مشاهد يومية.. قصر سبأ للأفراح!! 

عبدالرحمن بجاش



عبدالرحمن بجاش

 

عبدالرحمن بجاش

{ ذات لحظة فتحنا أعيننا على دار سينما جديدة نحن الذين منعنا من قبل آبائنا ارتياد دور السينما إذ كانت تمثل في نظرهم عيبا يجب ألا يلوثنا : «السينما للسراسرة وأولاد الشوارع» كما كانت الدراجات الهوائية يومها هي الأخرى رمزا آخر للعيب ولا غرابة إن وجدتني الآن لا أستطيع التوازن على دراجة هوائية أو نارية.

افتتحت دار سينما قصر سبأ في مدخل شارع التحرير بتعز وظللنا لسنين ننظر بعين الحسد إلى منú لا يمنعهم أهلهم من ارتياد دور السينما وكانت بلقيس و23 يوليو وأخرى في الجحملية.

استطعنا ارتياد بلقيس ويوليو بـ «التزويغ» حين استحدثتا فترة بعد الظهر لكن قصر سبأ الأكثر اتساعا وفي أول يوم ونتيجة للازدحام الذي سببه تدفق المدينة نحوها فقد قام الجمهور بالاعتداء على الكراسي لتغلق لفترة وتظهر بكراس حديدية وهكذا ظلت – أيضا – تلك الدار مكانا لإحياء حفلات في المناسبات إذ غنى فيها أيوب والسمة والسنيدار وزعيم الصوت والعود علي الآنسي كان صوت الجمهور يصل إلى مسامعي في حافة العدينة وادي المدام ويكاد قلبي ينفطر رغبة في الذهاب ولكن هيهات!!

اليوم دار سينما قصر سبأ وانظر ما أجمل الاسم تحولت بقدرة قادر إلى «قاعة للأفراح والليالي الملاح» لا أدري ما إذا كانت الشاشة لا تزال قائمة أم لطخت بالألوان!!

لا أدري – أيضا – هل الدار الأخرى بلقيس لا تزال قائمة¿ والأخرى يوليو يبدو أنني لمحت إفيشات أفلام في آخر زيارة يبدو ولكن – أيضا – السؤال : أي أفلام¿ لا يهم المهم أن السينما أرجو أنها لا تزال تواصل السير وإن برجل عرجاء!! تلك التي في الجحملية لا تزال أطلالا قائمة.

في عدن لا أدري حقيقة كيف هي الصورة وهي كانت زعيمة دور السينما ابتداء بمستر حمود والأخريات أما العاصمة فقد أصبحت مدينة بدون دار سينما واحدة!!

هذا الفن السابع العظيم لم يعد له وجود وإن وجد فباستحياء وجمهور خاص جدا لا يشجع أحدا على الانضمام إليه!!

ستجد منú ينبري ويقول لك : أنت ما «حصلتلكش» شغل الناس في وادي وأنت تدور لك خبابير لا أدري ماذا سيكون جواب العم عبدالكافي سفيان منú أدخل السينما إلى المحافظات الشمالية قادما من جيبوتي واسألوا أحمد ثابت الزريقي الذي كان علامة وزارة الإعلام ذات مرحلة طويلة عمل إدارة الفنون التي كان يديرها استعراض الأفلام يدير ماكينة قاعة الوزارة المرحوم عبدالله ناجي من الرجاعية قرب السمسرة طريق تعز التربة وكم كنت أذهب مع المساح للاستعراض حيث كان عضوا في لجنة الاستعراض لفترات مختلفة.

لöمنú لا يريد أن يفهم ويدرك فهذا الفن العظيم أخرج أمريكا من خلال «هوليوود» إلى العالم من وراء المحيط وإلا كيف عرفنا أن هناك هنودا حمرا من أمة «الشيروكي» هم أصل أمريكا وكيف عرفنا عن حروب شمال أمريكا وجنوبها وبفضل مسلسل عظيم «الجذور» عرفنا كيف قدم السود إلى أمريكا وكيف امتهنوا وتم بيعهم كبضائع وكيف ناضلوا في سبيل نيل حقوقهم حتى وصل أوباما إلى سدة الرئاسة مرورا بمارتن لوثر كينج تفاصيل كثيرة عرفناها عن أمريكا وللأسف لم يعرف أحد عنا شيئا لأن لا فن سابع أسسنا له كصناعة تنقلنا إلى الآخرين والهند العظيمة بفضل الفن العظيم خرجت إلى العالم وتنتج «بوليود» اليوم من الأفلام ما يجعلها تقف إلى جانب عظماء الفن رöجúلا برöجúل الهند العظيمة بين أيدينا بفضل الفن السابع ومنú مöنا يستطيع إنكار أنه بكى مرات في كل فيلم واسألوا عبدالرحمن الكبسي عن ذلك وتحقق صناعة السينما في الهند أرباحا هائلة مادية ومعنوية ويكفيها خروج الهند إلى الآخرين.

مصر نحن في هذه البلاد نعرف قراها ونجوعها وكل كفر وكل عمدة أكثر مما نعرف قرى بلادنا وتفاصيل الحياة فيها ولولا السينما والفنون لما عرفناها وتخيلوا لو كان لدينا سينما وتلك الفنون ألن تكون حاملا للمشروع الوطني يصل بالنتيجة إلى ثقافة الوحدة هل كان يتجرأ أحد الآن على التشكيك في الوحدة اليمنية لو أن ثقافتها في رؤوس أجيال مهدت لها وناضلت من أجلها وأجيال أتت معها وأخرى تنضم إلى القافلة اليوم ولا تدري شيئا عن كل شيء!! للأسف الشديد.

التأسيس لهذا الفن العظيم كصناعة أمر يهم مستقبل هذه البلاد ويربطها بماض هي السينما وحدها ستظهره إن كان عظيما أم لا وكتجارة لماذا لا يعود القطاع الخاص إلى لعب دور ما ويؤسس شركات للسينما تستورد الأفلام وتعرضها في دورها وتعمل مع الحكومة بالتوازي لتحويل السينما إلى صناعة فيها المخرجون والمنتجون وكل متخصصي جزئيات الفن السابع العظيم وإذا لم فقد احنا في قاعة قصر سبأ للأفراح.

قد يعجبك ايضا