مناشدات لعودة الجيش واللجان الشعبية للمحافظة وطرد الغزاة ومرتزقتهم

عدن.. أسيرة القاعدة ولقمة سائغة للغزو والعدوان
الثورة/ ماجد الكحلاني

باتت الأوضاع في المحافظات الجنوبية الراضخة تحت سيطرة قوات الاحتلال وعناصر القاعدة  همّاً يشغل العديد من اليمنيين، كونها تحولت مرتعا لمسلحي القاعدة ، وموطئ قدمٍ   لقوى الغزو  ومرتزقة العدوان الموالين للفار هادي التي تزايدت أعدادها في الآونة الأخيرة ليواصلوا من عدن تنفيذ مخططهم التدميري والذي يبدأ بزعزعة الأمن والسكينة العامة وصولاً إلى تفكيك النسيج الاجتماعي اليمني والجغرافيا اليمنية.
سوء الوضع الأمني وانتشار المليشيات المسلحة من عناصر القاعدة وقوى العدوان في محافظة عدن باتت هي الأخرى لا تعترف ببعضها رغم كونها مدعومة من تحالف العدوان العربي بقيادة النظام السعودي.
الأحد 15 نوفمبر انفجرت سيارة مفخخة في مدينة كريتر محافظة عدن  حيث سمع دوي انفجارها، على بعد حوالي كيلو متر واحد عن قصر المعاشيق الرئاسي.
وفي سياق متصل عزز مسلحون مساء السبت 14 نوفمبر  يحملون رايات داعش والقاعدة من انتشارهم بكثافة في مديرية التواهي بمحافظة عدن بينهم مسلحون أجانب.
وحسب مصادر محلية فإن عدداً كبيراً من الملثمين يحملون أسلحة خفيفة ومتوسطة بينهم أجانب يتحدثون بلهجة عربية مكسرة، قاموا بإنذار الأهالي عقب انتشارهم، عبر مكبرات الصوت بعدم الخروج من منازلهم وسط مخاوف الأهالي من حدوث مواجهات بين قوات الاحتلال الإماراتية ومسلحي داعش والقاعدة، إثر الاعتداءات الأخيرة التي طالتها في عدد من مناطق المحافظة.
يأتي هذا التصعيدُ في حين أقدمت عناصر القاعدة وداعش السبت الماضي على محاولة تنفيذ تفجيرات عن طريق عشرات البراميل التي كان مخططاً تفجيرها، حد اعترفات عناصر مشتبهة تم القبض عليها بيد مسلحين موالين للفار هادي.
وكانت اشتباكات اندلعت بين قوة إماراتية وعناصر إجرامية، يُعتقد أنها من داعش في مكان قريب من معسكر بدر.
وأقدمت عناصر تنتمي لتنظيم القاعدة على محاصرة رتلا لقوات الاحتلال الإماراتية سقط على أثر ذلك قيادي سعودي الجنسية موالي لتنظيم القاعدة، خلال مواجهات سقط فيها عدد من القتلى والجرحى في صفوف الطرفين.
وقالت مصادر مطلعة أن مقاتلين مزودين  بأنواع الأسلحة حاصروا قوة إماراتية في وقت مبكر من صباح السبت 14 نوفمبر 2015 كانت متحركة في طريقها إلى قصر الرئاسة بمعاشيق عدن.
من جهة ثانية دوت انفجارات يوم الجمعة الماضي 2015/11/13م، ناجمة عن تفجير مخزن أسلحة  لقوى العدوان بأحد المنازل في منطقة المنصورة شمال عدن وشوهدت أعمدة الدخان تتصاعد من  المبنى نتيجة تواجد كميات كبيرة من الأسلحة والذخائر حسب المصادر.
