باكستان تؤكد فتح أجوائها لإمدادات «الناتو»

 - أقرت باكستان أمس بأنها سمحت لحلف شمال الأطلسي “الناتو” باستخدام أجوائها لنقل الإمدادات للقوات الدولية للمساعدة الأمنية “إيساف” المتمركزة في أفغانستان وذلك بعد شهرين من إغلاقها الحدود أمام الشاحنات إثر توتر في العلاقات مع الولايات المتحدة. ويأتي الإعلان عن هذا التطور غداة اتهام إسلام آباد لواشنطن بالتدخل في إقليم بلوشستان المضطرب جنوب غرب البلاد محذرة من تداعيات تزيد التوتر الحالي في العلاقات بين البلدين بعد سلسلة من الأزمات. في غضون
عواصم (وكالات) – –
أقرت باكستان أمس بأنها سمحت لحلف شمال الأطلسي “الناتو” باستخدام أجوائها لنقل الإمدادات للقوات الدولية للمساعدة الأمنية “إيساف” المتمركزة في أفغانستان وذلك بعد شهرين من إغلاقها الحدود أمام الشاحنات إثر توتر في العلاقات مع الولايات المتحدة. ويأتي الإعلان عن هذا التطور غداة اتهام إسلام آباد لواشنطن بالتدخل في إقليم بلوشستان المضطرب جنوب غرب البلاد محذرة من تداعيات تزيد التوتر الحالي في العلاقات بين البلدين بعد سلسلة من الأزمات. في غضون ذلك أفادت الشرطة الباكستانية بالإفراج عن موظف في السفارة الأميركية بعد احتجازه للتحقيق معه أمس وذلك بعدما عثر مسؤولو أمن في مطار على رصاص في أمتعته أثناء سفره من مدينة بيشاور شمال غرب باكستان إلى إسلام آباد. وفي تطور آخر أعربت الحكومة الباكستانية أمس عن “ثقتها التامة” في رئيس الوزراء يوسف رضا جيلاني الذي اتهمته المحكمة العليا بمخالفة قراراتها مما يمكن أن يؤدي إلى إقالته من منصبه الأمر الذي قابله جيلاني بالشكر مؤكداٍ أنه باق في منصبه بفضل دعم أعضاء البرلمان وزملائه في الحكومة والتحالف الحكومة. وبالتوازي ذكر مسؤولون أفغان أن الرئيس حامد كرزاي سيضغط على باكستان لتأمين موافقتها على تسهيل لقاء قياديين في “طالبان” وذلك عندما يقوم بزيارة إسلام آباد الأسبوع الحالي في محاولة لإعطاء زخم لعملية السلام المتعثرة مع المسلحين الذين يقاتلون كابول.
ونقل مسؤول عن وزير الدفاع الباكستاني أحمد مختار أثناء حفل رسمي في إسلام آباد أمس أن بلاده أعطت الإذن لقوات الناتو بنقل المواد الغذائية عبر أجوائها إلى قوات حلف الأطلسي بأفغانستان. وقال مختار “بما أن المواد الغذائية قابلة للتلف فقد سمحنا لحلف الناتو بنقلها جواٍ إلى أفغانستان.. أبلغناهم بنقل المواد إلى خارج الحدود جواٍ على ألا يجلبوا المزيد منها في الوقت الراهن”. وكان السفير الأميركي لدى إسلام آباد كاميرون مونتر ذكر الأسبوع الماضي أن الناتو يواصل نقل امدادات إلى أفغانستان رغم إغلاق باكستان لحدودها أمام شاحنات الحلف وناقلات الوقود منذ 26 نوفمبر الماضي. وتوترت العلاقات بين باكستان والولايات المتحدة على نحو غير مسبوق إثر غارة جوية عبر الحدود أودت بحياة 24 عسكرياٍ باكستانياٍ وهو حادثة القت فيها واشنطن بالمسؤولية على الطرفين.
من جانب آخر أبلغت وزارة الخارجية الباكستانية رسمياٍ أمس القائم بالأعمال الأميركي ريتشارد هوجلاند بقلق الحكومة البالغ من جلسة استماع في الكونجرس الأميركي الأسبوع الماضي أفادت التقارير بأنها ناقشت “انتهاكات لحقوق الإنسان بإقليم بلوشستان” المضطرب. وأصدر البرلمان الباكستاني قراراٍ بالإجماع يدين جلسة استماع عقدتها لجنة فرعية في الكونجرس الأميركي بدعوة من نائب جمهوري قائلاٍ إن الولايات المتحدة ليس لديها أي صلاحية قانونية لبحث قضايا تجري داخل باكستان.
وذكر بيان للخارجية الباكستانية أن القائم بالأعمال الأميركي تبلغ بأن هذا الأمر غير مقبول تماماٍ كونه يرقي إلى التدخل في الشؤون الداخلية لباكستان. وكان المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية فيكتوريا نولاند قالت منذ أيام إن جلسة الاستماع في الكونجرس عقدت بمبادرة خاصة والوزارة لم تشارك في إعدادها بأي حال.
بالتوازي قالت الشرطة الباكستانية إن أميركياٍ احتجز للتحقيق معه في باكستان أمس بعدما عثر مسؤولو أمن في مطار مدينة بيشاور بشمال غرب باكستان على رصاص في أمتعته. وذكر طاهر أيوب وهو مسؤول كبير في الشرطة الباكستانية إن الأميركي كان في طريقه من مدينة بيشاور إلى إسلام آباد لكن الشرطة احتجزته. وأفرج عن الأميركي بعد 4 ساعات عندما قدم مسؤولون في القنصلية الأميركية ببيشاور وثائق تظهر أن الرجل يعمل في القنصلية. وذكر أيوب أنه عثر على مسدس و12 خزنة للذخيرة في أمتعة الأميركي بينما قال ضابط شرطة آخر إن مسؤولي الأمن لم يعثروا إلا على رصاص.
إلى ذلك يقوم الرئيس كرزاي بزيارة إلى إسلام آباد غد الخميس لإجراء مباحثات مع نظيره الباكستاني آصف علي زرداري على أمل تعزيز التحسن النسبي الذي طرأ على العلاقات مؤخراٍ بما يسهم في عقد لقاءات مباشرة مع قادة من “طالبان” في إطار الجهود المبذولة لإرساء الأمن والاستقرار في أفغانستان.
وقال مسؤول رفيع في مكتب كرزاي أمس “نأمل في أن تقوم باكستان بترتيب لقاء مفيد مع قادة المسلحين بما يسفر عن حل للمشكلة الأفغانية” مشدداٍ على ضرورة إجراء مباحثات مباشرة مع قادة “طالبان” الذين ينتمون لمجموعة “ شورى كويتا” في إشارة إلى زعماء التمرد المقيمين بالمدينة الباكستانية الحدودية. وتتهم كابول إسلام آباد بعدم إبداء الاهتمام اللازم والتعاون البناء لجهة المساعي الرامية لإيجاد حل للنزاع الأفغاني في ضوء العلاقات التاريخية التي تربطها بـ”طالبان”.

قد يعجبك ايضا