النجاح التاريخي للحوار تجسيد للحكمة اليمانية



سيظل المجتمع الدولي داعماٍ وبقوة لليمن حتى يصل إلى بر الأمان

أشاد دبلوماسيون عرب وأجانب بالانتصار التاريخي الذي حققه اليمنيون في نجاح الحوار الوطني والسير بالبلاد إلى الأمام حتى الوصول إلى الدول المدنية الحديثة كنتاج وتتويج لمشروع النضال السلمي ونموذج يحتذى به في المنطقة.
وعبروا في تصريحات لـ”الثورة” على هامش حضورهم الاحتفال الختامي لمؤتمر الحوار الوطني عن تهانيهم ومباركتهم لليمن قيادة وحكومة وشعبا بهذا الإنجاز التاريخي المتفرد إلى التفاصيل..

استطلاع / أسماء حيدر البزاز

ين حلي: الجامعة العربية مع اليمنيين في بناء مستقبلهم
البداية كانت مع أحمد بن حلي – نائب الأمين العام للجامعة العربية والذي أفادنا بالقول : تنتابنا السعادة والفخر ونحن نرى التوافق اليمني الذي صنعته الإرادة الحرة لكل مكونات المجتمع اليمني والتي حققت الشراكة العامة في بناء مؤسسات الدولة الحديثة وصياغة الدستور الجديد وتحقيق نموذج ناجح لشعوب المنطقة العربية في التغيير والانتقال السلمي للسلطة.
وقال بن حلي : إن المكسب الكبير اليوم يتمثل في تنفيذ مخرجات الحوار وقراراته باصطفاف وطني موحد بدعم كبير من الجامعة العربية ودول مجلس التعاون الخليجي والدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي.
سفير فرنسا: بحكمة اليمنيين وشجاعة قيادتهم تحققت نتائج غير مسبوقة
من جهته يقول سفير فرنسا في اليمن السيد فرانك جيلة : يعتبر اليوم يوم إجماع دولي للنصر الكبير الذي حققه اليمن في مشوار التغيير السلمي نحو صناعة وتنظيم المستقبل رغم كل الصعوبات, إلا أن حنكة اليمنيين وجدارة القيادة السياسية لليمن حققت نتائج نوعية في خلق بيئة حوارية شملت كل الفرقاء السياسيين على اختلاف مشاربهم وانتماءاتهم السياسية وصولا إلى الاتفاق والإجماع التام على وثيقة مخرجات الحوار النهائية .
ودعا جيلة إلى الإسراع في صياغة الدستور الجديد لليمن بما يضمن استتباب الأمن والاستقرار في البلد .
موضحا بأن للمجتمع الدولي ومجلس الأمن دوراٍ كبيراٍ ومهماٍ في إنجاح الحوار بل إنه كان أحد ضمانات النجاح من خلال الإشراف وتقديم الدعم بكل أشكاله وإشرافه المباشر من خلال مبعوث الأمين العام جمال بنعمر ومن خلال دعم الحوار فنيا برفده بخبراء وميسرين للمساعدة والاستفادة من تجاربهم ولهذا فوجود المجتمع الدولي وإشرافه يعتبر أحد الضمانات لإنجاح هذا الحوار وتطبيق مخرجاته.
القائمة بالأعمال الأميركية حضارة وتاريخ اليمن وتقدمها محط اهتمام العالم
إرادة الشعوب
القائمة بأعمال السفير الأميركي بصنعاء كارن ساساهار تقول: اليمن هي جزء من المجتمع الدولي وأمنها واستقرارها هو استقرار للعالم أجمع, ولهذا فاليمن تاريخا وحضارة وإنسانا لها موقع ومكانة تاريخية امتازت بالحكمة والعقلانية, وهذا ما أثبتته في الحوار حيث تعاملت القوى الحوارية مع القضايا الشائكة بمسؤولية وإنصاف فكسبت ثقة الشعب لتكون مخرجاتها مستنبطة من الإرادة الشعبية والمصلحة الوطنية .
وأوضحت ساساهار : إن الدول الراعية للمرحلة الانتقالية في اليمن ستستمر في دعمها ومساندتها لإنجاح تنفيذ مخرجات مؤتمر الحوار واستقرار الوضع الأمني في اليمن وتحقيق جذور دولة مدنية جديدة تنتصر لإرادة الشعب اليمني, لما لعبته تلك الدول من دور ايجابي صب في مصلحة اليمن وتحقيق تسوية سياسية مبنية على المبادرة الخليجية, فهناك إجماع راسخ في مجلس الأمن على ضرورة دعم العملية السياسية في اليمن والانتقال السلمي للسلطة وصياغة دستور جديد وتنظيم انتخابات عامة لما يضمن وحدة اليمن وسيادة أراضيه.