تدهور أمني كبير
وتشهد مدينة عدن منذ انسحاب الجيش واللجان الشعبية  منها سلسلة أعمال إجرامية وتفجيرات واغتيالات تنسب أكثرها إلى عناصر “القاعدة” و”داعش”، جعلت الحكومة المستقيلة برئاسة بحاح وقبلها الرئيس الفار – عقب إعلانهم عدن عاصمة مؤقتة لهم، يفرون منها  إلى الرياض بصورة اضطرارية، بعد إقامتهم لأيام في أحد الفنادق، دون أن يترك وجودهما أثراً ملموساً على حياة المواطنين، بل زاد الوضع تعقيدا وضراوة ضد السكان ولصالح الجماعات المسلحة التي تعمل وفق توجيهات قوى العدو الخارجي .
وجاءت مغادرتهما إثر تدهور الوضع الأمني وانتشار عناصر القاعدة بصورة كبيرة ، خاصة عقب الهجوم الانتحاري الذي استهدف الفندق الذي اتخذته الحكومة المستقيلة مقراً لها، كما شهدت المدينة سلسلة اغتيالات طالت قيادات في الحراك الجنوبي وتغلغلت تلك العناصر القاعدية في نطاق شاسع من جغرافية المدينة والمحافظات المجاورة ونشبت بين فصائلها خلافات ومواجهات مسلحة بينها وبين قوات الاحتلال الإماراتية والسودانية مؤخرا.
تشديدات خانقة
وخلال الأيام القليلة الماضية بدأت عناصر القاعدة بفرض قوانينها داخل المدينة واقتحمت عدداً من المنشآت التعليمية والجامعية منها كلية العلوم الإدارية  وإغلاقها بحجة منع الاختلاط وتطبيق ” الشريعة ” .
كما فرضت حصاراً على مبنى الكلية مستخدمين دوريات عسكرية فيما انتشرت مجموعة أخرى داخل أروقة الكلية الواقعة بمدينة الشعب مديرية البريقة لمنعهم من دخول الكلية، وأحتلت أيضاً العديد من المنشآت التعليمية والتجارية والسياحية مثل كلية الآداب بخور مكسر وجامعة العلوم والتكنولوجيا بالشيخ عثمان وسوق ضمران بالمنصورة وحديقة (فان ستي) بكريتر.

لصوص كابلات الكهرباء
مشكلة الكهرباء في عدن هي الأخرى تتفاقم  كل يوم، وعلاوة على العجز الحاد في الطاقة والإطفاءات التي تستمر ساعات طويلة فقد شهدت الآونة الأخيرة ظاهرة جديدة تتمثل في تعرض الكابلات الكهربائية الأرضية والأسلاك الهوائية النحاسية للنهب من قبل عصابات مسلحة في ظل استمرار تجاهل السلطة المحلية والأمنية هناك لشكاوى الأهالي بهذا الشأن.
وأكدت مصادر مطلعة موثوقة أن تلك العصابات تعمل تحت مظلة إحدى الشخصيات النافذة الموالية لهادي في منطقة الرباط وقد خصص لهم حيزاً في منزله لتخزين الكابلات المسروقة وغيرها من المواد الكهربائية التي قدمتها الإمارات لكهرباء عدن مؤخرا بأطنان كبيرة.
مدير فرع المؤسسة العامة للكهرباء في عدن مجيب الشعبي اضطر لتقديم استقالته نظراً لما يتعرض له من مضايقات من قبل تلك الشخصيات النافذة والتي بدورها تقدم تسهيلات لأفراد العصابة
والتغاضي عن أعمالها الإجرامية حد وصفة.
تصعيد ” إماراتي ، سوداني”
وفي الوقت الذي وصلت فيه قوات سودانية للمشاركة في العدوان على اليمن بذريعة تأمين عدن إلى جانب القوات السعودية والإماراتية هناك،  بدأت في انتشارها في مناطق مختلفة من عدن متمركزة بعشرات الآليات العسكرية المتنوعة ، وسط استياء شعبي كبير في صفوف الأهالي والمدنيين عموماً.
وفي سياق متصل وصلت إلى مدينة عدن مطلع الأسبوع الماضي قوات إماراتية جديدة معززة بالآليات وذلك إلى ميناء عدن، تلاها انتشارهم على نطاق واسع من مناطق المحافظة وفق خطة معدة سلفاً، معززين بعشرات الدبابات والمدرعات وناقلات الجند.
