دول الخليج تدعم بثبات أي خيارات توافقية تلبي تطلعات الشعب اليمني


حاوره/ محمــد محمـد إبراهيم –
نجاح الحوار تتويج مشرف عزز الثقة لقدرة الشعب اليمني على مواصلة مسيرة التحول السياسي وتجاوز التحديات
حريصون على حشد الدعم الدولي لتلبية احتياجات اليمن التنموية
زيارة الرئيس هادي للكويت كانت مثمرة والكويت التزمت بتقديم كافة أوجه الدعم لمساندة اليمنيين
على عكس توقعات العالم مضت المرحلة الأولى والأهم في مسار التسوية السياسية اليمنية بْخِطى ثابتة محققة نجاحاٍ مشرفاٍ عزز الثقة بقدرة الشعب اليمني على مواصلة مسيرة التحول السياسي وتجاوز المعوقات.. بهذا التفاؤل والاعتزاز تحدث رئيس بعثة مجلس التعاون الخليجي في صنعاء المهندس سعد العريفي ملخصاٍ أبرز محطات التسوية السياسية اليمنية ومجريات الحوار الوطني الشامل..
سعادة السفير العريفي -الذي ظل منذ البداية حتى اللحظة متحركاٍ بوتيرة عالية من الإخلاص لترجمة مواقف مجلس التعاون الخليجي الداعمة لمسار التسوية السياسية اليمنية إلى واقع عملي –أوضح في حوار صحفي خاص لـ(الثورة) أن فترة ما بعد الحوار الوطني ستشهد تنفيذ المرحلة الثالثة من المبادرة الخليجية والتي تشتمل على حزمة حيوية من الاستحقاقات المتمثلة في صياغة الدستور والاستفتاء عليه وغيرها منبها اليمنيين إلى ضرورة رفع وتيرة التفاعل الصادق لتجاوز التحديات الأمنية التي تحاول تهديد مسار التسوية والوفاق الوطني..
وفي استشرافه لمحطات ما بعد الحوار الوطني جدد العريفي ثبات مواقف دول مجلس التعاون الخليجي الداعمة لأي خيارات توافقية تلبي تطلعات الشعب اليمني متطرقاٍ إلى مجمل القضايا ذات الصلة بالتحديات التي تقف في المستقبل وممكنات التغلب عليها وأوجه الدعم الذي ستبذله دول المجلس باتجاه تنفيذ كافة خطوات المبادرة الخليجية وغيرها من القضايا .. …….. …… إلى تفاصيل الحوار:

• مؤخراٍ تم إقرار اعتماد اليمن دولة اتحاديه من ستة أقاليم هي الخطوة التي تعد العتبة الأولى لتنفيذ مخرجات مؤتمر الحوار الوطني.. بداية سعادة السفير كيف تنظرون إلى ما تم التوافق عليه بين كافة المكونات اليمنية باتجاه النظام الاتحادي¿
– في البدء أود أن أجدد باسمي شخصيا وأعضاء بعثة مجلس التعاون لدى الجمهورية اليمنية التهنئة للقيادة السياسية اليمنية ممثلة في فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي وحكومة الوفاق والشعب اليمني بكافة شرائحه الاجتماعية بالنجاح الذي توج أعمال مؤتمر الحوار الوطني وانتهز هذه الفرصة من خلال صحيفتكم الغراء للتأكيد على ثوابت مواقف دول مجلس التعاون الداعمة لأي خيارات توافقية يتم اعتمادها من قبل المكونات السياسية والمجتمعية اليمنية وتلبي تطلعات الشعب اليمني وما تم التوافق عليه من تحديد لعدد الأقاليم في الدولة الاتحادية اليمنية القادمة وهو شأن يمني عبرت عنه الإرادة السياسية والشعبية للمكونات اليمنية التي تحظى بدعم وتأييد دول مجلس التعاون والدول الأخرى الراعية للمبادرة الخليجية .
