تخفيف للعبء تيسير للحياة

ثقافة التنظيم تتيح للآباء تربية أطفالهم وتلبية متطلباتهم

تحقيق: زهور السعيدي

تعتبر الأسرة هي المؤسسة لبناء المجتمع وتماسكه وهي النواة الأولى لتكوين مجتمع متماسك وراقُ ولن يتم ذلك إلا إذا قامت الأسرة بالتخطيط المنظم لعدد أفراد عائلتها وأتباع نظام متوازن لتنظيم إنجاب أطفالها ليس لغرض الظروف المعيشية الصعبة فقط بل لتحسين مستواهم العلمي والأخلاقي والقدرة على تربيتهم وتنشئتهم التربية السليمة لبناء مجتمع سليم خال من المشاكل الاقتصادية والاجتماعية المختلفة التي تكون نتيجة الإنجاب العشوائي المستمر والذي يكون له النتائج المدمرة على الأم والأسرة والمجتمع وخاصة في مثل هذا الوقت من الزمان والذي هو أشد قسوة وأكثر إيلاماٍ.

حلول مناسبة
تقول الدكتورة فتحية الشهابي دكتورة النساء والولادة بمركز التوحيد الطبي بان تنظيم الأسرة يمكن الزوجين من تحديد عدد الأطفال الذين سينجبونهم وعمل فترة زمنية بين إنجاب كل طفل وآخر وقد أصبح من السهل في وقتنا الحاضر تنظيم النسل عن طريق العديد من الحلول وأصبحت هذه الوسائل سهلة وفي متناول اليد وبإمكان كل أم أن تراجع الطبيبة المختصة لإيجاد الوسيلة المناسبة لها.
وتضيف الدكتورة فتحية: هناك العديد من الوسائل الطبية التي يمكن أتباعها وليس لها أي مضاعفات خطيرة وأولها الرضاعة الطبيعية ثم حبوب منع الحمل وهناك أيضاٍ طريقة العزل و”اللولب” وأيضاٍ حقن منع الحمل التي تعطى كل 3 أشهر وتحقن تحت الجلد .وتعتبر هذه الوسائل آمنة في حال استخدمت بانتظام من قبل الأم التي ترغب في المباعدة بين الولادات وقد أصبحت ثقافة التنظيم في وقتنا منتشرة وتتبعها معظم الأسر الواعية والتي تود أن تحافظ على الأم وعلى الأبناء وتوفر لهم أفضل أساليب التربية والتعليم وتحسين معيشة الأطفال.
فوائد للأم والطفل
الدكتورة أحلام السقاف -أخصائية نساء وولادة- قالت:
الهدف من تنظيم النسل وهو مساعدة الزوجين في إنجاب أطفال في أوقات تتناسب مع وضعهم الصحي والاجتماعي والاقتصادي.
* إذن هناك فوائد عائدة على الأم والطفل والأسرة والمجتمع أيضاٍ.
الفوائد العائدة على الأم التقليل من مخاطر الأمراض والوفيات على الأمهات والمحافظة على الصحة العقلية والجسدية للام وذلك من خلال التقليل من مخاطر الحمل الغير مرغوب الذي يؤدي للإجهاض وما ينتج عنه من نزيف وتسمم والتقليل من مخاطر الحمل قبل سن 18 والتقليل من مخاطر الحمل بعد سن الأربعين .. حيث تكون الأم معرضة أكثر لتسمم الحمل وعسر الولادة التقليل من مخاطر الحمل المتكرر والمتقارب.
كما أن الوسائل الهرمونية المستخدمة في تنظيم النسل يحمي الأم من سرطاني المبيضين والرحم وأورام الثدي الحميدة وكذلك يقلل من نزيف والأم الحيض.
كما توجد العديد من الفوائد العائدة على الطفل منها تقليل معدل وفيات الأطفال الرضع وتقليل معدل مواليد خداج أو أصحاب أوزان متدنية .. تقليل معدل التشوهات الخلقية. إعطاء فرصة للرضاعة الكافية التي تساعد على نمو وتطور الطفل من كل النواحي.