‏الانتشار الواسع لقوات الاحتلال الإماراتية والسودانية على وجهة الخصوص ساهم في تفاقم المشكلة الأمنية وزعزعة السكينة العامة في ظل رغبة جامحة للمسلحين من عناصر القاعدة للسيطرة الكاملة على ذات المناطق وأخرى في المحافظات الجنوبية  مما خلق توترات ونزاعات مسلحة بين الحينة والأخرى فيما حال دون عودة الحياة ‏الطبيعية رغم مشاهد المظاهر المسلحة  المقززة للعامة.
مصادر محلية  في عدن، قللت لـ”الثورة “، من إمكانية نجاح قوى الاحتلال في ضبط الموقف نتيجة تفاقم المشكلات الأمنية والمظاهر المسلحة وفقدان السيطرة عليها من قبل طرف محلي، ما ينذر باقتتال مستمر ووشيك بين تلك الجماعات وقوات الاحتلال .
القاعدة وداعش
وكانت مدينة عدن شهدت في الأيام الماضية القريبة سلسلة عمليات إجرامية أعقبت استهداف فندق ” القصر ” مكان إقامة بحاح وقوات الاحتلال الإماراتي وصولاً إلى نهب مخازن أسلحة وأغذية لها وسط المدينة واغتيال عدد من صفوفهم والعسكريين من أبناء الجنوب حيث كان آخرهم اغتيال العقيد نصر اليافعي في المنطقة الخضراء برصاص مجهولين ينتمون للقاعدة فضلا عن قيام مسلحين قبل أيام بإعدام شاب وفتاة في ساحل عدن بتهمة السباحة معا وانتهت القضية بتكتم شديد من الأهل خوفا من أن يطالهم عقاب القاعدة، وبالتزامن مع ذلك أقدم مسلحو القاعدة مؤخرا بتوزيع منشورات تحمل شعارات التنظيم وداعش على بعض الأكشاك المعروفة والمكتبات بالشيخ عثمان ومديريات أخرى بالمحافظة، وسط انتشار كثيف لمسلحيهم مما يوضح رغبتهم في فرض سيطرته على المدينة بشكل كامل، ومؤشراً واضحاً لتدهور الوضع أمنياً.
نماذج لجرائم القاعدة
قبل أيام نجا مدير مستشفى الوالي التخصصي في محافظة عدن من محاولة اغتيال برصاص مسلحين موالين للفار هادي، حيث أطلقوا النار باتجاهه أمام البوابة الرئيسية للمستشفى ولم يصب بأذى، كما أمطروا واجهة مبنى المستشفى بالرصاص؛ ما أدى إلى إثارة الرعب في أوساط المواطنين، وإحداث بعض الأضرار المادية.
مسلحون يغتالون رشاد وصديقه
وفي منطقة كريتر أقدم مسلحان يستقلان دراجة نارية على اقتحام منزل رشاد الشعيبي وأردياه قتيلا في سطح منزله بعد اقتياده أمام أفراد أسرته تحت وطأة السلاح.
وحسب شهود عيان مقيمين بجوار منزله أكدوا سماع صرخات استغاثه رددها رشاد قبيل مقتله بدقائق ” ياعبدالله الديني إلحقنا “، بينما الأخير كان نائما في منزله وعقب سماعه النداء هب حاملا سلاحه باتجاهه غير أن المسلحين باشروه فوراً بعدد من الأعيرة النارية فأردوه قتيلا هو الآخر أمام مرأى ومسمع أهالي الحارة.
بين إجرامين
وتدخل عدن مرحلة جديدة من الصراع،  عقب انسحاب الجيش واللجان الشعبية وانتشار عناصر القاعدة ودخول قوات غازية مأجورة للعدوان السعودي، ومحاولة أطراف عدة ومنها خارجية استغلال الفوضى وترك المدينة أسيرة لعناصر القاعدة ولقمة سائغة سهلة لقوى الاحتلال التي تحشد بين الحينة والأخرى مقاتلين مأجورين إليها تحت غطاء التدخل المسلح، في ظل استمرار الصراع بين مليشيات الرئيس الفار من جهة، ومسلحي عناصر القاعدة والحراك الجنوبي المناهض للانفصال وقوات الاحتلال التي تعمل على فرض نفوذها من جهة ثانية.
