ما نزال وسنظل يمانيين 

جميل مفرح



جميل مفرح

جميل مفرح
 
> لا نجانب الحقيقة ولا تكاد تجانبنا الثقة حين نشدد على الدوام على تميزنا كيمنيين دون غيرنا في التعامل والتكيف مع الأحداث والظروف أيا كانت وأيا كان مدى تحديقها بنا وفي تعايشنا مع الأزمات والتغلب على صعوباتها وإن جارت.. كما لا يخوننا على الإطلاق ولا يستطيع أحد أن ينكر علينا ما فرضته تجاربنا من تميز في التعامل مع الشأن السياسي وترويض مخرجاته وآثاره بتحكم ورؤية وروية ناضجة وبمثالية تكاد تكون منقطعة النظير بل ومستحيلة لدى غيرنا وفي أقطار شتى لا سيما في منطقتنا وإقليمنا وسنظل نؤمن ونؤكد على أن تجربتنا وما نقدمه من لوحات شرف في العمل السياسي تعد مثالا يجب الاقتداء به وأنها واحدة من التجارب الاستثنائية التي شغلت وستظل تشغل السياسيين والمتخصصين والدارسين في حقول وعلوم السياسة والاجتماع وأنه سيأتي عما قريب اليوم الذي سنجدها فيه قد صارت حقلا للدرس الأكاديمي لما مثلته وتمثلته من خصوصية استثنائية يحق لكل فرد منا أن يفخر بها ويعتز بما نالته وستناله من ثناء وما أحدثته من دهشة وإعجاب لدى المعنيين في القريب والبعيد..
{ أعلم بأن هذا الكلام لم يقل هنا للمرة الأولى وأوقن كل اليقين بأنه أبعد ما يكون عن المبالغة التي نحن في غاية الغنى عنها في الوقت الراهن ولكن لا أنسى أيضا التأكيد على أنه نابع من معايشة يومية لتحولات وأحداث ما تشهده الساحة اليمنية وتعيشه من أزمة محدقة أكد المراقبون على أنها وصلت حدا لا يمكن معه التراجع إلى التحاشي والتجنب والنجاة من عصفها الذي بلغ الذرى وأنها لا يمكن إلا أن تفضي إلى ما أفضت إليه سواها من فوضى مجهولة المعالم والمآني.. ولم يجد المتابع أن أيا من أولئك المتابعين والمحللين والمصفقين مآل أو حال في توقعاته عن خط النار والتشاؤم إلى سواه متعكزين جميعا على ما وصلت إليه الأزمة من مستويات كانت تزداد يوما عن يوم إبهاما وتعقيدا وهو ما قاد الجميع إلى الاحتمالات السيئة والأسوأ, وغاب عن هؤلاء وأولئك أن البيئة الحاضنة لهذه الأزمة هي اليمن, وأن الأطراف المتحكمة في مكوناتها ومتغيراتها هم اليمنيون وأن الديمقراطية التي كانت ميزتنا الأهم عن سوانا خصوصا في المنطقة هي الطاقة التي تسيرنا والمظلة التي نستظل بها وأن الحوار والتعدد والقبول بالآخر وغيرها من  سمات وأخلاق الديمقراطية هي ما نتمثله في  تعاملنا مع بعضنا في مختلف الظروف.
ولعل ذلك بالفعل ما يجعلنا نؤمن أن باستطاعتنا أن نتجاوز أي المعوقات والعراقيل التي تعترض مساراتنا المختلفة.. لا خلاف بأننا قد نخطئ والبشر خطاؤون وقد نختلف والاختلاف رحمة وقد نقسو أحيانا على بعضنا والقسوة مختبر الحكماء ولكننا مع كل ذلك لا ننسى بأننا يمنيون لا ننسى بأننا موئل الحكمة ومصنع الصبر والتحمل ومنبع الكرم والتسامح والعفو وكظم الغيظ وأننا مدرسة في التآلف في ما بيننا ومع سوانا وأننا وحدويون في كل ذرة وقطرة وجزء وسلوك من تكويننا..
أفلا يجعلنا ذلك حقا مميزين¿ وألا يبرر ذلك على الدوام تحول ما استحكم من أزماتنا إلى الانفراج حين يستبعد الانفراج وإلى الخلاصة حين يضف الخلاص¿
ثم أليس علينا أن نحافظ على ما اتصفنا ونتصف به من هذه الأخلاق الحميدة الرائعة من أن يشوبها أي شائب عارضا كان أو مفتعلا وأن نظل تعهدنا وعهد تاريخنا وعهد سوانا بنا يمنيين حكماء وأن نظل نفخر بأننا نقدم للعالم بأكمله نموذجا ديمقراطيا سياسيا اجتماعيا رائدا ومثالا يظل يتناقله الزمن بالثناء والإجماع بالريادة والخصوصية¿!
أظن أنها فرصتنا الآن لنواصل دأبنا ونثبت للعالم أجمع خصوصيتنا كما أثبتناها وظللنا نثبتها ونفخر بهامن زمن لآخر ومن تجربة لأخرى إنها فرصة لنعيد ترميم منزلنا من الداخل وأن نتلمس ما ببعضنا من جروح فرضت علينا الظروف المفتعلة أن نطأها ولانأبه بها حان الوقت لأن نتقارب أكثر وأن نردم ما بيننا من فجوات كانت أبوابا لرياح عاتية من التعصب والجفاء والغلظة والتحفز وسواها من العادات والسلوك  التي لم تكن قبلا تجد لها مكانا بيننا ولا ثقبا تعبره نحونا حين كنا يمانيين.. حان الوقت لنقول للفتنة وأهلها ومروجي سمومها إلى هنا وكفى وأن نقر جميعا بأننا في هذا التوقيت وهذه الظروف في أمس الحاجة ليمانيتنا الأصيلة نستظل ونتقي بها من قيظ الفتنة وعواصف المتغيرات.. والله من وراء المقصد والمبتغى.
 

قد يعجبك ايضا