حصن حبø◌َ في بعدان أحد الرموز التاريخية لمعالم اليمن الحضارية


كتب/ صادق هزير –
الإهمال.. واللامبالاة من قبل الدولة شكوى دائمة

يعد حصن حبø◌َ أحد أهم معالم مديرية بعدان بمحافظة إب… ويعتبر من الحصون اليمنية الشهيرة وأقدم ذكر له ورد في مؤلفات العالم اليمني الكبير أبو محمد الحسن الهمداني.. ذكره معظم المؤرخين في كتبهم ومؤلفاتهم وتغنى به الشعراء بمديح قصائدهم .. يقول عنه المؤرخ الأكوع «هو من امنع معاقل اليمن وأصعبها مرتقى وأبعدها حينا◌ٍ وأنظرها جمالا◌ٍ.. وأذكرها شهرة لكثرة ما يدور حوله من أحدث تاريخية وخطورة دوره فيها.. وهو منتصب فردا◌ٍ في سر «جبل بعدان وكأنه خطيب قوم التفت حوله القرى الزاهية التي لاحصر لها والهضاب النظرة المكسوة بالأشجار والثمار اليانعة بكبريائه وعظمته يملي عليها واقع الدهر… وهو مناوح لجبل التعكر من الشرق وكان مقرا◌ٍ لقيل «يريم ذو رعين وكان قد تسلم الحصن في رجب من السنة «846هـ» وفي ذلك يقول الأديب جمال الدين بن محمد بن حمير:
وسار إلى حبø◌َ وحب يحبه
وما حب يعصيه ولو شاء ما قد
حصون◌َ أتته وهي بالشرع إرثه
وبالسيف ليس السيف الاø◌ِ لمن قهر
ولحصن حبø◌ْ تاريخ كبير في عهد الدويلات اليمنية وظل صخرة منيعة في وجه الأعداء وكان حامي الحما لمعظم ربوع اليمن.

مكونات الحصن
يتكون الحصن من منطقتين الأولى مواقع الحصن نفسه والثانية تمثل منخفضا◌ٍ جبليا◌ٍ يقع إلى الجنوب من الحصن ويمكن تسميتها بالحامية¡ كما أن الحصن يتمتع بسور كبير وهو الآن مهدد بالانهيار ولا بد من سرعة ترميمه.
ويعد سور حصن حبø◌ْ من أهم الأسوار في اليمن بل وأبرز الأسوار والحصون في اليمن ولابد على الجهات المعنية من سرعة التحرك لإعادة الاعتبار لهذا الحصن العظيم لأنه تاريخ يتحدث عن نفسه.
وفي بداية القرن الرابع الهجري تقريبا◌ٍ سنة «214هـ – 1201م» كان الحصن بيد بني أصبح وهم قوم القضية مالك الأصبحي.
وفي منتصف القرن الخامس الهجري الحادي عشر الميلادي كان الحصن يخضع لسلطان الدولة الصليحية وبعد سقوطها استولى على الحصن بنو زريع وظل في أيديهم¡ وقد حاول القائد «توران شاه الاستيلاء عليه سنة 965هـ ولكنه لم يتمكن¡ وظل الحصن تحت سيطرة آل زريع حتى قدوم العزيز سيف الإسلام ضغتكين بن أيوب فضرب عليه حصارا◌ٍ عسكريا◌ٍ في عام 185هـ واستمر أربعة عشر شهرا◌ٍ.
وخلال الحصار طلب السلطان زياد بن حاتم بن علي بن سبأ آل زريع تعاون صاحب صنعاء وذمار في فك الحصار ولكن لم تنجح محاولتهما.. واشتد الحصار فطلب السلطان زياد الأمان له ولمن معه في الحصن واعطاهم ظغكتين ذلك وتسلم الحصن.. لكنه أمر بقتل من كانوا فيه جميعا◌ٍ وكان لهذا الحدث صدى سيئا◌ٍ في عموم اليمن وقد دفع رؤساء القبائل والسلاطين إلى الاستسلام للدولة الأيوبية¡ ومن حصن حبø◌ْ انطلق الملك المظفر الرسولي في القرن السابع الهجري للسيطرة على المناطق الجبلية بعد مقتل والده السلطان عمر بن علي.

قد يعجبك ايضا