القادم أكثر إجراماً
إن ما يمارس في عدن من جرائم ينبئ بما هو أسوأ وأكثر إجراما وسفكاً للدماء والعبث والدمار، خصوصاً في ظل تواجد مرتزقة ترعاهم السعودية.. وهو ما أدى إلى ارتفاع الأصوات التي تستغيث مطالبة الجيش واللجان الشعبية بالعودة لحماية أرواح مواطنيها من خطر داهم يتهددهم ويتوعد حياتهم ومستقبلهم بما هو أسوأ وأمر.
معقل الفار هادي
وفي محافظة أبين، المدخل الشرقي لعدن، تحدثت الأنباء الواردة من هناك قبل أيام، عن تحركات عناصر تنظيم “القاعدة”، في محاولة منها لبسط نفوذها وإعادة سيطرتها على عاصمة المحافظة وإسقاط بعض مناطق المحافظة تحت سيطرتها.
حيث سيطر مسلحو “القاعدة”، على المجمع الحكومي في مدينة “زنجبار” عاصمة المحافظة  حسب سكان محليين، وقاموا بإخرج عناصر اللجان التابعة للفار هادي”  منه بعد أن كانت متمركزة بداخله منذ أشهر.
وشهدت أبين ” معقل الرئيس الفار”  وعدد من المحافظات الجنوبية مؤخراً انفلاتا أمنيا غير مسبوق  في ظل عجز الأخير وحكومته المستقيلة عن حماية أنفسهم داخلها، سوى تحشيد آلاف المقاتلين المحتلين إليها والزج بأبناء الجنوب في أتون الصراعات والمواجهات الدموية التي لا طائل منها.
قوى التدمير والعمالة
وفي ظل مجمل الأحداث وما يعتمل في الجنوب أضحى المواطنون هناك هم الضحية وهم من يدفعون ثمن مطامع قوى التدمير والعمالة والارتهان، ويفقدون حقهم في العيش بأمان وحياة حرة.
واعتبر محللون سياسيون يمنيون أن تحالف ” العدوان” هو  أكبر المستفيدين من الأعمال الإرهابية والإجرامية التي ترتكبها عناصر القاعدة بعد منحها وعدد من المليشيات المسلحة فرصة ودعم لازم للتغلغل أكثر في تلك المناطق بهدف تدمير المناطق اليمنية وإطالة الصراع في ما بين اليمنيين وإنجاح مخططاتهم التأمرية والتمزيقية.
مشددين على ضرورة الوقوف والتصدي لهذه المؤامرة التي تستهدف أبناء المحافظات الجنوبية.. وأكدوا أن النظام السعودي يريد استخدام الجنوب للانتقام من ثورة 21 سبتمبر التي أطاحت بأذرعها وعملائها المتواجدين حالياً في فنادق الرياض.
وحملوا هادي ورئيس حكومته المستقيل بحاح المسؤولية الكاملة عن تغذية تلك الجماعات المتطرفة وتفشي العنف والفوضى في المناطق الجنوبية وإدخال قوى الغزو ، ضمن حربهم الشعواء على اليمنيين بقيادة النظام السعودي، الذين يعملون على تغذية الصرعات والجماعات المأجورة بغية إشعال جبهات جديدة إضافة إلى استمرار عدوانهم الجوي على اليمن في شهره الثامن وحصارهم الجائر والمفروض من أشهر تحت مبرر إعادة الشرعية، واتخاذهم من هكذا أعمال إجرامية أداة لجلب مرتزقتهم وتحشيد الجيوش إلى أرض الجنوب الحر في محاولة لضرب عزيمة الجيش واللجان الشعبية الذين يتصدون بكل شجاعة وبسالة لهم في مختلف ميادين وجبهات القتال داخل الوطن وعلى الحدود مع المملكة رداً على استمرار عدوانهم الممنهج وانتقامها الحاقد على الوطن والمواطنين.

قد يعجبك ايضا