الإرادة اليمنية
• بعد الاختتام الناجح لمؤتمر الحوار الوطني سيبدأ اليمنيون مرحلة التنفيذ العملي للمخرجات.. وانطلاقاٍ من قربكم ومتابعتكم لسير مجريات المرحلة الماضية.. برأيكم ما هي طبيعة التحديات والصعوبات التي تكتنف مسار تنفيذ المخرجات والانتقال إلى الدولة الاتحادية¿
– العملية السياسية القائمة في اليمن استنادا للمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية منذ تدشينها وهي تواجه تحديات جسيمة وصعوبات كبيرة ورافق البدء في تنفيذ بنود المبادرة توجسات موضوعية من إمكانية النجاح لكن بفضل الله تعالى وتوافر الإرادة السياسية والشعبية اليمنية والدعم الأقليمي والدولي القوي والمستمر تمكن اليمنيون من تجاوز هذه التحديات والصعوبات ومثل الاختتام الناجح لمؤتمر الحوار الوطني تتويجا مشرفا ومرضيا عزز الثقة بقدرة الشعب اليمني على مواصلة مسيرة التحول السياسي وتجاوز المعوقات.
فترة ما بعد الحوار الوطني سيشهد تنفيذ المرحلة الثالثة من المبادرة الخليجية والتي تشتمل على حزمة حيوية من الاستحقاقات المتمثلة في صياغة الدستور ويتبع ذلك الاستفتاء عليه بعد استكمال إعداد السجل الانتخابي الالكتروني الذي يجرى العمل حاليا على إنجاز إعداده تمهيدا لإجراء الانتخابات .
• إلى أي مدى ساهمت القرارات والإجراءات التي اتخذتها القيادة السياسية اليمنية ممثلة بالرئيس عبدربه منصور هادي في تذليل الصعاب التي اكتنفت المرحلتين الأولى والثانية من تنفيذ المبادرة الخليجية.. ¿
– الرئيس عبدربه منصور هادي –رئيس الجمهورية – أسهم من خلال قراراته الشجاعة بدور محوري في الدفع بخطوات تنفيذ بنود المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية إلى الأمام واستطاع رغم الصعوبات الحفاظ على الوفاق الوطني وهو الأمر الأهم الذي ذلل الصعاب تجاوز الأزمات التي اعترضت مسار التسوية السياسية المرتبطة بمجريات الحوار الوطني الشامل…
• كيف تنظرون إلى تصاعد التحديات الأمنية التي قد تعيق مساعي تنفيذ مخرجات الحوار¿ وما هو موقف دول المجلس الداعم لجهود القيادة السياسية..¿
– المشكلة الأمنية قطعا تتصدر قائمة التحديات التي تواجه العملية السياسية والمساعي المبذولة لتنفيذ مخرجات الحوار والتصعيد القائم والمستمر للأوضاع الأمنية في اليمن يمثل عائقا مفتعلا تسعى من خلاله بعض الأطراف الأنانية إلى التأثير السلبي على العملية السياسية والحد من التقدم المضطرد الذي أحرزته هذه العملية التي توجت بنجاح مؤتمر الحوار والتوافق الوطني على مخرجاته وآليات تنفيذها.. وبالنسبة لموقف دول مجلس التعاون الخليجي الداعم لجهود القيادة السياسية.. فدول مجلس التعاون تساند وتؤيد بقوة كافة الإجراءات التي تتخذها القيادة السياسية اليمنية بهدف تعزيز أمن واستقرار اليمن وهو ما عبر عنه معالي الأمين العام الدكتور عبد اللطيف الزياني.
