أميركا تلوح بعدد من الخيارات العسكرية لضرب إيران

وكالات (عواصم) –
صرح وزير الدفاع الأميركي ليون بانيتا أمس بأن وزارة الدفاع الأميركية “البنتاجون” بصدد إعداد عدد من الخيارات العسكرية لضرب إيران إذا لم تقنعها الجهود الدبلوماسية والعقوبات والاقتصادية الدولية والغربية بوقف برنامجها النووي. وناشد إسرائيل بعدم شن هجوم عسكري منفرد على المنشآت النووية الإيرانية قائلاٍ إن أي غارات جوية أميركية عليها ستكون أشد تدميراٍ من غارات إسرائيلية مماثلة فيما نفى البيت الأبيض عرض الرئيس الأميركي باراك أوباما تزويد إسرائيل بقنابل ذكية خارقة للتحصينات لاستخدامها ضد تلك المنشآت.
وقال بانيتا في مقابلة أجرتها معه صحيفة “ناشيونال جورنال” الأميركية ونشرتها في موقعها الالكتروني على شبكة الإنترنت إن التخطيط لخيارات عسكرية ضد إيران يجري منذ فترة طويلة بسبب قلق إدارة أوباما المتزايد من مواصلتها صوب انتاج سلاح نووي إلا أن الأولوية تبقى للدبلوماسية. وشدد على أن الادارة الاميركية تعتقد بأن مسعى إيران للحصول على سلاح نووي يشكل تهديداٍ مباشراٍ للولايات المتحدة وليس لإسرائيل فحسب.
وقال بانيتا إنه لا يعتقد بأن زعماء إسرائيل اتخذوا قراراٍ بشأن توجيه ضربة شديدة المخاطر للمنشآت النووية الإيرانية. وأكد أن توجيه إسرائيل ضربة منفردة ضد إيران سيكون أقل فاعلية من ضربة توجهها الولايات المتحدة التي تملك سلاحاٍ جوياٍ أكبر والعديد من الأسلحة المتطورة والأقوى مما لدى اسرائيل. وأوضح “أنا واثق من أنهم يبحثون جميع الاحتمالات لأفضل السبل للتعامل مع إيران. وإذا قرروا ضرب إيران فمن البديهي أن ذلك سيكون له تأثير ولكن أعتقد بوضوح أنه إذا قامت به الولايات المتحدة فسيكون له تأثير أكبر كثيراٍ”.
إلى ذلك رأى قائد عسكري أميركي أن قنبلة خارقة للتحصينات وزنها 13600 كيلوجرام مصممة لتدمير الخرسانة قبل أن تنفجر بدأ الجيش الأميركي تسلمها العام الماضي هي “سلاح عظيم” يمكن أن تستخدمه القوات الأميركية في حرب محتملة ضد إيران. وقال نائب رئيس هيئة أركان القوات الجوية الأميركية لشؤون العمليات لصحفيين في واشنطن مساء أمس الأول إن تلك القنبلة التي يمكن أن تخترق تحصينات خرسانية سمكها 65 متراٍ جزءا من الترسانة الأميركية المتاحة لشن غارات على دول مثل إيران لديها منشآت نووية تحت سطح الأرض. وأضاف “القنبلة الضخمة الخارقة للتحصينات سلاح عظيم لديه قدرة رائعة الآن ومازلنا نواصل تحسينها. إنه جزء من ترسانتا وسيكون أحد الاحتمالات إذا احتجناه”.
وقال كارلايل إن صراعاٍ مع سوريا أو إيران يمكن أن يشهد تأثر عمليات الجيش الأميركي بتفكير “تكتيكي” جديد في “البنتاجون” يعرف باسم “المعركة الجوية البحرية” يركز على العمل في عدة مجالات من الجو والبحر والفضاء والفضاء الالكتروني مع دمج المعلومات من مجالات مختلفة مثل الأقمار الاصطناعية والمجسات المحمولة على الطائرات الخفية “الشبح” وطائرات الاستطلاع بلا طيارين.
وقد ذكر مسؤول إسرائيلي طلب عدم نشر اسمه بسبب حساسية الموضوع أمس الأول إن اسرائيل طلبت من الولايات المتحدة أثناء زيارة رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى واشنطن هذا الأسبوع تزويدها بقنابل خارقة للتحصينات وطائرات للتزود بالوقود في الجو لتحسين قدرتها على مهاجمة المواقع النووية الإيرانية المخبأة تحت سطح الأرض.
وأكد مسؤول أميركي طلب عدم نشر اسمه أيضاٍ أن القدرات العسكرية أثيرت في المناقشات بين نتنياهو وبانيتا لكن لم يتم التوصل الى أي اتفاق.
وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني إن نتنياهو أوضح لأوباما خلال اجتماعهما يوم الاثنين الماضي أن اسرائيل لم تقرر بعد شن هجوم عسكري ضد إيران ولم يعرض أوباما عليه تزويد إسرائيل بتلك القنابل والطائرات. وأوضح “لم يتم إبرام أي اتفاق من هذا النوع ولا تم عرض أمر مماثل حتى”.
وأضاف “هناك حتماٍ تعاون على أعلى مستوى بين الجيش الإسرائيلي والجيش الأميركي وكذلك بين المؤسسات الحكومية الإسرائيلية والأميركية. لقد قدمنا معدات للجيش الإسرائيلي في الماضي وسنواصل القيام بذلك في إطار تعاوننا وشراكتنا معه”.
في سياق ذلك أعلن نتنياهو في القدس المحتلة مساء أمس الأول إسرائيل ستعطي العقوبات على إيران فرصة لتأتي بنتيجتها ولن تهاجم منشآتها النووية خلال أيام أو أسابيع ولكن ليس بعد بضعة أعوام. وقال في مقابلة أجراها معه التلفزيون الإسرائيلي “أنا لا اقف ممسكاٍ بساعة توقيت. المسألة ليست مسألة أيام او أسابيع لكنها أيضا ليست مسألة سنوات. الجميع يفهمون ذلك”. وأضاف “سنسعد إذا تم حل هذا الأمر سلمياٍ وقررت إيران وقف برنامجها النووي وتفكيك منشآتها في قم ووقف تخصيب اليورانيوم. إن حدث ذلك فسأكون في أشد السعادة وأظن أن المواطنين الإسرائيليين جميعاٍ سيكونون سعداء أيضاٍ”.
وذكر نتنياهو أن إسرائيل تشعر بالخطر الإيراني أكثر من الولايات المتحدة. وقال “هناك اختلاف متأصل: الولايات المتحدة كبيرة وبعيدة وإسرائيل أصغر وأقرب للخطر وبالطبع هناك فارق في القدرات. وعليه فتوقيت الولايات المتحدة لوقف إيران من التحول إلى قوة نووية ليس نفسه التوقيت الإسرائيلي وهناك بالفعل جدول زمني مختلف”.
وسئل إن كان يثق في التزام أوباما بأن الولايات المتحدة لن تسمح بأن تصبح إيران خطراٍ نووياٍ على اسرائيل فأجاب “إنه بيان مهم لكنها في نهاية الأمر مسؤوليتنا أن نضمن عدم الوصول إلى وضع نتناقض فيه مع ما قاله الرئيس أوباما. يجب ألا نصل إلى حالة لا تملك فيها إسرائيل القدرة على حماية نفسها من أي تهديد وأنا لا أنوي السماح بذلك”.
وأضاف “نعلم أنه لا يمكننا السماح لإيران بأن تكون مسلحة بأسلحة نووية إذ أن ذلك يشكل تهديداٍ مدمراٍ على إسرائيل بل وعلى العالم أجمع في رأيي”. وتابع “إن اتخاذ القرار لا يمثل مشكلة فالمشكلة الرئيسية تكمن في اتخاذ القرار الصحيح. إذا لم تتخذوا القرار ولم تنجحوا في منعها فلمن ستفسرون ذلك¿ للمؤرخين¿ للأجيال التي جاءت قبلنا¿ أم للأجيال التي لن تأتي بعدنا¿”.
وذكر نتنياهو أيضاٍ أن إسرائيل تحركت حتى الآن بمفردها من دون ان يسيء ذلك إلى العلاقات مع الولايات المتحدة”, وأورد مثالا على ذلك الغارة الاسرائيلية على مفاعل “تموز” النووي العراقي عام 1981 بدون موافقة الولايات المتحدة.
وصرح الرئيس الاسرائيلي شيمون بيريز بأن اسرائيل ليست بحاجة إلى نقاش علني قبل أن تشن ضربة عسكرية على إيران. وقال بيريز أمام حشد في بيفرلي هيلز قْرب مدينة لوس أنجلوس الأميركية “اعتقد أنه علينا أولاٍ أن نختبر العقوبات وبعد ذلك سنرى ففي حالة جنوب أفريقيا أعطت العقوبات نتيجة وكذلك إلى حد ما في ليبيا وأوكرانيا”. وأضاف “إذا كان علينا الاختيار فلنبدأ بالخيار غير العنيف والقول بوضوح إن كل الخيارات الأخرى مطروحة على الطاولة”. وتابع “لا أعتقد بأن علينا اجراء نقاش علني قبل القيام بعمل عسكري”.
