الفساد الريـــاضـي

نايف الكلدي –
>,, ظلت أمور كثيرة داخل العمل الرياضي سابقا◌ٍ بحاجة إلى إصلاح .. وظلت هذه الأمور تؤثر على سير العمل الرياضي وتطوره والإرتقاء به إلى مستوى المنافسة الدولية لكافة الألعاب الرياضية المختلفة وفي مقدمتها كرة القدم اللعبة الشعبية الأولى في العالم وظلت اليمن على مدار سنوات طويلة بعيدة عن المنافسة العربية والقارية والدولية.. وكانت مشاركاتها مجرد تكملة عدد بعيدة عن التطور وباقية في مكانة متأخرة تجاوزتها دول كانت بعدنا في ممارسة معظم هذه الألعاب.
نحن بقينا في مكانتنا لسنوات طويلة ولم نتطور ليس لأننا لا نمتك المال كما يدعي المسؤولون والقيادة الرياضية في بلادنا والدليل أن إيرادات صندوق رعاية النشء والشباب والرياضة العام الماضي 2011م تجاوزت الثلاثة مليارات ريال وتم صرفها كلها رغم شحة النشاط الرياضي وعدم تنفيذ الاتحادات لخططها الداخلية والخارجية بسبب عدم صرف المخصصات الخاصة بهذه الأنشطة.
نحن نمتلك المال المناسب ولن أقول الكافي.. ولكن هذا المال نستطيع أن نوجد منه ألعابا◌ٍ رياضية محترمة قادرة على التطور والمنافسة المشرفة للوطن.. لكن مشكلتنا الرئيسية هي عدم وجود الكفاءات المتخصصة والمؤهلة لإدارة مفاصل العمل الرياضي في الوزارة وإداراتها وفي الاتحادات والأندية هذا جانب والجانب الآخر والمهم جدا◌ٍ هو صرف هذا المال في جوانب بعيدة عن الرياضة ولا تربطها بها علاقة لا من قريب أو بعيد ولم تصرف على الرياضة إلا أموال قليلة جدا◌ٍ لا تشبع ولا تسمن من جوع.
معروف في كل بلدان العالم أن الموازنات المالية تعطى أو تصرف على الألعاب الرياضية بحسب أهمية الألعاب وكرة القدم في المقدمة وتليها بقية الألعاب الأخرى والدول الفقيرة التي لا تستطيع تمويل كافة الألعاب تحدد ألعابا◌ٍ معينة للاهتمام بها وترصد لها موازنات كافية لضمان النهوض بها وتطورها وهذا ليس عيبا◌ٍ.. المهم في نهاية الأمر أن دعمها لألعاب محددة يجعلها تنهض بها وتضع بلدانها في مكانة محترمة بين دول العالم.
لكن نحن للأسف نعترف بأي لعبة جديدة .. ونهمل كل الألعاب ونصرف أموال الصندوق بطريق غير الطريق الذي وجدت من أجله .. وليس لدينا أي خطط أو استراتيجيات مستقبلية لا قصيرة التيلة ولا متوسطة التيلة ولا طويلة التيلة .. وكل شيء يسير بالبركة.
تخيلوا أن الأخ وزير الشباب والرياضة العزيز معمر الارياني يتعرض للنقد لأنه رفع موازنة اتحاده اتحاد شباب اليمن من 10 أو 15 مليونا◌ٍ إلى 30 مليونا◌ٍ.. ويرفع موازنة الكشافة والمرشدات إلى ما يقارب 120 مليون ريال .. وما الدور الذي يلعبه هؤلاء أو يصرف ميزانية 3 ملايين ريال لرابطة المشجعين .. وللاسف نحن نهتم بالرياضة على شان نهتم بالمشجعين.
تخيلوا أن الأخ الوزير يصرف هذه المبالغ واتحادات رياضية لا تستطيع أن تنفذ نشاطا◌ٍ رسميا◌ٍ في الموسم الرياضي ويلغى هذا النشاط ويضطر هذا الاتحاد إلى إلغاء الصعود إلى الدرجة الأولى ويكتفي بالهبوط لأنه لم يقم الدوري بسبب عدم صرف مخصصاته.
تخيلوا أن لاعبا◌ٍ كبيرا◌ٍ ونجما◌ٍ أفنى حياته لخدمة الرياضة لم يتحصل على تكريم أو لاعبا◌ٍ أصيب بعاهة لتعرضه لإصابة اثناء مشاركة دولية وهو يمثل اليمن لا يحصل على العلاج بينما يأتي رجل أو امرأة لديهم واسطة من علان أو فلتان وتصرف لهم مبالغ كبيرة والوقائع كثيرة.
كنا نتمنى من الأخ الوزير أن يعيد النظر في هذا الفساد ويصلح الاعوجاج في العمل الرياضي ليحظى بالذكر الطيب كما يحظى طيب الذكر الأستاذ عبدالوهاب راوح الذي أنشئ بفضله بعد الله صندوق رعاية النشء والشباب والرياضة .. أرجو من الأخ الوزير أن يعيد النظر في إدارة العمل الرياضي في البلاد لأنه سيحاسب أمام الله في يوم ما.

قد يعجبك ايضا