صـــور أخـــرى

عائشةالطويلي –
ليس سوى ظل للموتى , وصور أخرى تنزاح لتعد ظلا آخر للحلم الباهت , فلنتأمل معا مقطعا من مقاطع الحزن التراب البكاء الليل الحلم .

لا تزال فلسفة الحياة تقتضي منا أن يكون ثمة أقوياء وضعفاء , أتقياء وأشرار , أوفياء وغادرين , أغنياء وفقراء , وتقتضى كذلك أن يطول سفرك أو يقصر والحياة , وأن ترزق من المال والجاه والأولاد أو أن تحرم منهم جميعا , وتقتضي أيضا أن تبكي بمفردك أو أن يشاركك الآخر في ذلك .
كما أننا لا نستريح ولا نريح , فعندما نطلب الآخرة الأتقى تعترضنا الدنيا الأدنى بتهاويهما وتراكيبها وهواجسها وتقاسيمها وأقواسها وأنيابها الحادة , حتى لا تبقى منا للآخرة سوى الأشقى الأفنى …!
أردنا العيش بسلام واطمئنان ورضا تام , فلم نلق , ما حلمنا به , وإن وصلنا فهو يبقى هباء في وقت وسمناه بالضائع .
وربما شعرنا حينا أننا لن نصل للكمال الذي لا ينبغي إلا للكامل وحده, جل في علاه
هل أخطأنا طريق العودة ¿ ماذا تبقى لنا ¿
صعود ثم هبوط , موت ثم حياة , حزن ثم فرح , وجع ثم شقاء , شر ثم خير , صديق ثم عدو .
هل يغني الحلم لنا من جديد ¿ كيما يتركنا نمضي وحيدين إلى الريح , نقف متأملين متألمين لواقع صار ماضيه وحاضره نقمه ¿
قد حط في شباكنا وجع , غير أنه ليس آخره..
انظر بجوارك لن تجد سوى أشباح للموتى ترسم صورا أخرى , وعلى مقربة منك تبقى جثث ملقاة , ينبعث من فمها أعينها أقدامها , كره قادم حقد عائم خبث جاثم . أشعلت الحزن على من يعرفها ومن لا يعرفها .. حاملة أسرار الغرباء .
ماذا تبقى ¿ صور أخرى في منفى أبدي ¿ أسرار تتفتت على مقربة منا , ووراء الموج أشكال تسبح نحو الكون , تتساءل عن جدوى الإنسان , عن نفس آخر للعيش الأبدي , تتألق معه الأشياء ..الأرواح …. الأضواء .

قد يعجبك ايضا