليمن جديد متماسك متلاحم يخلق الرقي والمساواة والعدالة الاجتماعية .
وأضاف: الوثيقة مثلت إنصافاٍ حقوقياٍ لأبناء المحافظات الجنوبية من رد المظالم والحقوق والثروات بعيدا عن النظام المركزي, لتمثل الأقاليم والفيدرالية المستقبل الضامن للوحدة لا تمزيقها كما تروج لذلك بعض القوى التي فقدت مصالحها .

توافق القوى
ويرى مقرر فريق الحقوق والحريات بمؤتمر الحوار ماجد فضائل أن النجاح في حل القضية الجنوبية هو نجاح لمؤتمر الحوار , فجاءت هذه الوثيقة مكرسة لهذا المبدأ ونتاج لكل الرؤى المقدمة من مختلف القوى السياسية والأحزاب والشباب ومنظمات المجتمع المدني فتم استخلاص كل الرؤى المطروحة للوصول إلى التوافق وتم حسم الكثير من الأمور العالقة للقضية الجنوبية وللحوار بشكل عام.
وأضاف فضائل : وللشعب بأن يستفتي بعد ذلك على كل المخرجات والضمانات شمالا وجنوبا بعد إن قطعت الوثيقة آمال العابثين بالتلاعب بالقضية وشملت تنفيذ كل النقاط الـ20 والـ11 والعديد من الحقوق التي عجزت اللجان المشكلة حول حل القضية الجنوبية ولجنة 16 عن حلها .

الجلسة العامة
من جهته يقول علي البخيتي – فريق قضية صعدة: إن الوثيقة توجت جهود لجنة 16 المشكلة لحل القضية الجنوبية وتضمنت رؤى ومقترحات من المفترض رفعها لفريق القضية الجنوبية وإقرارها في الجلسة العامة للحوار بشكل قانوني ملزم لتطبيقها على أرض الواقع وسط إجماع شعبي .
فيما ترى هنود الفضلي من فريق العدالة الانتقالية: أن الوثيقة أوجدت ارتياحاٍ شعبياٍ كبيراٍ خاصة من قبل أبناء المحافظات الجنوبية باعتبار ذلك مكسباٍ تاريخياٍ صنعه الحوار لتعويضهم وجبر الضرر عما لحق بهم من ظلم, ومبشرة ببداية صفحة جديدة مبنية على توطيد جذور العدالة الاجتماعية والمساواة بعيدا عن الصراعات والحروب المستنزفة للوطن شعبا وإنسانا .

الدولة الحديثة
منير سفيان – استقلالية الهيئات يقول : حل القضية الجنوبية هي مدخل لبناء الدولة الحديثة ومؤشر لنجاح مؤتمر الحوار كونها القضية الأهم يأتي ذلك الحل من خلال لجنة 16 كلجنة مصغرة من فريق القضية الجنوبية وبعد نقاشات وسجالات داخل هذه اللجنة ظهرت كثيراٍ من النقاط التي تتفق عليها كل المكونات كحل للقضية الجنوبية سواء بالجانب الحقوقي والجانب السياسي و يبقى الأهم وهو شكل الدولة التي معظم القوى السياسية تريد تفصيلها حسب اطماعها السياسية المستقبلية وليس كحل استراتيجي يخدم مصلحة اليمن ويعمق فينا الهوية الوطنية الواحدة ويوزع السلطة والثروة لما يخدم إشراك الجميع في المسؤولية.
موضحا بأن ذلك جعل من الصعب أن يكون القرار بيد لجنة سياسية فكان لا بد من رئيس الجمهورية المسؤول الأول عن هذا البلد أن يتحمل مسؤوليته التاريخية بتشكيل لجنة تلبي تطلعات الشعب الذي سئم الانتظار بعيدا عن أي منطلق ايدلوجي أو مصلحة سياسية تخدم حزبه .

إجماع محلي
وكان للسياسيين رؤيتهم حول الوثيقة حيث أفادنا الدكتور عبد الله التميمي- جامعة صنعاء: أن الوثيقة مثلت خطوة جديدة وركيزة أساسية للانطلاق نحو المستقبل, وهي بالمقابل قدمت الكثير من الضمانات والحلول الناجعة للقضية الجنوبية ستحفظ اليمن واليمنيين من أي مؤامرات خبيثة يراد لها خاصة بعد الإجماع الذي حظت به هذه الوثيقة ليدل دليلا واضحا على رغبة وحرص اليمنيين على وحدتهم وعلى الخروج الآمن من أنفاقهم المظلمة التي حاول البعض بقائها فيه .
وأضاف : نحن مطمئنون أن هذه الحلول من شأنها تلبية طموحات كل أبناء الشعب اليمني وفي مقدمتهم إخواننا في الجنوب .
وترى السياسية ماجدة طالب إن أبرز ما ورد في الوثيقة أن يكون اليمن مكونا من عدة أقاليم حيث لن يكون هنالك احتكار وإنما ستتوزع السلطة والثروة مما سيحقق مستقبلا عادلا .

