تأملات.. هل يكون «خليجي 20» نموذجا لمواجهة التحديات في المجالات الأخرى¿ 

محمد عبدالماجد العريقي


محمد عبدالماجد العريقي

محمد العريقي

{ إذا كان تنظيم «خليجي 20» قد كشف وجه اليمن الحقيقي الآمن والمستقر والمحب للنهوض والتطلع فيعد ذلك عملا كبيرا أفضل من خطط واستراتيجيات وعمل شركات العلاقات العامة الدولية لعشرات السنوات القادمة.

من كل ذلك نقول : هذا العمل والترتيب لم يأتö من فراغ جاء بالجهد والمال والمتابعة المستمرة والإرادة والإدارة السياسية من أعلى مستوياتها وأنجز خلال وقت قياسي.

ونقول – أيضا – إن «خليجي 20» ليس هو طريق الحل لكل المشاكل والمعوقات والتحديات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية التي تواجهها اليمن وإنما يمكن اعتباره وصفة ناجحة تعبر عن إرادة سياسية قوية واستثمار سخي وجهد موحد ومتشابك يصلح أن يكون نموذجا فعالا لإنجاز أعمال كبيرة وعملاقة واستراتيجية في مجالات أخرى.

التحديات كثيرة وصعبة ومن السهل وضعها ضمن مصفوفة الأولويات ويكفي العودة إلى النقاط العشر لفخامة الأخ رئيس الجمهورية والتي ترتب أولويات التحديات التي تواجه اليمن والتي تتطلب الشروع في المعالجات منها ما يتعلق بالمياه والطاقة وارتفاع نسبة النمو السكاني ومكافحة الفساد والارتقاء بالتعليم والخدمات الصحية إلى غير ذلك من الأولويات الأخرى.

معالجة ومواجهة هذه المشاكل تحتاج إلى جهود واستثمارات ووقفة جادة بدون مواربة أو مراوحة أو استرخاء وترجمة كل ذلك إلى إنجازات حقيقية كبيرة خلال فترة زمنية محددة كإنشاء محطة تحلية مياه عملاقة تنتج ملايين المترات المكعبة من المياه يوميا أو محطة لتوليد الكهرباء بأكثر من ثلاثة آلاف ميجاوات لحل مشكلة الطاقة أو بناء أكبر مجمع طبي ليعالج أصعب الحالات المرضية ويستوعب الآلاف من الأطباء والفنيين والاستشاريين والعاملين في القطاع الصحي الذين يتخرجون من كليات الطب في الجامعات والمعاهد اليمنية ومن الجامعات خارج الوطن ويرفق بمراكز للبحث العلمي الطبي لدراسة الواقع الصحي الخاص باليمن واكتشاف العلاجات والحلول المناسبة لهذه الأمراض وتوفير أكثر من أربعمائة مليون دولار ينفقها اليمنيون للعلاج في الخارج لتصرف هنا داخل الوطن أو إنشاء جامعة كبيرة بتخصصات علمية رفيعة يتاح فيها العمل للأكاديميين المبدعين وفتح مجال البحث العلمي الراقي الذي يسلط الضوء على المشاكل والصعوبات ويقدم الرؤية والطريقة العلمية والعملية لحلها.

هناك مجالات كثيرة بحاجة إلى جهد ومثابرة واستثمار ومتابعة للنهوض بمستواها وليكن مشهد الإعداد والإنجاز لـ «خليجي 20» نموذجا للانطلاق من اليوم قبل الغد.

قد يعجبك ايضا