الإشـارات الـضـوئــية.. ديكـور أم ثـقافة مـرورية ¿


شرطة السير: نقوم بدور الإشارات الضوئية والسبب عدم التزام السائقين بها
مكتب الأشغال: شحة الامكانيات تحول دون إجراء الصيانة
سائقون: بعض الإشارات تعمل والأخرى معطلة.. ورجل المرور لا يلتزم بها
“الإشارة” هي المنظم الثاني لحركه السير في الجولات بعد المرور والمسئولة الرئيسية في ذلك أثناء غيابه هذا ما يحصل إذا كانت في كامل قواها ..أما إذا أكل الدهر عليها وشرب وصارت ذكرى لأضواء نظمت حركة السير في السابق فالأمر هنا مغاير تماماٍ وقد نعود به الى الإهمال وعدم الاكتراث من قبل الجهات المختصة…
أما بالنسبة للسائق فقد بات لا يؤمن بهذه الثقافة وأصبحت العشوائية في الجولات وتحت الجسور منظراٍ مألوف في شورع العاصمة (ما إن يغيب رجل المرور لدقائق) والسبب غياب ثقافة الالتزام بقوانين المرور والحالة المزرية التي تعيشها تلك الإشارات وضعف أضوائها في النهار إن وجدت …إشارات معطلة وسائقون يشكون حالها ..نتابع في هذا التحقيق ماذا يجري

إشارات المرور عن أي إشارات تتحدث هكذا بدأ ماجد العامري /موظف علاقات عامة في شركة يو اس كو حديثة ثم أضاف (أنا لا أشاهد إشارات المرور إلا في بعض الجولات داخل العاصمة و إن وجدت فلا أحد يلتزم بها حتى المرور نفسه هذه هي الحقيقة المؤسفة أما باقي الجولات فإن الإشارات لا تعمل والبعض الآخر منها مكسرة ومربوطة بالخيوط التي ينشر فيها الغسيل وهناك أعمدة لأضواء المرور يستخدمها البعض لتعليق الإعلانات التجارية لتتحول بعدها إلى عمود للإعلان وتابع: لا أدري حقيقة ما السبب وراء كل ذلك فكل ما أعلمه في الوقت الحاضر أن إشارات المرور تعاني من الإهمال وعدم الاكتراث سواء من قبل السائق أو من قبل الجهات المختصة من حيث صيانة هذه الأضواء أو ضعف التوعية الإعلامية بأهمية الالتزام بقوانين وإشارات المرور .

(إهمال جماعي )
سمير مشورة /سائق تاكسي قال بعد أن ضحك قليلاٍ حين سألته عن اشارات المرور نسيت أن هناك شيئاٍ موجوداٍ في الواقع يدعى إشارة مرور وذلك بكل بساطة يعود الى أن غالبية الجولات لا توجد فيها ما تبحث عنه وحتى وإن افترضنا أنها موجودة فمن سيلتزم بها ما دام المرور نفسه لا يلتزم بها فهي كما يقولون (مغني جنب أصنج) فأوقات كثيرة تكون الإشارة حمراء والمرور يشير لنا بالحركة والعكس .
وتساءل مشورة لا أدري لما تهمش تلك الإشارات من قبل رجل المرور والسائق نفسه وأتعجب في نفس الوقت عن سبب تركها بهذا الحال من قبل الجهات المختصة وفي الأخير يعود كل الضرر على رأس السائقين وأضاف: لقد تعودنا على إشارات يد المرور وحين يغيب لدقائق عن الجولة الجميع يحاول المرور بطريقته العشوائية مما يتسبب بزحمة تستمر وقتاٍ طويلاٍ حتى يطل على الجولة رجل المرور.

