الفيدرالية ستعزز من وحدة وكفاءة العمل المؤسسي


الهوية الوطنية أمر محسوم ومن يدعي غير ذلك عليه مراجعة نواياه
التوافق السياسي سيعمل على استتباب الأمن.. وهذا هو المطلوب اليوم
كل الأحزاب معنية بتنفيذ وتطبيق مخرجات مؤتمر الحوار
كل تجارب الدول الفيدرالية ناجحة وبكل المقاييس
قال الأمين العام لحزب العدالة والبناء وعضو مجلس النواب عبدالعزيز جباري أن قرار لجنة الأقاليم كان خطوة قوية وفي الطريق الصحيح وعلى جميع القوى السياسية والمنظمات المدنية والشباب والمرأة أن يلتفوا حول هذا المشروع الوطني العظيم لما فيه مصلحة الوطن العليا وعليهم أن يدركوا بأن تطبيق مخرجات الحوار الوطني فيه مخرج لكل اليمنيين.
وأكد جباري في حوار مع (الثورة) أن على الدولة أن تبسط هيبتها على كل شبر في أرض الوطن وهذا مطلب كل الشعب اليمني وأن تسعى الأحزاب السياسية إلى التنافس الشريف وأن تسلك طريق الديمقراطية ولها الحق في الوصول إلى مواقع القرار عبر الانتخابات القادمة.
ووصف تجارب الدول الفيدرالية في العالم بالناجحة بكل المقاييس والأهم هو كيفية إدارتنا لهذه الدولة بكفاءة عالية علماٍ بأن الفيدرالية تعزز من توسيع المشاركة والاستفادة لكل أبناء الوطن ولا تتنقص من الهوية الوطنية شيء فالدولة واحدة والعلم واحد والانتماء واحد .. إلى تفاصيل الحوار :
* نبدأ من الحدث الأبرز وهو قرار لجنة الأقاليم¿
– هذا قرار إيجابي كونه يحد من المركزية الشديدة ويوزع السلطة في كل الأقاليم وبناء عليه سيصبح هناك عدالة في توزيع الثروة فالعملية هي عبارة عن توزيع إداري ليس إلا وإعطاء صلاحيات أكبر للأقاليم وبما يساعد في نهوض البلد ككل تنموياٍ واقتصادياٍ.
فرض هيبة الدولة
* ما رأيك في إعلان البعض تخوفه ورفضه لتوزيع اليمن إلى 6 أقاليم بحجة أنه تقسيم مناطقي¿
– هذا التخوف ليس في محله وهو غير واقعي كون مخرجات مؤتمر الحوار الوطني صاغتها كل القوى السياسية ومنظمات المجتمع المدني والمرأة والشباب وبالتالي أي مكون سياسي يحاول عرقلة مخرجات الحوار أياٍ كانت فإنه يقف أمام مصلحة الوطن.. علماٍ بأن كافة القوى السياسية تدرك بأن الدولة الاتحادية هي أفضل الحلول والوفاق السياسي هو العامل الرئيسي لنجاحها.
* ماذا عن المطالبات بنزع السلاح من بعض القوى وفرض هيبة الدولة لإقامة الدولة الاتحادية¿
– مخرجات مؤتمر الحوار الوطني أكدت أن على الدولة أن تبسط نفوذها في كل شبر في اليمن وأن من يمتلك السلاح هي الدولة وعلى كل الجهات أن تسلم السلاح السيادي للدولة هذا الاتفاق وقعت عليه كل الأطراف حتى تلك التي تمتلك هذا السلاح وبالتالي من يطالب بفرض هيبة الدولة ونزع السلاح كلامه صحيح وهو مطلب كل الشعب اليمني ويجب على كل الأطراف أن تقدم مصلحة اليمن على مصالحها وأن تبادر إلى تعزيز الأمن والاستقرار وأن تتجه إلى التنافس الشريف وأن تسلك طريق الديمقراطية وإقناع الناس بمشاريعهم ولهم الحق في الوصول إلى مواقع القرار عبر الانتخابات.
* وما الذي يقع على عاتق الأحزاب السياسية خلال هذه الفترة¿
– الجميع معني بتنفيذ مخرجات الحوار ولا يحق لأي حزب سياسي أو جماعة التنصل من تنفيذ هذه المخرجات أو محاولة الالتفاف على هذا المشروع الوطني الكبير وعليهم أن يدركوا بأن تطبيق المخرجات فيه مخرج لكل اليمنيين وأي جهة لها طموح سياسي عليها أن تستثمر هذا الطموح في بناء اليمن وكسب ثقة الجماهير أولاٍ وأخيراٍ.