تحميه من الأنواع التي ذكرتها سابقا لكن هي تزيد من الإصابة بسرطان الثدي .. خصوصاٍ في النساء اللواتي يستخدمنه لسنوات طويلة قد تصل عشر سنوات أو النساء اللاتي يستخدمنه بعد سن اليأس.
وهناك العديد من الفوائد العائدة على الأسرة من تنظيم النسل حيث يعطي الزوجين الوقت الكافي لممارسة حياتهما ويقلل عبئ تكاليف الحياة المعيشية.
أما بالنسبة للمجتمع فيحقق تنظيم الأسرة حماية البيئة بالتوازن بين مواردها وعدد السكان وبذلك ينخفض الطلب على الخدمات العامة وزيادة نمو معدل الدخل القومي للفرد..
أفضل الطرق الآمنة
وتضيف الدكتورة أحلام: يجب على المريضة مقابلة الطبيبة المتخصصة بهذا المجال وبالتحدث إلى المريضة ومعاينتها وإجراء التحاليل المناسبة نختار الوسيلة الآمنة والمناسبة لها.
الحمل المتكرر يؤثر على صحة الأم وأنا أقصد بالحمل أقل من سنتين على آخر ولادة وكذلك الحمل أكثر من أربع ولادات .. حيث خلصت الدراسات إلى أن احتمالية التعرض للمرض والوفاة يزداد في أربع أنواع من الحمل منها الحمل المتكرر.
كما أنه أصبح في الوقت الراهن من الصعوبة على الوالدين الاعتناء جيدا بأولادهم وخاصة في ظل الانفتاح الكبير في التكنولوجيا والتي تعتبر وسائل سريعة للتعليم والفهم والإدراك ومعرفة كل شيء بحلوه ومره مما يجعل التربية شاقة على الوالدين في ظل هذه الوسائل التعريفية المختلفة وخاصة إذا كان الأبناء كثر مما يجعل التربية اشد صعوبة .
الرعاية السليمة
أستاذ علم النفس التربوي الدكتور محمد سليمان أكد أن تنظيم الأسرة يتيح فرصة كبيرة للوالدين بأن يقوما برعاية أطفالهما الرعاية السليمة وتوفير احتياجاتهم ومتطلباتهم المختلفة وتعليمهم التعليم الصحيح كما لا ننسى أن الأم التي تباعد بين الولادات يتسنى لها أن تقوم بإرضاع الطفل الرضاعة الكاملة مما يقوي مناعة الطفل ويحفظه من الأمراض.
ويضيف الدكتور محمد: إن الحمل والولادة المتكررين يسبب للأم العديد من المضاعفات والتي من شأنها أن تضعف الأم مما يؤدي إلى عجزها عن رعاية أطفالها الرعاية السليمة حيث أن وجود فترة زمنية بين كل طفل وآخر من شأنه أن يكون الوسيلة المثلى للحد من معدل وفيات الأمهات لما للحمل والولادة من عبئ على صحة المرأة.
تقول الدكتورة وردة وهيب وهي أخصائية نفسية في مستشفى السلام للأمراض النفسية: لابد أن يعي الزوجين حجم المسئولية من عشوائية الإنجاب وعدم التحكم التام بتنظيم النسل وخاصة في هذا الزمان الذي قد تغيرت فيه الأحوال وأصبحت الحياة أكثر قسوة من ذي قبل وقد سادت الآن ثقافة تنظيم النسل لكي يحسن الآباء تربية أطفالهم وتلبية متطلباتهم وتحسين ظروفهم المعيشية حيث تشير الدراسات إلى أن الأسرة الكبيرة عادة ما يكون أبناؤها أقرب إلى الضياع فالكثرة سبب للانحراف حيث تبقى الأم حبيسة الأعباء الكثيرة في المنزل والأب يجري ليل نهار لتلبية لقمة العيش لأبنائه وبهذا لا يتوفر الوقت للجلوس معهم وتربيتهم على أسس سليمة فيبدأ الانحراف من البيت ثم إلى المجتمع.

قد يعجبك ايضا