الحكومة السودانية تتجاهل الاحتجاجات وتمضي في التقشف

الخرطوم/وكالات –
شاد هدوء نسبي العاصمة السودانية الخرطوم منذ الحملة الأمنية التي قامت بها الشرطة السبت الماضي بينما استمر النشطاء في محاولاتهم الحشد لبناء حركة احجاجية أوسع مدى.
فيما أكد وزير المالية السوداني مجددا◌ٍ إن الحكومة ستتمسك بقرارها خفض دعم الوقود على الرغم من المظاهرات المعارضة للتقشف المستمرة منذ أكثر من أسبوع في الخرطوم ومدن اخرى.
وقال شهود عيان إن الشرطة السودانية استخدمت الغاز المسيل للدموع لفض أحدث مظاهرة جرت في منطقة فقيرة بشرق البلاد الاثنين وأشعل خلالها المتظاهرون النار في مكتب محلي للحزب الحاكم.
وأدت الخطوات التي اتخذتها الحكومة لخفض الانفاق وفرض إجراءات تقشفية اخرى لسد العجز المتزايد في الميزانية الى موجة من الاحتجاجات.
وخفض الدعم على الوقود من بين الإجراءات الأكثر إثارة للإستياء الشعبي في خطة الحكومة لأنه من المتوقع ان يرفع معدلات تضخم أسعار المواد الغذائية وغيرها من السلع وهي عالية بالفعل حاليا.
وقال وزير المالية علي محمود: إن الحكومة لا خيار لها سوى خفض الانفاق لسد عجز المالية العامة الذي قال في وقت سابق إنه وصل إلى 2.4 مليار دولار.
وقال للصحفيين في الخرطوم: “في حالة ارتفاع أسعار النفط العالمية سنزيد أسعار المحروقات ولن نتراجع عن قرار رفع الدعم للمحافظة على المؤشرات الكلية للاقتصاد ونسبة النمو الحالية”.
وقال شهود عيان ونشطاء إن نحو 200 محتج احتشدوا في وقت سابق يوم الاثنين في بلدة القضارف بشرق البلاد قرب الحدود مع إريتريا وهتفوا “لا لا للغلاء” و”الشعب يريد إسقاط النظام”. وأشعل المتظاهرون النار في مكتب محلي لحزب المؤتمر الوطني الحاكم. وقال شهود أن النيران أتت على جزء من المكتب قبل أن تحضر مركبات الاطفاء لاخماد الحريق.
وهون محمد عبد الفضيل معتمد بلدية القضارف من شأن الاحتجاجات قائلا في بيان صحفي: إن “مجموعة من المخربين والمندسين استغلوا الجماهير التي شاركت في تخريج مجندي عزة السودان وحاولوا احداث بعض الزعزعة داخل المدينة”.
واضاف البيان قوله: “ان المواطنين لم يستجيبوا لعمليات التخريب التي يقف من ورائها بعض ضعاف النفوس والاقلية من المدسوسين وقامت الشرطة بتفريق المتظاهرين من السوق”.
وقال البيان: إن المتظاهرين حطموا زجاح ثلاث سيارات وأحرقوا سبعة مقاعد بلاستيكية خارج المكتب المحلي للحزب الحاكم قبل أن تفرقهم الشرطة.
وأضاف البيان أن الوضع الآن مستقر “وعادت الحياة لطبيعتها”. ونفى وقوع أي خسائر في الأرواح.
وقال شهود عيان إن الشرطة استخدمت الهراوات والغاز المسيل للدموع في وقت متأخر يوم الأحد لتفريق احتجاج في منطقة الجريف بشرق الخرطوم بعد أن سد المتظاهرون طريقا رئيسيا وأحرقوا إطارات ورددوا هتافات تندد بالغلاء.
وتضرر الاقتصاد السوداني -الذي يعاني بالفعل من سنوات الصراع والعقوبات التجارية الأميركية وسوء الإدارة- من انفصال جنوب السودان المنتج للنفط قبل عام.
واستحوذت الدولة الوليدة على نحو ثلاثة أرباع انتاج النفط السوداني وكان النفط في السابق المصدر الرئيسي للعملة الأجنبية وإيرادات الدولة في السودان.
وتسبب الانفصال في عجز متصاعد بالموازنة وضعف قيمة الجنيه السوداني وتضخم مرتفع في أسعار الغذاء والسلع الأخرى التي يتم استيراد الكثير منها. ووصل التضخم السنوي إلى نحو 30 في المئة الشهر الماضي.
وكان من المفترض أن يتوصل السودان وجنوب السودان إلى اتفاق يقضي بأن يدفع جنوب السودان رسوما لتصدير نفطه عبر خطوط أنابيب السودان ومنشآته لكن البلدين فشلا في التوصل إلى اتفاق.
وأوقف جنوب السودان إنتاجه النفطي في يناير بعدما بدأت الخرطوم تصادر بعض النفط الخام وقضت هذه الخطوة بشكل فوري على 98% من إيرادات الدولة في جنوب السودان لكنها أحاطت أيضا اقتصاد السودان بمزيد من الشكوك.
وقال وزير المالية: “لم نكن نتوقع إغلاق ابار نفط الجنوب وهذا أحدث خللا بالنسبة لنا”.
وقال الوزير: أن الاقتصاد السوداني تضرر مرة اخرى بسبب الاشتباكات التي وقعت مع جنوب السودان في ابريل في منطقة هجليج وهي منطقة حدودية كانت تنتج قرابة نصف ما تبقى للسودان من انتاج نفط.
وأضاف: “لم يكن أمامنا خيار غير تعديل الموازنة”.
وأدت اجراءات التقشف الاخيرة إلى ارتفاع سعر غالون البنزين من 8.5 جنيه سوداني – ما يزيد قليلا على 1.5 دولار حسب سعر الصرف في السوق السوداء- إلى 12.5 جنيه.

قد يعجبك ايضا