(إعاقة الحركة )
تشغيل أضواء الإشارة قد يعيق حركة السير في كثير من الأحيان هكذا فسر منير الحوباني رجل مرور بجولة الثلاثين سبب عدم الاهتمام بإشارات المرور وصيانتها وأضاف قائلاٍ :في الجولة الواحدة كما تعلم أربعة خطوط وكثيراٍما تكون أحداها مزدحمة للغاية وأخرى لا يتواجد فيها سوى بعض من السيارات وهنا تكمن المشكلة فإشارات المرور مؤقتة بتوقيت واحد وإذا ما تم الاعتماد عليها فإن الخطوط ستمر بكل سهولة وأخرى ستعرقل وتنتظر طويلاٍ لذا فأنا أقوم بهذا الدور واهتم بتنسيق الأمر بعدالة لمرور السيارات في الجولة التي أعمل فيها بحيث لا يتعرقل أحد الخطوط بشكل يزعج السائقين .
لكنه استدرك بالقول هذا لا يعني أن اشارات المرور غير مهمة فهي فعلاٍ كذلك إذا كان المواطن يمتلك ثقافة احترام قوانينها فأن ذلك سيعود بالإيجاب على الجميع ومن ضمنهم أنا فكثيرة هي المرات التي أريد الذهاب لشراء ماء أو لدخول دورة المياه ولكني لا أستطيع فإذا ذهبت لفعل ذلك فإني سأعود والسيارات متداخلة فيما بينها وحينها أحتاج لجهد كبير لإعادة تنظيم حركة السير .

(جهود مضاعفة )
رجل المرور يبذل جهداٍ مضاعفاٍ يشكر عليه أثناء قيامه بالعمل فهو يحل محل الإشارة ويقوم بعمله على أكمل وجه لا بل يزيد على ذلك الجهد الكثير هذا ما أكده لنا العميد /عبد الرزاق علي المؤيد /نائب مدير عام إدارة شرطة السير في وزارة الداخلية ويضيف نحن لا نتحمل مسئولية تركيبها وإصلاح الإشارات التالفة في الجولات والجسور فالجهة المسئولة عن ذلك هي أمانة العاصمة والأشغال ونحن بدورنا نناشد الجهات المختصة القيام بعملها لإعادة تأهيل وتركيب الإشارات التالفة لكي يستطيع رجل المرور القيام بعمله على أكمل وجه وللتخفيف عنه وقال: رجل المرور يقوم بأدوار أخرى إلى جانب عمله بالإضافة إلى أنه لا يستطيع أن يترك الجولة لخمس دقائق لأي سبب كان وهذا ما يثقل كاهل المرور ويجعل عمله صعباٍ .ودعا السائقين إلى الإعلاء من قيمة النظام وأن يلتزموا بقوانين السير حينها ستسهل مهمتنا ومهمة رجل المرور
(ضعف الامكانيات )
المهندسة هيفاء فيصل سعيد مكتب الأشغال بأمانة العاصمة تفيد قائلة: نحن نتوجه صوب الإشارات التي تعطلت فور إبلاغنا مباشرة و نقوم بإصلاحها اذا كان بإمكاننا فبعض الإشارات المرورية تتعرض لتلف بسيط هنا يمكننا تدارك الموقف ولكن هناك اشارات قد أعطبت وأصبحت لا تؤدي وظيفتها وتحتاج للتغيير ولكن ضعف الامكانيات المادية هو ما يحول بيننا وبين تغييرها بأخرى جديدة وأكدت على أنه وليست الإشارات التي في الجولات وحدها من تعاني التلف فإشارات الجسور هي الأخرى تتعرض للكسر من قبل الناقلات العملاقة وهذا لا يعني أننا لا نهتم بأمر تلك الإشارات فهي مهمة للغاية وللأسف الشديد فإن غياب الثقافة المرورية لدى المواطن سبب آخر في بروز العشوائية في الجولات التي تعمل فيها الإشارات ويغيب عنها رجل المرور حتى لوقت قصير .
تصوير /مراد مبروك

قد يعجبك ايضا