مع الشباب ..يسقط الفساد!! 

عبدالله حزام



عبدالله حزام

عبد الله حزام

نموذج الشباب (الرهبان) انتهى منذ فجر الإسلام.. وهذا ما لم تفهمه الحكومات العربية ولا الأحزاب ونحن منهم فقد بقينا نتعامل مع النسبة الكبيرة من احتياجاتهم بطراز من التمثيل وأغفلنا أن قوتهم تقاس بوحدة الحصان الكهربائي والتي إذا لم توجه نحو البناء والتنمية ستوجه لا محالة عكس ذلك ..!

? لا تصدقوا اليوم أن بالإمكان الإمساك بزمام الشباب عبر أثير الخطب الوعظية السياسية البعيدة عن مطلب الوظيفة وقبلها التخصص الجامعي الذي يرغبون به وسيادة القانون والحياة الكريمة والفهم العميق لكيمياء تطلعاتهم مجتمعة والأهم من كل ذلك ترك “سحائب الوعود تمطر “أهم ما يتمنونه ويطلبونه ..

? لكن أسوأ ما نراه اليوم هو محاولات (الأحزاب) افتراس الشباب والاختباء خلف تطلعاتهم بانتظار الانقضاض على حصاد ما سيجنونه بعد عناء .. وهذا أمر ماثل أمام الناس أجمعين وأمام الشباب تحديدا الذي يستوعب عدد كبير منهم أن الأحزاب تريدهم (كوبري) عبور لذا نقول لهم يا شباب: احذروا من لا يرجى خيره ولا يؤمن شره.

? أنا شخصيا مع الشباب وضد أحزاب باتت تفتقد اليوم لأي حامل اجتماعي.. معهم في الحصول على وظيفة دون الانتظار في طابور طويل تقاس عملية الوصول إلى نهايته بالسنوات الضوئية جراء اصطدام حلمهم ذاك بحائط مبكى الوساطة أو وجاهة أو محسوبية أودت بهم في أودية البطالة السحيقة إلى أجل غير مسمى .

? مع الموظفين المتعاقدين في بعض الجهات الذين ربما وصل عدد منهم إلى (أحد الأجلين) وهم ينتظرون التثبيت مع أن إمكانيات حل المشكلة متاحة إذا ما قطع المسئول الأول في كل جهة الطريق على متسلق بسلام مسئول أو شيخ أو عضو مجلس نواب ينزل فجأة ببرشوت يلهف حق موظف متعاقد مسجل في الانتظار منذ زمن..

? ذات العدوى من الفساد اكتسحت حتى شركات القطاع الخاص والمختلط بذهابها إلى توظيف الابتدائي على حساب الجامعي المؤهل أما المبدعون فطريقهم معبد إلى الشركات الأجنبية لان قطاعنا العام وشركاتنا المحلية بالصلاة على النبي لا تحب هذه النوعية !!

? انتهينا من فصل معاناة .. وبقى الشيء الذي لم يعمل حسابه أحد وهو أن المعرفة لم تعد حكرا على المدرسة والجامعة والكتاب بعد دخول الثقافة الرقمية فيسبوك جوجل تويتر.. ووسائط أخرى أدهى وأنكى ..

? ولو احتسبنا حصة شباب اليوم من وقت الدخول في هذه الوسائط فقط في الإجازة الصيفية وعام الاستراحة بعد التخرج من الثانوية مع إضافة سنوات انتظار الوظيفة سيئة الصيت بعد التخرج من الجامعة سنجد أن حظ المواقع التي تقود إلى جبال تورا بورا الإرهاب والانحراف نحو الجريمة في أي بلد هي الأوفر حظا .. ولو فتشنا عن أسباب ذلك الجنوح سنجدها في جيوب المفسدين أينما حلوا!!

? ولأن الشيء بالشيء يذكر أذكركم بالمعسكرات الصيفية التي كانت تقام للشباب أثناء الإجازة والسنة الإلزامية لخريجي الثانوية التي يقضونها في ساحات “معتدل مارش” أو في التدريس أين ذهبت تلك الأيام طيبة الذكر¿ والتي أصبحنا ندعو لها بالعودة لأنها حاضن مهم للشباب بعد أن سئمنا لعن الفساد من لدن قراصنة الوظيفة إلى يوم تسلق الأحزاب والجماعات المتطرفة على همومهم.!

? أما اليوم فالمعلوم أن العبرة ليست بما نسمعه في ساعات الهواء التلفزيونية ذات الطابع الحربي بل بما نسمعه من وسط الاعتصام وقد ?قدر- لي هذا الأسبوع أن أحضر إحدى جلسات حوار رئيس الوزراء مع بعض الشباب المعتصمين وسمعت منهم كوكتيل معاناة هي جزء من هموم الشارع اليومية ولا اعتقد أن سماعها سيؤدي إلى تزايد ضربات قلب المسئولين الحكوميين بقدر ما سيؤدي إلى تسارع ضربات قلوب مسئولي الأحزاب لأنها مطالب اقتصادية اجتماعية ومن خلالها يعلم جميع الشباب مشربهم .

? وجدنا شبابا يتحدثون عن فواتير الكهرباء والماء التي حققت أرقاما قياسية في الأعوام الأخيرة ومعاناة البحث عن سرير في مستشفى حكومي ومجانية التعليم والحلم برقابة صارمة على الأسعار وإلغاء أجرة العسكري والمطالبة بعودة بعض دكاترة الجامعة إلى حظيرة الإنسانية وتخليهم عن كونهم “محمية طبيعية” لا تمس حتى بالسؤال وفرض القول وووووووو..!

? ولأجل الشباب ومطالبهم الحقة تلك والمنسجمة مع الدستور والقانون سنتقرب بالنوافل وندعو في ظهر الغيب على من وقف أمامها يوما ويحاول استغلالها اليوم على طريقة حفار القبور. !!وهم من ينطبق عليهم قول الشاعر: يقولون “الزمان به فساد” – وهم فسدوا وما فسد الزمان!!

? وآخر ما أختم به: المطالبة بتعديل قانون العقوبات ليتضمن “تغليظا للعقوبات في جرائم البلطجة والترويع والتخويف من أي طرف لتصل إلى الإعدام إذا ما أفضت هذه الجرائم إلى الموت”.

 

قد يعجبك ايضا