أميركا توافق على تسليم أفغانستان سجن باجرام


كابول (وكالات) –
وقعت الولايات المتحدة وأفغانستان أمس اتفاقاٍ لتسليم مركز اعتقال كبير تديره الولايات المتحدة إلى السلطات الأفغانية مما يعزز احتمالات التوصل إلى اتفاق شراكة استراتيجي يسمح بوجود أميركي على الأمد الطويل في البلاد. وأمس الأول أكد الرئيسان الأميركي باراك أوباما والأفغاني حامد كرزاي خلال مؤتمر عبر الفيديو عزمهما على مواصلة “شراكتهما” بعد فترة توتر بسبب إقدام جنود أميركيين.
وسيكون اتفاق الشراكة الاستراتيجي الذي تناقشه واشنطن وكابول منذ أكثر من عام هو الإطار لوجود أميركي في أفغانستان بعد عام 2014 عندما تغادر آخر القوات القتالية الأجنبية أفغانستان.
وقال وزير الدفاع الأفغاني الجنرال عبدالرحيم وردك الذي وقع على الاتفاق الخاص بتسليم السجن الواقع في قاعدة باجرام الجوية للسلطات الأفغانية إن قائداٍ أفغانياٍ سيعين قريباٍ لتولي مسؤولية السجن. وستكتمل عملية الانتقال خلال نحو ستة أشهر.
وقال الجنرال جون ألين قائد القوات الأميركية في أفغانستان خلال مراسم التوقيع “التوقيع على مذكرة التفاهم هذه يعد خطوة مهمة للأمام في مفاوضاتنا بشأن الشراكة الاستراتيجية”. وأضاف “هذا نموذج آخر للتقدم في عملية نقل المسؤولية وفي جهودنا لضمان أن أفغانستان لا يمكن أبداٍ أن تكون مرة أخرى ملاذاٍ آمناٍ للإرهابيين”.
وتوترت العلاقات بين واشنطن وكابول بشدة لأسابيع بعد حرق أعداد كبيرة من المصاحف في قاعدة باجرام على أيدي جنود أميركيين فيما وصفه حلف الأطلسي بانه خطأ مأساوي. واندلعت احتجاجات واسعة النطاق قتل فيها 30 شخصاٍ. ووجه أفراد من قوات الأمن الأفغانية أسلحتهم إلى جنود أميركيين فقتلوا ستة. وتريد أفغانستان من الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي الاتفاق على وقف المداهمات الليلية للمنازل الأفغانية كشرط للتوقيع على اتفاق مع واشنطن ووضع جدول زمني لتولي مسؤولية مراكز الاحتجاز.
وفي يناير قالت لجنة حكومية أفغانية تحقق في اتهامات بارتكاب انتهاكات في قاعدة باجرام إن سجناء أبلغوا عن تعرضهم للتعذيب والاحتجاز دون أدلة. ومع ذلك قالت اللجنة إنها لم تجد آثاراٍ لأي تعذيب على أجساد المحتجزين.
وجاءت نتائج التحقيق بعد أيام من مطالبة الرئيس الأفغاني حامد كرزاي بتسليم السجن للسيطرة الأفغانية. وقال مسؤول أفغاني كبير في وقت سابق من هذا الأسبوع إن نقل مركز اعتقال باجرام سيكون خطوة أولى لتسليم جميع السجون التي تديرها القوات الأميركية.
وتأمل الإدارة الأميركية في التوصل إلى اتفاق قبل اجتماع زعماء حلف شمال الأطلسي في شيكاجو في مايو . ولن تحدد الوثيقة أي تفاصيل ولكن من المتوقع أن تحتوي على اتفاق مبدئي لشكل من الوجود العسكري الأميركي على الأمد الطويل في أفغانستان. ومن شأن الإخفاق في التوصل إلى اتفاق أن يؤدي إلى توتر العلاقات الأميركية الأفغانية ويزيد من فرص عدم الاستقرار لفترة طويلة في أفغانستان.
إلى ذلك أكد الرئيسان الأميركي باراك أوباما والأفغاني حامد كرزاي خلال مؤتمر عبر الفيديو أمس الأول عزمهما على مواصلة “شراكتهما” بعد فترة توتر بسبب إقدام جنود أميركيين على حرق مصاحف كما أعلن البيت الأبيض.
وقال جاي كارني المتحدث باسم أوباما إن الرئيسين ناقشا أيضا موضوع الأمن في المنطقة وعملية السلام في أفغانستان. وأعلن كارني إن “كرزاي أطلع أوباما على الوضع الأمني في أفغانستان الذي استقر منذ أحداث الأسابيع الأخيرة”. وأضاف إن “الرئيسين لفتا إلى التقدم الذي أحرز لجهة إبرام الشراكة الاستراتيجية التي تعزز السيادة الأفغانية مع التطرق في الوقت نفسه إلى مسألة المطالب التطبيقية للعملية الانتقالية”. وفي نهاية فبراير أكد الرئيس حميد كرزاي أنه يأمل في التوقيع على اتفاق الشراكة الطويل الأمد هذا مع واشنطن لكنه كرر أن ذلك لن يحصل إلا ببعض الشروط.
وبين هذه الشروط احترام السيادة الوطنية لأفغانستان ووقف الغارات الليلية للقوات الدولية ونقل السيطرة على سجن باجرام إلى السلطات الأفغانية. ويدعى هذا السجن أحيانا “جوانتانامو الأفغاني”. وأضاف كارني إن اوباما وكرزاي “اتفقا على أنه من مصلحتنا المتبادلة مواصلة شراكة قائمة على الاحترام المتبادل واتفقا أيضاٍ على البقاء على تواصل وثيق قبل قمة الحلف الأطلسي في شيكاجو” في مايو. وأدت أعمال الشغب والاعتداءات التي تلت حرق المصاحف في قاعدة أميركية إلى جعل المفاوضات حول طبيعة العلاقات بين أفغانستان والولايات المتحدة أكثر تعقيداٍ عندما ستغادر قوات الحلف الأطلسي البلاد من الآن وحتى عامين.

