مشاهد يومية .. أغلقوها … يرحمكم ربي!!! 

عبدالرحمن بجاش



عبدالرحمن بجاش

عبدالرحمن بجاش
{ منú ينظر إلى الجامعة العربية سيدرك كم هو الحال البائس الذي يعيشه العالم العربي.
ولنبدأ من الآخر فقد قررت الجامعة عقد اجتماع على مستوى الوزراء للوقوف على الوضع في ليبيا تحددت الجمعة للاجتماع ثم أجل إلى السبت والمراقب والمحلل والمطلع يدركون أن أي اجتماع سواء عقد في جمعة المسلمين أو سبت اليهود لن يقدم ولن يؤخر كما هو حال القمم العربية التي فعلت الجامعة خيرا – وهو التصرف الوحيد المعقول خلال هذا العام – حين أجلتها ولو هناك عقل لألغتها نهائيا من أجندتها إذ لا خير لا في قمم ولا في خطابات مللناها تتكرر في الحفل «التهريجي» السنوي الذي يختلف المشاركون فيه على كل شيء بمجرد خروجهم من قاعات الاجتماعات وللأسف صارت التليفونات «السيارة» وبالا على هذه الأمة إذ كانت التليفونات الأرضية على الأقل تدع المشاركين يخرجون إلى خارج القاعة أما «السيار» فيوفر الفرصة للاختلاف في القاعة!!
منذ اللحظة التي وجدت هذه الجامعة وهي لم تضف إلى ما سمي «العمل العربي المشترك» ما يشي بأن ثمة عملا عربيا موحدا يعطينا بعض الدليل على أن العرب تجمعهم رؤية واحدة!!
وحدها حرب غزو العراق أو ما اتفق على تسميتها حرب الخليج الأولى بدا أن عملا مشتركا واحدا قد تم وهي طبخة منح الغزو الأمريكي غطاء يراد له الآن أن يتم من جديد في سماء ليبيا وحيث يتحول الغرب دائما إلى مقاول أنفار يتحول العرب في جامعتهم إلى مزورين أو شاهدي زور في أضعف الأحوال وغصبا عنهم!!
لأول مرة اتخذت الجامعة قرارا بدا للوهلة الأولى أنه ينم عن استقلالية في اتخاذ القرار ثم تبين لاحقا أنه لا يسمن ولا يغني من جوع فقد منعت مشاركة مندوبي ليبيا أو مندوب ليبيا من المشاركة في الاجتماعات في الوقت الذي قد ذهبت فيه ليبيا من زمان إلى محيطها الأفريقي سواء بالصح أو بالغلط!! ولولا «عند الله وعندك لا تفضحنا» لكانت خرجت منها من لحظة أن ارتفع صولجان الملك الأفريقي تقول الضرورة الآن بأن العرب لم يعودوا في حاجة إلى جامعة لأنهم بالأصل لا يجمعهم جامع اللهم سوى الظهور في صور جماعية سئم المشاهد من رتابتها وحين يترك السيد عمرو موسى للذهاب للترشح للرئاسة في مصر لا أدري منú هو «المودف» الجديد ليترأس كيانا لا وجود له حتى في المجالات غير السياسية وكما قال بورقيبة ذات صباح إن باريس أقرب إلى مكة!! تبدو عواصم الغرب دائما أقرب إلى الجامعة من القاهرة!!
ولكي لا نكون مبالغين لماذا لا نقول إن اللحظة الحرجة التي يشهدها العالم العربي وهي ربما نهاية مخاض طويل يجدر بالجامعة أن تجمد أو تعلق أنشطتها – حيث لا جدوى منها – حتى يتبين الخيط الأبيض من الأسود وإذا كانت النية على طريقة طيبة الذكر تقية الطويلية حين قالت للبيض : «علي عدشي نية» إذا كانت النية لا تزال قائمة في أن يظل العرب عربا فلا بد لهم من صيغة جديدة وإن كانت الأحداث التي لا تزال ترسم المشهد تشي بلا رغبة في أي عمل عربي مشترك لأن لا عمل مشترك سوى خسارة تتكبدها خزائن العرب الفقراء على مندوبين لا يقدمون شيئا!! مثل حال بلادنا تحديدا في تواجدها في قاعة الاجتماعات حيث لا تدري ماذا يفعل مندوبها!! ورحم الله الكبسي مندوب الإمام إلى الجامعة حيث كان على الأقل مشغولا طوال السنوات التي قضاها هناك بسؤال لم يجد له إجابة طوال فترة مندوبيته : كيف دخلت تلك الطاولة الطويلة العريضة إلى القاعة¿ فعلى الأقل كان لديه ما يشغله أما مندوبونا في السنوات من 1962م إلى اللحظة لا تدري ماذا قدموا على الأقل حتى كتابا نقرأه عن عمل عربي مشترك فقد صارت عذرا للنقاهة على ضفاف النيل!!
الآن يشهد العالم العربي ما يشهده وتكاد الجامعة لا تدري ماذا تفعل وهي كذلك لأن لا قدرة للعرب على التأثير حتى في ما تعانيه أنظمتهم لأن الصناعة غربية في الأساس والكل العربي مجرد منفذ له أو عليه!!
والحال كذلك وأفضل من الهدر المالي الذي يضخ إلى جيوب أصحاب بدل السفر وتذاكر الطيران التي يمكن أن تنقذ مواطنا عربيا من المرض لماذا لا تجمد الجامعة أو تعلق أو تغلق أعمالها وأبوابها حتى يتبين هذا الجسد الهامد ما الذي سينقشع عنه الضباب لأن لا رؤية ولا رؤى بل إهدار وقت وجهد المصورين الذين يبدو أن الشارع بحاجة ماسة لهم أكثر!!
أخاف من المظلة التي ستمنحها «الجامعة» لحظر شبيه بما حصل في العراق لتنضم ليبيا إلى فلسطين والعراق وجنوب البشير الذي ضاع!!

قد يعجبك ايضا