السياغي: تجربة ستعزز من وحدة العمل المؤسسي وستوسع من عملية المشاركة في التنمية


> دغيش: ليس هناك ما يدعو للخوف من نظام الأقاليم

> شمسان: الفيدرالية بحاجة إلى وعي مجتمعي ومن الخطأ أن نشكك في الهوية الوطنية

> شمسان: الفيدرالية بحاجة إلى وعي مجتمعي ومن الخطأ أن نشكك في الهوية الوطنية

> الأكوع: الأقاليم ستوجد الأجواء الإيجابية وستعزز التكامل الاقتصادي والزراعي والصناعي

> العواضي: خطوة سبقتنا إليها العديد من الدول والهوية الوطنية لن تمس

أشار سياسيون وأكاديميون إلى أن نظام الأقاليم سيعزز من عملية التنمية في اليمن ويساعد على الدفع بالعمل المؤسسي الموحد قدماٍ ويعزز من إمكانية بناء القدرات الذاتية والإمكانيات المباشرة في تطوير الكوادر المختلفة وفي جميع المجالات وفي نفس الوقت فإن الفيدرالية ستعمل على فتح مجال التنافس بين الأقاليم المختلفة مما يوسع في عمليات الإنتاج المختلفة وبالتالي يعود ذلك على البناء المؤسسي في كل مناطق اليمن ليتحول التنافس إلى تكامل ..
وأكدوا بأن اليمن ستبقى واحدة والهوية الوطنية واحدة لكل أبناء الوطن وأن النظام الفيدرالي قد أثبت نجاحه في عدد من الدول كما أنه يعمل على توسيع

المشاركة والنهوض بالتنمية المستدامة دون النظر إلى مداخلها ومخارجها واعتبروا هذه الخطوة صائبة وفي الطريق الصحيح .. (الثورة) استعرضت

رؤيتهم في السطور التالية :