• بالنظر إلى طبيعة التحديات التي ستواجه عملية التحول السياسي والانتقال إلى الدولة الاتحادية وتنفيذ مخرجات مؤتمر الحوار واستكمال تنفيذ المرحلة الثالثة من المبادرة الخليجية.. هل ثمة توجهات لدى دول مجلس التعاون لزيادة الدعم المقدم لليمن لمساعدة اليمن على مواجهة هذه التحديات¿
– دول مجلس التعاون مستمرة في دعم اليمن منذ عقود وخلال العامين الماضيين قدمت كافة أوجه الدعم السياسي والاقتصادي والتنموي لمساعدة اليمن على مواجهة تحديات المرحلة الانتقالية الصعبة وهي بذات القدر من الالتزام الأخلاقي والإنساني والأخوي تجاه الشعب اليمني ستواصل دعمها للعملية السياسية في اليمن خلال المرحلة القادمة التي ستكرس لتنفيذ مخرجات مؤتمر الحوار وقد بادرت دول المجلس انطلاقا من استشعارها بهذا الالتزام بحشد الدعم الإقليمي والدولي والترتيب بالتنسيق مع الحكومة اليمنية لانعقاد الاجتماع السابع لمجموعة أصدقاء اليمن وستستضيف الرياض اجتماعا رفيع المستوى للدول والمنظمات الإقليمية والدولية الأعضاء في مجموعة أصدقاء اليمن لمناقشة القضايا المتصلة باحتياجات اليمن خلال المرحلة القادمة وتعزيز الدعم السياسي والاقتصادي للعملية السياسية القائمة.
كما لا يفوتني هنا أن أنوه بالزيارة التي قام بها فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي مؤخرا لدولة الكويت والتي أثمرت عن نتائج إيجابية وطيبة من خلال تأكيد القيادة السياسية الكويتية ممثلة في سمو الشيخ صباح الأحمد الصباح أمير دولة الكويت استعداد دولة الكويت لتقديم كافة أوجه الدعم اللازمة لتعزيز أمن واستقرار اليمن ومساندة عملية التحول السياسي وتنفيذ مخرجات مؤتمر الحوار .
• ماذا عن دور بعثة مجلس التعاون في اليمن خلال المرحلة القادمة الحافلة بالاستحقاقات الملحة والتحديات الكبرى¿
– بعثة مجلس التعاون لدى الجمهورية اليمنية أسهمت بدور فاعل ومؤثر وقد صدر قرار تأسيسها في شهر يوليو 2012م وبدأت العمل بصنعاء في أكتوبر 2012م في تعزيز قنوات الدعم المقدم من دول مجلس التعاون لليمن على الصعيدين السياسي والاقتصادي واضطلعت بدور محوري في متابعة تنفيذ بنود المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ودعم مؤتمر الحوار الوطني الذي تميز حفل اختتامه في الـ25 من شهر يناير المنصرم بمستوى تمثيل سياسي رفيع المستوى لدول مجلس التعاون جسده الحضور الشخصي لرئيس المجلس الوزاري لدول المجلس والنائب الأول لرئيس الوزراء وزير الخارجية بدولة الكويت معالي الشيخ صباح خالد الحمد الصباح ومعالي الأمين العام لمجلس التعاون الدكتور عبد اللطيف الزياني وقد توج هذا الحضور والتمثيل الرفيع جهود حثيثة بذلتها بعثة مجلس التعاون من خلال الترتيب والتنسيق الهادف إلى تقديم رسالة دعم قوية من دول المجلس لليمن قيادة وحكومة وشعبا..
أخيــراٍ
• أخيراٍ سعادة السفير.. كيف تنظرون إلى مستقبل اليمن في ظل الدولة الاتحادية¿
– أخيراٍ.. نتمنى أن تسهم كافة القوى والمكونات السياسية والاجتماعية اليمنية وعلى رأسهم الشباب والمرأة في دعم تنفيذ الخيارات التي تجسد وتلبي تطلعات الشعب اليمني الذي عاني طويلاٍ.. وأن يغلب الجميع مصلحة اليمن على المصالح الذاتية ونتطلع أن يسهم الجميع في دعم الترويج الفاعل لمخرجات مؤتمر الحوار الوطني ودول مجلس التعاون ستظل كما عهدها الشعب اليمني في مقدمة الداعمين لأمن واستقرار اليمن والمساندين لخياراته المشروعة في الوصول إلى المستقبل الأفضل.

قد يعجبك ايضا