لا يعجبني


الحسين السراجي –
الم◌ْط◌ِبöøلون

ي◌ْحكى أن نابليون بونابرت بعد انتصار الثورة الفرنسية وتدمير سجن الباستيل إحتشد الفرنسيون في‮ ‬ميدان الحرية‮ ‬يهتفون بحياة نابليون‮. ‬
كان نابليون‮ ‬يتابع الجماهير الهادرة دون أن تظهر عليه علامات النشوة والإغترار بتلك الجماهير وهتافها¡‮ ‬كان قادة الجيش وبطانته والحاشية‮ ‬يقفون إلى جواره منتشين على خلاف ما هو عليه‮. ‬
التفت إليه أحد قواده الكبار وقد رآه واجما◌ٍ‮ ‬وخاطبه‮: ‬أنظر‮ ‬يا مولاي‮ ‬إلى هذه الجماهير‮… ‬التي‮ ‬ت◌ْحبك وتهتف بحياتك وت◌ْمجöøدك ¿
لم‮ ‬يلتفت نابليون لكلام قائده ولم‮ ‬يتغير موقفه الواجم¡‮ ‬لكنه رد◌ِø‮ ‬على قائده بالقول‮: ‬هذه الجماهير التي‮ ‬تهتف بحياتي‮ ‬اليوم سيتغير موقفها وتهتف بموتي‮ ‬لو تغير الحال¡‮ ‬هذا هو حال الجماهير تقف مع المنتصر دوما◌ٍ‮. ‬
نابليون الحكيم‮ ‬يدرك حقيقة الجماهير¡‮ ‬اليوم معك وغدا◌ٍ‮ ‬ضدك‮. ‬
هكذا‮ ‬يقول المثل المصري‮: ‬يا فرعون إيش اللي‮ ‬فرعنك ¿ قال‮: ‬ما لقيت حد‮ ‬يلم◌ِøني‮. ‬
لا فرق بيننا وبين الجماهير الفرنسية¡‮ ‬نقف مع القوي¡‮ ‬ن◌ْط◌ِبöøل له ونهتف بحياته فإذا ما سقط انقلبنا عليه ولعن◌ِøاه وذكرنا مساوئه‮. ‬
المطبلون‮ :‬
‮> ‬خلال حياتي‮ ‬ومعرفتي‮ ‬من المواقف عرفت الكثير ممن كانوا‮ ‬ي◌ْطبلون للرئيس العراقي‮ ‬الراحل صدام حسين أيام مجده وسرعان ما انقلبوا عليه بمجرد سقوطه‮. ‬
‮> ‬الرئيس الليبي‮ ‬الراحل معمر القذافي‮ ‬كان له من المحبين والمعجبين الكثير¡‮ ‬صحفيين ومثقفين وسياسيين قلبوا له ظهر المجن بمجرد سقوطه‮. ‬
‮> ‬الرئيس المخلوع زين العابدين حظي‮ ‬بما حظي‮ ‬به من سبقه من المطبلين في‮ ‬تونس وغيرها¡‮ ‬صاروا‮ ‬يلعنونه بعدما سقط‮. ‬
‮> ‬الرئيس المخلوع محمد حسني‮ ‬مبارك كان له من‮ ‬يدافع عن سياساته ويسبح بحمده ليل نهار¡‮ ‬تحول البعض منهم إلى شهود إثبات على جرائمه‮. ‬
‮> ‬الرئيس علي‮ ‬عبدالله صالح هو أيضا◌ٍ‮ ‬كان له من المطبلين الذين تسمنوا ونهبوا وغنموا طوال سنوات حكمه ما لا‮ ‬ي◌ْحصى¡‮ ‬جرفهم التيار فتنكروا له وصاروا‮ ‬يسردون مساوئه وكأنهم ضحايا فترة حكمه‮.‬
‮> ‬فلان وفلان سواء كانوا رؤساء أو مسئولين أو أثرياء حل◌ِøت عليهم نكبات الدهر فتغير حالهم‮ ‬يتغير من حولهم ويتنكر لهم جلساؤهم وأقرب المقربين منهم إلا من رحم الله‮. ‬
للرئيس هادي‮ :‬
لقد علمت الكثير عن واقع البطائن والمطبلين ورأيت وسمعت وشاهدت¡‮ ‬فاحذر من الوقوع أو تصديق التزيين¡‮ ‬انتقö‮ ‬لك بطانة خيöøرة واستمع لأنين شعبك الذي‮ ‬يأمل منك قيادته بحكمة فأنت في‮ ‬موقع لا ت◌ْغبط عليه أبدا◌ٍ‮ ‬وأمامك ملفات شائكة أبرزها الحوار الوطني¡‮ ‬وقضيتي‮ ‬الجنوب وصعدة والشباب المستقل الذي‮ ‬تعرض للخديعة وي◌ْخشى أن‮ ‬يتحول إلى ضحية كما هو الظاهر الآن فكن عند مستوى الظن بك وفقك الله وبص◌ِøرك‮.‬

قد يعجبك ايضا