رصيد الإنجازات
من جهته يقول الحقوقي والسياسي حميد الحجيلي : إن هذه الوثيقة تعتبر انجازاٍ وطنياٍ عظيماٍ لأنها سوف تْهيئ للمستقبل الجديد والمشرق لليمن وطي صفحة الماضي والاتجاه نحو تكريس الأمن والأمان والتطور والازدهار لبلادنا لأن وثيقة حل القضية الجنوبية التي وقعت عليها المكونات السياسية بما فيها الشباب مساء الاثنين الماضي تعتبر خطوة في الاتجاه الصحيح نحو بناء الدولة المدنية الحديثة القائمة على التوزيع العادل للسلطة والثروة دون إقصاء أو تهميش .
مؤكدا أن هذا النجاح المحقق يأتي في ظرف استثنائي وصعوبات اقتصادية وأمنية تشهدها بلادنا بصورة متزايدة وعلى أعضاء الحوار الوطني وقيادات الأحزاب والمكونات أن تغلب مصلحة الوطن وأمنه واستقراره ووحدته على مصالحهم الحزبية أو الشخصية لأن الوطن يحتاج إلى تشمير السواعد من أجل العمل المخلص والصادق والدؤوب للعبور باليمن إلى المستقبل الآمن وهي مسؤولية وطنية وتاريخية تتحملها جميع القوى السياسية والمجتمعية والثقافية في لحظة مفصلية يجب الانتصار فيها بالإضافة إلى أن التاريخ سيسجل وبكل فخر في صفحاته المشرقة كل الجهود في مصاف العمل الخالد لكل من بذل جهد في إنجاز هذه الاتفاقية خصوصا رئيس الجمهورية المشير عبد ربه منصور هادي الذي كان له الفضل بعد الله سبحانه وتعالى.
وقال الحجيلي: إن هذا الاتفاق يعتبر رصيد انجاز للرئيس هادي في هذه المرحلة الهامة والحرجة لأن الكل يعلم حجم التحديات التي تواجه اليمن وتحديداٍ العملية السياسية لكن بالإرادة والحكمة تم تذليل الكثير منها, لأن الوثيقة تعتبر من أهم مخرجات الحوار الوطني باعتبارها الركيزة الأساس للإصلاح الشامل في ضوء الاتجاه العام للمؤتمر الوطني الذي يمثل جوهر التغيير وأساسه من أجل منظومة حكم جيدة تتواكب وعصر الحداثة ومتطلبات القرن الواحد والعشرين وبما يلبي طموحات وتطلعات جماهير الشعب بمختلف الشرائح والاتجاهات, وتمهد لتأسيس دولة موحدة على أساس اتحادي ديمقراطي جديد وفق مبادئ دولة الحق والقانون والمواطنة المتساوية عبر وضع هيكل وعقد اجتماعي جديدين .

قضية شعب
من جانبه يرى السياسي طارق سلام : ضرورة أن تقدم الرؤية من ستة اقاليم مكتوبة وبشكل واضح ومكتمل المعالم فالأمر ليس مجرد مماحكات وإفشال للآخر بل قضية شعب ومستقبل وطن , حيث الرؤية الأخرى من إقليمين مطروحة على طاولة الحوار منذ بدايته في مارس الماضي ولا خلاف مطلقا حول أي تسوية يتوافق حولها المتحاورون بل سنكون من الداعمين لمخرجات الحوار بالكامل وسنكون سعيدين بها مهما كانت طالما قد حظيت بتوافق الجميع المهم بل الأهم أن نتعلم كيف نتحاور بجدية وشفافية حول كافة قضايا الوطن الشائكة والعالقة ونرسي ثقافة الحوار الصادق والمسؤول الذي يحفظ للوطن المواطن أمنه واستقراره وازدهاره خاصة ونحن نمر في منعطف خطير ونصنع تجربة رائدة نقدمها للمنطقة والإقليم والعالم بل ونصنع مستقبل اليمن ومستقبل أبنائنا والأجيال القادمة .
وأشاد بالدور الحكيم الرائد للرئيس هادي من خلال الجهد الطيب الذي بذله من أجل انعقاد ثم استقرار واستمرار الحوار بالرغم من كل المصاعب والتعقيدات التي واجهته وما تزال تواجهه , ليكمل المشوار بصبر وحكمة كما بدأه, وأنه في اللحظة الحاسمة والفارقة تحمل أمانة وطنية كبيرة وتصدياٍ لمسؤولية تاريخية عظيمة, تحملها بكل الإقدام والشجاعة عندما كان الوطن يمر بمنعطف تاريخي هام ومنزلق خطير, بل كان الوطن بأكمله والشعب بمجمله على شفير الهاوية والحرب الأهلية