في البداية يستعرض عبدالله الأكوع المحلل السياسي رؤيته ويقول : مما لا شك فيه أن الأقاليم ستوجد أجواء إيجابية وستكمل بعضها البعض من الناحية الاقتصادية خاصة والامكانيات الاقتصادية موجودة كالثروات الطبيعية والنفطية وغيرها فالتنوع الجغرافي في اليمن سيوزع النشاط بين كافة الأقاليم ومن مجمل هذا كله ستشمل التنمية المتوازنة كل مناطق اليمن كما أن الجانب الإيجابي في نظام الأقاليم يتمثل في عملية التنافس بين الأقاليم المختلفة كل بحسب ما يجيده من أدوار في المجال الاقتصادي والإنتاجي وبالتالي سيكون مردودها كبيراٍ جداٍ وعندما يصبح الاستثمار شأناٍ خاصاٍ بالإقليم ليس مرتبطاٍ بالمركز سنفاجأ خلال سنوات معدودة بأن الأقاليم المختلفة في اليمن قد انطلقت في المجال الاقتصادي والزراعي والصناعي وأوجه الإنتاج المتعددة تساعد في نهوض الدولة الاتحادية ككل.
ويضيف الأكوع: ما نريد أن نوضحه بأن الهوية الوطنية هو أمر مفروغ منه تماماٍ ولم يعد هناك جدل ولا نقاش حول الهوية الوطنية فمحدداتها واضحة ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني واضحة بأن أبناء اليمن يمتلكون نفس الفرص في أي إقليم كان ولا يوجد أولوية فكل إقليم في اليمن مفتوح لكل أبناء اليمن كذلك من محددات ومخرجات الحوار هو أن الشعب اليمني واليمن دولة واحدة عربية وإسلامية وأرضها واحدة لا تتجزأ وكل هذا الضمانات سيشملها الدستور لذا لا قلق على الهوية الوطنية وأن سمعنا من هنا وهناك أصوات نشاز.
ويتابع : عندما يلمس المواطن العدالة في الثروة والسلطة وتكافؤ الفرص لا شك بأنه سيعتز ويفتخر بهويته وانتمائه سواءٍ كان في صنعاء أو عدن أو حضرموت أو المحويت أو صعدة أو مأرب أو أي منطقة من مناطق اليمن وستحقق العدالة الانتقالية الاجتماعية الشراكة في السلطة والثروة.
الهوية لن تمس
فيما يرى الدكتور سامي السياغي رئيس مركز الدراسات السياسية والاستراتيجية في جامعة صنعاء أن الفيدرالية ستؤدي الدور المطلوب منها وفي المقابل كان هناك إشكالية حول الوحدة إلا أن نظام الأقاليم قد حل هذه الإشكالية بل وعزز من رسوخها وهذا الحل متمثل في الدولة الاتحادية والشكل الفيدرالي هو شكل أقل حدة من الوحدة الاندماجية المركزية وبها تجاوزنا دعوات بعض من لا يريدون مصلحة الوطن بدعواتهم التشطيرية ولا ريب أن الفيدرالية ستعزز الكفاءة المؤسسية من خلال توسيع عملية المشاركة والتنافس لأن كل إقليم سيسعى لإثبات جدارته في إدارة الموارد والتي ستكون أكثر دقة من السلطة المركزية وبالتالي تصبح السلطات التشريعية أقوى داخل كل إقليم لأن عدد السكان وستكون القدرة أكبر على متابعة المشاريع وعلى الرقابة أيضاٍ وبالتالي يصبح العمل المؤسسي أفضل.
وقال السياغي في حال استطاعت الأقاليم أن تكون ناجحة في عملها المؤسسي وتلبي احتياجات المواطنين وتزيد من وتيرة التنمية فإن هذا سيؤدي إلى تعزيز الانتماء للدولة الاتحادية أي أن تكون الأقاليم كلها تعمل بأداء عال وتعزز الولاء للوطن والعكس صحيح في حالة أن تكون بعض الأقاليم ضعيفة الموارد وإنتاجها لا يواكب متطلبات المواطنين فستصبح هناك مشكلة وتنشأ المنافسة السلبية بين الأقاليم لذا علينا أن نتغلب على جميع مشاكلنا ونخلص نوايانا من أجل الوطن.
ولا يرى الدكتور السياغي: بأن الهوية ستمس فالدولة ستظل واحدة والبطاقة الشخصية واحدة والجواز واحد لكل مواطن والهوية الوطنية واحدة للجميع والمهم هو نجاح الأقاليم في عملية توسيع المشاركة.
الدول الاتحادية ناجحة
من جانبه يقول الدكتور عبده العريبي مساعد مدير مركز الدراسات الاستراتيجية للشؤون العربية والدولية أن الأقاليم هي أحد ثمار مؤتمر الحوار الوطني وهي تحتاج إلى نضوج النخب السياسية المختلفة كما أنها ترتبط ارتباط كامل بالوفاق الوطني كون المصداقية هي أساس بناء الدولة الاتحادية وهي خطوة قوية جداٍ إذا ما تم تنفيذها وفق المعايير الصحيحة ولنا في تجارب الدول الاتحادية في العالم مثال واضح وناجح وعلى العموم السلطة المركزية الشديدة هي التي أوصلتنا إلى كل هذه المشاكل التي نعيشها وفي الدولة الاتحادية ستكون للأقاليم صلاحيات مالية وإدارية وتنظيمية وهذا يعزز من مبدأ التنافس وتوزيع وتنوع الموارد واعتقد بل واجزم بأن النظام الفيدرالي هو أفضل الأسلحة التي تدمر وتقضي على الفساد ولأن الرقابة ستكون شديدة في كل المؤسسات داخل الأقاليم.