العمل المؤسسي
* هل تعتقد بأن (الفيدرالية) ستعزز من وحدة وكفاءة العمل المؤسسي¿
– نعم وأنا أتصور بأن كل إقليم سيحقق أعلى درجات الإدارة والكفاءة فمثلاٍ عدن كمحافظة لها وضع خاص أتصور بأنها ستنجح نجاحاٍ باهراٍ في إدارة مؤسساتها بشكل أفضل من الإدارة المركزية كذلك أقليم حضرموت سيكون له وضع اقتصادي متقدم بحكم أن أبناء حضرموت يمتلكون القدرة الكبيرة والمؤهلات والكوادر البشرية التي تستطيع تطوير هذا الإقليم في كل المجالات أيضاٍ إقليم تهامة سيصبح له الدور الرائد في المجال الزراعي فالمؤشرات كلها إيجابية وتقول بأن وضع البلد سيستقر إلى الأفضل وكل هذا بتكاتف جميع أبناء اليمن.
* يدعي بعضهم أن (الهوية الوطنية) لن تعززها الدولة الاتحادية¿
– بالعكس من ذلك إذا شعر المواطن ولمس خيرات هذا النظام الاتحادي وتوسعت دائرة المشاركة فإن انتماءه سيزيد وعموماٍ الهوية الوطنية أمر محسوم ومن يدعي غير ذلك فليراجع نواياه أولاٍ وما دمنا ارتضينا جميعاٍ النظام الفيدرالي فإننا نضع مصلحة الوطن أمام أعيننا وهذا بحد ذاته شعور وواجب مقدس تجاه هويتنا وانتمائنا لليمن.
الوضع الأمني
* ترى العامل الأمني عاملاٍ رئيسياٍ لنجاح الدولة الاتحادية¿
– الوضع السياسي ينعكس انعكاسا إيجابيا على الوضع الأمني فإذا كانت حالة الوفاق السياسي في أفضل حالتها فإن ذلك سيعزز من أمن واستقرار الوطن ويساعد بالتالي في المشاركة الإيجابية للمواطن فكل هذه العوامل عوامل رئيسية وأهم شيء لإقامة الدولة الاتحادية تحسن الوضع السياسي كذلك أن تنتهي مصالح بعض القوى غير المشروعة والتي لا تخدم الصالح العام فإذا توفرت كل هذه العوامل فستتوج مخرجات الحوار الوطني بالنجاح.
* كيف ترى تجارب الدول الفيدرالية في العالم¿
– تجارب الدول الاتحادية في العالم ناجحة أما تجربتنا نحن فتعتمد علينا كيمنيين إذا أحسنا إدارة هذه الدولة الاتحادية وسلكنا نفس السلوك الذي سلكته هذه الدول فبالتأكيد سننجح وكثير من الدول الناجحة في العالم هي دول فيدرالية كالولايات المتحدة وألمانيا والهند وماليزيا وكلها استطاعت أن تحقق تقدماٍ اقتصادياٍ واستقراراٍ سياسياٍ واستقراراٍ أمنياٍ والأهم هو أن نحسن إدارة هذه الدولة.
* هل أنت متفائل بنجاح اليمن في مشروعها الوطني القادم.. وماذا عن الأوضاع الأمنية الراهنة¿
– نعم.. ولكن علينا أن نقف صفاٍ واحداٍ لبلورة هذا التفاؤل في شكل أعمال ناجحة وأنا أقول من يريد أن يحكم الناس بالحديد والنار وبالعنف والقتل فإن هذا المشروع لن يرى النور ولن يقبله اليمنيون واستخدام الدين لأهداف سياسية يسيء إلى أصحاب هذه المشاريع ومن أراد أن يصل إلى السلطة من الطوائف والجهات والتكوينات عبر الممارسات لن ينجح فالعالم يتجه الآن نحو الديمقراطية والانتخاب عبر الصندوق ونحن دستورنا يؤكد ذلك ومخرجات الحوار تحتكم إلى هذا الطريق الديمقراطي ومن يريد أن يعود باليمن عشرات السنين إلى الحوار بمشاريع عفا عليها الزمن لن يصل إلى ما يهدف إليه فالمشاريع الفئوية والطائفية لا تستطيع أن تصل بصاحبها إلى مركز القرار أبداٍ أما المشاريع الكبيرة والوطنية والجامعة فهي تلقى القبول من الناس ورأي الناس وعبر الصناديق هو القرار الوحيد الذي سيحدد مستقبل اليمن وقوة الدولة وقوة مؤسساتها وهذا كله هو ما سيوصل إلى تنفيذ كل مطالب الشعب.

قد يعجبك ايضا