وقال الرئيس السابق للجهاز الاستخبارات الإسرائيلي “الموساد” مائير داجان لموساد, إن الاستخبارات الإسرائيلية لا تؤيد حاليا فكرة مهاجمة إيران عسكرياٍ. وأوضح في مقابلة أجرتها معه مع شبكة “سي. بي. اس” التلفزيونية الإخبارية الأميركية “يجب أولا استنفاد الفرص الأخرى للتعامل مع الملف الإيراني فالنظام الإيراني بما في ذلك الرئيس محمود أحمدي نجاد يعمل بشكل عقلاني ويدرس خطواته بدقة حتى وإن اختلفت عقليته عن الذهنية الغربية”. وأضاف “النظام الإيراني لا يتسرع في إنتاج السلاح النووي إدراكا منه لخطورة النتائج المترتبة على ذلك”.
وتابع “إن مهاجمة إيران قبل التفكير في كل الخيارات الأخرى أمر غير قابل للحياة”. وقد قال أوباما بوضوح إن الخيار العسكري وارد وإنه لن يسمح بتزود إيران بالسلاح النووي وبحسب خبرتي لدي ثقة بالرئيس الاميركي”.
من جانب آخر صرح قائد القوات البرية في “الحرس الثوري” الإيراني العميد محمد باكبور بأن بلاده قادرة على التصدي لهجوم أميركي. وقال في تصريح صحفي في طهران “على أميركا أن تعلم بأن هناك 70 مليون إيراني سيقفون بوجهها إذا حاولت هي وإسرائيل الاعتداء علي إيران”. وأضاف “لقد أيقنت أميركا بعد نتائج الانتخابات البرلمانية (في إيران) بأنها تقف مقابل 70 مليون إيراني لذلك انتقلت من الجانب العسكري الي الجانب الدبلوماسي”.

واشنطن: تفتيش موقع «بارشين» ليس شرطاٍ لاستئناف المحادثات

.
واشنطن فيينا (وكالات) – أعلنت وزارة الخارجية الأميركية مساء أمس الأول أن السماح للوكالة الدولية للطاقة الذرية بتفتيش موقع “بارشين” العسكري الإيراني جنوب شرق طهران المعتقد أنه ربما شهد إجراء تجارب على متفجرات من أجل تصميم قنابل نووية ليس شرطا مسبقا لاستئناف المحادثات بين إيران والدول الست الكبرى المعروفة باسم “مجموعة 5+1” الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وروسيا والصين وألمانيا بشأن سبل وقف البرنامج النووي الايراني.
وقالت المتحدثة باسم الوزارة ذاتها فيكتوريا نولاند لصحفيين في واشنطن “ليس تفتيش (بارشين) مطلباٍ ينبغي تلبيته قبل بدء المحادثات ولو أن ذلك كان ينبغي أن يحصل”.
من جهة ثانية قال نائب أمين عام الوكالة الدولية للطاقة الذرية وكبير مفتشيها هيرمان ناكاريتس خلال جلسة مغلقة لمجلس محافظي الوكالة في فيينا أمس الأول “بسبب الخلافات الكبيرة بين إيران والوكالة لم يتسن التوصل لاتفاق بشأن تفتيش موقع بارشين”. وذكر أن الوكالة لديها صور من أقمار صناعية توضح الموقع الذي يعتقد أنه يضم غرفة متفجرات.
لكن مندوب إيران لدى الوكالة علي أصغر سلطانية قال للصحفيين في فيينا إن الشكوك المثارة بشأن الموقع “سخيفة” ومثيرة للسخرية”. ولم يذكر أي تفاصيل.
وقد أعلن المندوب الأميركي لدى الوكالة روبرت وود خلال مؤتمر صحفي في فيينا أن أمام إيران مهلة حتى شهر يونيو المقبل للإذعان لمطالب وقف برنامجها النووي لكنه لم يذكر ماسيحدث بعد ذلك.
ولم يستبعد مدير عام الوكالة يوكيا أمانو أن تكون إيران تحاول الآن تطهير موقع “بارشين” قبل السماح بتفتيشه. وقال لصحفيين في فيينا أمس “لدينا معلومات عن أنشطة جارية هناك ذلك الاحتمال غير مستبعد ولا نستطيع تأكيده لأننا لسنا هناك”. وأضاف “بما أننا لم نصل بعد إلى بارشين فلا توجد لدينا معلومات تفصيلية ولكن لدينا بعض المعلومات وتلك المعلومات حساسة”. ورفض أمانو استخدام القوة ضد إيران ايران المزعومة للحصول على سلاح نووى. وقال “إننا بحاجة إلى العمل بعقل مفتوح وهدوء. اننى ضد استخدام القوة وأؤمن بالحوار والتعاون”. وأضاف أن الذرية ستواصل بذل المحاولات للتوصل الى اتفاق مع ايران يسمح باستجلاء حقيقة مشروعات الأبحاث النووية.

قد يعجبك ايضا