انتصار تاريخي
ومن جانبه يقول خالد منخير عضو وفد الأمانة العامة لمجلس التعاون الخليجي: إنه لشرف كبير لنا أن نشارك إخواننا في اليمن هذا الانتصار والانجاز التاريخي الذي ينم عن أصالة وعراقة هذا البلد وعن الحكمة اليمانية التي جنبت البلاد براثن الصراعات والحروب الأهلية.
وهو ما أكده المهندس عبدالله بخشم بأن هذه المخرجات قطعت الطريق على المتآمرين على اليمن وزعزعة أمنه واستقراره وفتحت آفاقا واسعة نحو البناء والإعمار لطي صفحة الماضي والشروع بثقافة التسامح والتصالح.
القائمة بالأعمال الإيطالية: يوم تاريخي حقق فيه اليمنيون حلمهم بإرادتهم الصلبة
وأما القائمة بأعمال السفارة الايطالية بصنعاء جلوراندو أوم فعبرت بالقول: إنه يوم تاريخي سطر فيه اليمنيون حلمهم وإرادتهم الصلبة في صناعة المستقبل الذي قدموا في سبيله التضحيات, وبتغييرهم السلمي جاءت المخرجات مجنبة اليمنيين خطر الانزلاق إلى صومال أو عراق آخر.
ومضت أوم تقول : سيظل المجتمع الدولي داعما وبقوة لإنجاح هذه المرحلة التأسيسية في اليمن والمشاركة في تحقيق دولتهم المرجوة, دولة العدالة والمساواة والقانون, فلقد كانت التحركات السياسية والدبلوماسية لمجلس الأمن والمجتمع الدولي ملموسة في دعم عملية التسوية السياسية في اليمن والتي ارتكزت في مجملها على المبادرة الخليجية وقراري مجلس الأمن الدولي 2014 و2051م, وحرص المجتمع الدولي على دعم العملية السياسية وتعهد برعايتها حتى النهاية ووقوفه أمام كل القوى التي سعت للتعطيل وقد تمثل ذلك بالعديد من الشواهد من أهمها تحرك مجلس الأمن على أعلى مستوياته والمتمثل بوفد مجلس الأمن الذي وصل إلى صنعاء كأول خطوة نادرة يقوم بها مجلس الأمن, وثبات مواقف رعاة المبادرة الخليجية الإقليميين والدوليين في متابعة خطوات سير الحوار الوطني منذ انطلاقته وحتى لحظاته الأخيرة إضافة إلى الدعم المادي والمعنوي والمتمثل في انعقاد مؤتمر المانحين والذي ساهم في تقديم المساعدات الدولية لليمن:
ممثلة صندوق الأمم المتحدة: على المانحين الإيفاء بدعمهم لتنفيذ مخرجات الحوار
أما ليناك كريستيانسين من برنامج الأمم المتحدة فقد دعت الدول المانحة إلى دعم تنفيذ المخرجات الحوارية والإيفاء بوعودها مبينة بأنه لا بد من تضافر الدول الشقيقة والصديقة مع اليمن في هذه المرحلة الانتقالية لإنجاح العملية السياسية وضمان للجهود التي بذلت في مؤتمر الحوار الوطني من دون تباطؤ أو تقاعس باعتبار ذلك دافعا قويا نحو بناء الدولة اليمنية الجديدة, فاليوم أثبتت اليمن انتصارها على الانقسامات الحزبية والمصالح الضيقة وأصحاب المشاريع الصغيرة وتغلبت على مختلف التحديات التي كانت تعيق مشروع الدولة المدنية الحديثة فكانت نموذجا يحتذى به في المنطقة بين دول الربيع العربي .
وأضافت قائلة: ومع هذا الانتصار فنحن اليوم في مرحلة لا تقل أهميتها عن سابقتها إن لم تكن أشد وبحاجة إلى تكاتف مختلف القوى السياسية والاجتماعية والمتمثلة بتنفيذ مخرجات الحوار وصولا إلى تأسيس الدولة الاتحادية الجديدة .
وأوضحت أن للمجتمع الدولي دوراٍ كبيراٍ ومهماٍ في إنجاح الحوار بل انه كان احد ضمانات نجاح الحوار من خلال الإشراف وتقديم الدعم بكل أشكاله وإشرافه المباشر من خلال مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة جمال بنعمر فوجود المجتمع الدولي وإشرافه يعتبر أحد الضمانات لإنجاح هذا الحوار وتطبيق مخرجاته.

■ تصوير/ محمد حويس

قد يعجبك ايضا