ويردف : التنوع في مختلف بلدان العالم كالهند وبلاروسيا وحتى أمريكا هناك مئات اللغات والطوائف ومع هذا فهي دول ناجحة في الجانب الاقتصادي والسياسي والصناعي ونحن في اليمن مستوى التباين فيما يتعلق بالعادات والتقاليد وفي كل محافظات الجمهورية اليمنية يكاد يكون معدوماٍ وكأننا قرية واحدة وبالتالي نظام الأقاليم سيفيد من التنافس والكفاءة كلاٍ في إطار إقليمه لتجتمع كل هذه النجاحات في المركز فلا خوف من مسألة الهوية أبداٍ والمهم أن تلتزم القوى السياسية بنبذ ثقافة الفئوية والجهوية والحزبية ويجب أن ندرك بأن خيرات هذا النظام الفيدرالي الاتحادي سيعم كل اليمن وبالعكس هذا النظام سيرسخ الهوية الوطنية لأن المواطنين سيلمسون خيرات وفوائد أكبر من ذي قبل وهذا ما أثبته واقع الدول الاتحادية في كل أنحاء العالم.
الحل الأمثل
(ليس هناك ما يدعو للخوف من الدولة الاتحادية) هذه رؤية الدكتور عبدالباري دغيش رئيس فريق العدالة الانتقالية في مؤتمر الحوار ويضيف : علينا أن نعترف بالأخطاء التي حصلت في الماضي والتي أدت إلى تراجع ثقافة التعايش وهذا أمر خطير وبالتالي من المهم أن تتعايش جميع الفئات تحت ظل دولة واحدة ونحاول أن نجد الحلول للخلافات بالطرق السليمة والحوار الوطني كان أحد هذه الحلول ومنها أيضاٍ الدولة الاتحادية بأقاليمها الستة والفترة الراهنة بحاجة إلى أن تتكاتف الجهود وحشدها من أجل الخروج من أوضاع اليمن الصعبة وهناك من يفكر بأن هذه الأقاليم ستعمل على تجزئة اليمن أنا اعتقد بأن هذه النظرات متشائمة ولا تنظر أساساٍ إلى الواقع وواقع حالنا يقول بأن هناك كيانات ونسبة دويلات.
ويضيف : الحل الوحيد هو في دولة اتحادية لا تنقص أساساٍ من الوحدة اليمنية بل تتيح بأن تتوزع الأنشطة في كل أنحاء اليمن على أن تبقى السلطة السيادية في المركز وأن أرى بأن نظام الدولة الاتحادية سيكون حلاٍ لكل مشاكلنا والمستقبل سيثبت لنا ذلك.
قوة الدولة
ويشير د. عبدالباقي شمسان أستاذ علم الاجتماع السياسي بجامعة صنعاء إلى ضرورة إيجاد خطة تعمل على توزيع السلطة والمهام بين الأقاليم وأن تعمل على تعبئة الناس بالثقافة الوطنية التي توحد من الهوية الأم التي هي اليمن ويجب أن يتم تعزيز قوة الدولة بحيث تصبح الجماعات التي تتحيز حول طائفتها ومصالحها الذاتية أمام الأمر الواقع كما أن الإقصاء والتهميش يجب أن يندثر في الدولة الاتحادية والأهم في هذه الفترة أن لا نخاف من توزيع الدولة إلى 6 أقاليم مادمنا سنضع استراتيجية متكاملة ومنظمة تعمل على توحيد الهوية وفي نفس الوقت إعطاء المزيد من المشاركة الفعالة لكل المكونات في إطار الأقاليم المختلفة سواءٍ في العدالة الاجتماعية والمواطنة المتساوية.
ويتابع بالقول : الفيدرالية بحاجة إلى وعي مجتمعي كما أن مقوماتها نبذ سياسة الإقصاء وسياسة الهيمنة على الموارد بما يساعد في نجاح العمل المؤسسي في كل القطاعات ومن الخطأ أن ننتقل إلى الدولة الاتحادية وأن ينفس الآليات القديمة وهذا بحد ذاته سيؤدي إلى نتائج كارثية لذا نقول يجب أن نواكب الدولة الاتحادية بكل تفاصيلها الجوهرية وبالفعل سننجح كسابقاتنا من الدول الاتحادية المختلفة في العالم.
من جانبها تحدثت الدكتورة سامية الأغبري الصحافية والأكاديمية عن وجهه نظرها حيث قالت : قبل أن نشرع في تنفيذ هذا النظام الاتحادي الجديد على الدولة أن تفرض هيبتها على كل المناطق وأن تقوم بنزع السلاح من جميع الأطراف فمن غير المعقول أن نقيم دولة اتحادية من ستة أقاليم وهناك من يرفع السلاح ويبسط نفوذه في عدد من مناطق اليمن.
وإضافة: علينا أن ندرك بأن نجاح المؤسسات ووحدتها يعني فرضها لسيادتها على كل شبر في الوطن كما أن الفيدرالية تعني المواطنة المتساوية نحن مع الدولة الاتحادية ضمن ما يتطلبه ذلك لأجل مصلحة جميع فئات الشعب وبما يحفظ أمن واستقرار الوطن وعموماٍ الهوية اليمنية واحدة لو طبقت كل القوانين على جميع الفئات بحيث يصبح هناك رضا تام من المواطنين وقناعة تامة بالأقاليم والولاء لليمن الأم.
ويشير أحمد عبده العواضي رئيس اللجنة التحضيرية لحركة التغيير والديمقراطية إلى أن الأقاليم ستمثل كل اليمنيين بلا استثناء وقال : التجانس في الإقليم الواحد سيكون أكبر من الناحية الاجتماعية وفي الغالب سيكون التفاهم أكبر وأقرب لاختيار مسار التنمية والبناء في الإقليم وهكذا في الأقاليم الأخرى مما يخلق الحافز وتناغم عام لبناء الدولة على أساس مؤسسي بشكل عام فمثلاٍ إقليم سبأ تتجانس فيه مأرب والجوف والبيضاء في الجانب الاجتماعي والموروث الثقافي وبالمثل إقليم الجند وهكذا إقليم آزال وفي الأخير اليمن يجمعها أسلاف وعادات وتقاليد متقاربة جداٍ لذا ليس هناك أي قلق فيما يخص الهوية الوطنية والأهم هو أن نستفيد من تجارب الدول الاتحادية الأخرى كالإمارات مثلاٍ والتفاؤل كبير بنجاح مخرجات مؤتمر الحوار الوطني وتطبيقها على أرض الواقع.

قد يعجبك ايضا