مقتل 8 متشددين بقصف أميركي في باكستان

ميرانشاه باكستان (وكالات) –
قتل ثمانية متمردين مفترضين أمس في غارة شنتها طائرة أميركية بلا طيار في المناطق القبلية شمال غرب باكستان معقل حركة طالبان وحلفائها من تنظيم القاعدة كما أعلن مسؤولون أمنيون. وقد وقع الهجوم في منطقة شاكتوي في منطقة جنوب وزيرستان القبلية أبرز معاقل المتمردين في باكستان. وقال مسؤول أمني محلي إن “طائرة بلا طيار أطلقت صاروخين على مركبة. وقتل ثمانية متمردين على الأقل” في عملية القصف هذه. وأكد هذه الحصيلة مسؤول آخر في الأجهزة الأمنية لكن تعذر تأكيدها من مصدر مستقل.
إلى ذلك قتل مسلحون من المتمردين سبعة جنود باكستانيين في كمين نصبوه أمس الجمعة لقافلة أمنية في شمال غرب باكستان حسبما قال مسؤولون بالاستخبارات.
وقتلت القوات الحكومية ثمانية من المسلحين في المعركة التي أعقبت ذلك والتي وقعت في منطقة داتا خيل بشمال وزيرستان القبلية. وقال مسؤول بالاستخبارات تحدث بشرط عدم ذكر اسمه “لم يتضح بعد هوية الأشخاص الذين هاجموا القافلة الأمنية قبل أن يلوذوا بالفرار”. وكانت قوات الأمن الباكستانية قتلت في وقت سابق أمس اثنين من المسلحين وأصابت أربعة آخرين في عملية تفتيش وتطهير في منطقة شامان بالوشستان في جنوب غرب باكستان. وأصيب عنصران من قوات الأمن في العملية. وتواجه السلطات الباكستانية حركة تمرد في بالوشستـان تطـالب بمنح الاقليم حكما ذاتيا.

قد يعجبك ايضا