طريق مسدود
الدكتور نبيل الشرجبي – أستاذ العلاقات سياسية والدولية بجامعة الحديدة يقول: هذه الوثيقة كانت طوق النجاة لمؤتمر الحوار الوطني لكونها انقذته من الفشل في حل القضية الجنوبية وخاصة أن الآلية السابقة كانت قد وصلت إلى طريق مسدود.
ومضى يقول : بأن هذه الوثيقة قد أزاحت الكثير من المخاوف التي انتابت بعض المتحاورين وخاصة الجنوبيين واستطاعت أن تنزع عن بعض الجهات وخاصة المنسحبين أي إمكانية للتحكم بمخرجات الحل للقضية الجنوبية, ويرى الشرجبي إن هذه الوثيقة تعمل على تجاوز الكثير من المعوقات التي حالت في السابق دون أي حل لملف القضية الجنوبية .

معالم المستقبل
من جهته يقول السياسي أحمد الحميدي: إن توصل المكونات السياسية إلى حل عادل للقضية الجنوبية وضمانات تنفيذ الحلول هو إخراج اليمن من الماضي المظلم إلى المستقبل المشرق الذي سوف يتجه فيه الجميع نحو البناء والتطوير ودفن أحلام المتربصين والحاقدين على اليمن وبداية ليمن جديد من حيث شكل الدولة ومستقبل الأجيال وتجنب الصراعات والاتجاه باليمن نحو البناء والتنمية وتعزيز الأمن والاستقرار وتوثيق الوحدة اليمنية وإنهاء النزاعات الطائفية والحزبية .

وحدة اليمن
إلى ذلك يؤكد السياسي هاشم علوي إن إعادة الحقوق في الجنوب وتطبيق العدالة الانتقالية وتعويض المتضررين يجب أن يسير بوتيرة عالية وسريعة وأن يعاد النظر في توزيع الثروة وإعادة المسرحين وتعويضهم التعويض العادل وإخراج القوى التي كانت سبباٍ في وصول اليمن إلى هذا الوضع من المشهد السياسي أيا كانت توجهاتها.
وقال علوي : و من خلال التغني بالتوقيع على اتفاق تشكيل لجنة للبت بموضوع الأقاليم يجب أن تكون كل القوى الحية حول الرئيس هادي مهما كانت مواقفها متباينة , فآمال الشعب تنصب في أن يخرج الحوار بوثيقة تاريخية تتضمن معالجة كل القضايا وتجفف منابع تغذية القوى التقليدية (القبلية والعسكرية) وأن توقف نزيف الدم اليمني وتحافظ على وحدة الوطن وتعرض مخرجات الحوار على الشعب للاستفتاء عليها لأن التحول إذا لم يكن محسوباٍ على أساس المصلحة الوطنية فلن تحمد عقباه .

خطوة جريئة
وأشار الدكتور أحمد عبد الملك حميد الدين – أستاذ النظم السياسية والدستورية بجامعة صنعاء إلى أن الوثيقة شكلت لليمن مخرجاٍ من عنق الزجاجة وتمثل شرعية مرحلية وخطوه طيبة للانتقال إلى مرحلة جديدة لبناء الدولة المدنية وفق شرعية انتقالية مرحلية .
أما الحقوقي سام أحمد البرق أوضح قائلا : القضية الجنوبية هي أهم قضية محورية في مؤتمر الحوار الوطني والاتفاق حول حل عادل لها سيكون خطوة جريئة وشجاعة نحو بناء الدولة المدنية والمستقبل المنشود .
فيما يقول السياسي الدكتور أحمد المخلافي : جاء اقتراح المبعوث الأممي ليضع حلاٍ وسطاٍ للمشروعين (الإقليمين/ والستة) واتخاذ قرار إحالتهما إلى مؤتمر الحوار للتصويت عليهما كان صائباٍ لتفويت الفرصة أمام افتعال الاختلاف والعودة إلى المربع الأول .

قد يعجبك ايضا