حقائق اغتيال عرفات !

عبدالملك السلال –
عادت إلى المشهد السياسي جريمة “اغتيال” الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات بما استقصته ورصدته قناة الجزيرة من مصادر طبية أجنبية لا يرقى إليها الشك بأنه فقد حياته من تأثير مادة البولونيوم السام والمشع¡ لتؤكد مجموعة من الحقائق¡ أولاها أن هذه المعلومة المذهلة والخطيرة أزالت جزءا كبيرا من الغموض أو اللغز الذي ترافق مع “مقتله”. والحقيقة الثانية لهذا الإثبات العلمي تؤكد أيضا أن البولونيوم لا يوجد إلا في المفاعلات النووية¡ ولا يحتاج المراقب والمتابع لهذا الحدث المهم أن يذهب بعيدا لمعرفة من أين يمكن الحصول على هذه المادة البيولوجية التي تتغلغل في جسد الإنسان ببطء شديد قد يستمر أشهر لتدمير خلايا الجسد وتعطل وظائف الكبد والجهاز الهضمي وغيره.
والحقيقة الثالثة¡ وإذا ما عدنا بالذاكرة إلى ما قبل عام 2004م¡ فقد كان الرئيس الراحل في صحة طبيعية إلى أن شعر فجأة بالمرض والهزال في عام 2004م بسرعة مذهلة¡ في الوقت الذي كان محاصرا بمقر المقاطعة في رام الله المحتلة. وفي إعادة ترتيب المشهد السياسي¡ بعد ما ترشح من إثباتات مخبرية وعلمية¡ فإن أرئيل شارون رئيس وزراء إسرائيل حينها الذي كان على عداء دائم معه¡ كان قد ألمح لمحدثه في واشنطن الرئيس جورج بوش إلى ضرورة التخلص من عرفات “لعدم جدوى التفاوض معه لحل أزمة المنطقة”¡ فسعى الأخير إلى إقصائه عن السلطة الفلسطينية¡ فيما شددت قوات الاحتلال المحاصرة لمقره في رام الله من قبضتها عليه. يبقى الأهم في كل ذلك ما أوردته التحاليل البيولوجية الجديدة وتأكيدها أن جسم عرفات قبل موته كانت به نسبة عالية من البولونيوم السام¡ الأمر الذي يحمل معه الإقرار العلمي والمنطقي بأن وفاته جاءت نتيجة لعملية اغتيال مع سبق الاصرار والترصد بإدخال مادة سامة إلى جسمه عرف أنها مادة البولونيوم السامة¡ ومن الممكن أن يكون تم دسها في طعامه الذي كان يمر يوميا عبر ضابط عسكري إسرائيلي من ضمن القوات المحاصرة للرئيس عرفات لفحصه على أنه طعام وليس شيئا آخر. هذا الجزء المهم والخطير من الحقائق التي كشفها التحقيق الاستقصائي لقناة الجزيرة¡ وحتى تكتمل أدوات الجريمة ولتسجيلها قانونيا بأنها اغتيال سياسي مدبر بامتياز¡ يظل المطلوب من الرئيس الفلسطيني محمود عباس رفيق درب الراحل عرفات¡ وكذلك زوجته¡ الإسراع بإخراج عينة من رفاته لتكون حجة دامغة لتؤكد بالتالي إلى جانب ما تناسل من معطيات أخرى سابقا بأن عرفات مات مقتولا بأمر سياسي من أعلى المستويات الإسرائيلية .
Ssalala99@gmail.com

قد يعجبك ايضا