تأثير وسائل الاتصال على قيم الأفراد

تحقيق/رجاء محمد الخلقي

تقضي ساعات من عمرك بين دردشات وسوالف وإرسال واستقبال والعمر يمضي ونحن عنه غافلون ومسؤولون وموقوفون بين يدي الله لقوله تعالى «وقفوهم أنهم مسؤولون» وفي الحديث يسأل المرء عن عمره فيما أفناه وعن شبابه فيما أبلاه وعن عمله ماذا عمل به» فالكثير من الشباب يهدرون أوقاتهم في شبكات التواصل الاجتماعي بشكل هستيري لدرجة استخدامهم للانترنت في السيارات والطرق والحمامات والمطابخ وغيرها حتى أنهم ينسوا صلاتهم وتلاوة القرآن ولمعرفة الكثير عن هؤلاء الشباب وماذا عن أسباب هذه الظاهرة.. فإلى الحصلة التالية:
يعيشون بأوقاتهم ولا يدرون أن الوقت كالسيف إن لم تقطعه قطعك» ولا يعلمون أن القرآن لا يترك صغيرة ولا كبيرة إلا وأحصاها لقوله تعالى «وما يلفظ من قولٍ إلا لديه رقيب عتيد» ولكن سرعان ما يتلفون أوقاتهم وترسو سفنهم وحفظ أسرار بيوتهم.
هدر للوقت
أم عبدالملك التي أشارت بالقول: فكرت قبل فترة في استخدام الواتس لاطلع عليه لأنه انتشر بشكل كبير حتى ربات البيوت أصبحن يتواصلن بالواتس لرخصه, فأدخلت التريجي واستكملته حتى بدأت أرسل واستقبل لكني سرعان ما أدركت أنه غير مجد فأغلقته, وتسترسل بالقول: لكن سرعان ما استرجعته ليفيدني في عملي وجمع الآراء وأيضا لأعرف كم عدد الشهداء وأين ضربت صواريخ العدوان على بلادنا الحبيبة حينها شعرت بضيق من هدر الوقت في الواتس وعدم قدرتي على قراءة القرآن بإتقان مع أني أصبحت أقرأه بسرعة واهتم بالأخبار أكثر من القرآن وتضيف بالقول: قررت أن افتحه في وقت معين حتى لا يلهيني عن ربي.
لن يطمس ذهني
أما سكينة التي تدخل في أكثر من إيقونة لتعبر عن رأيها تقول: افتح الواتس واستمع بواسطته الأخبار وقصصاً مثيرة وثقافة عالية وغيرها صحيح أن الوقت ضيق بالنسبة لقراء القرآن لكني لا اتركه أبداً وحين أصلي مغرب اقرأه حتى آذان العشاء, وتضيف بالقول: لن يطمس ذهني هذا الواتس ولكنني أحاول أن استفيد من الأيام في قراءة القرآن وأوقات لثقافة الواتس والاطلاع.
لن يقتل وقتي
عبدالله الغفاري فقال: لم ولن يقتل وقتي استخدام الواتس لأنني اطلع عليه في المساء من الثامنة حتى الواحدة ليلاً فحياتي كالمعتاد من قبل استخدامي له أقوم قبل الفجر أصلي حتى أذان الفجر وبعدها اقرأ القرآن واسبح حتى اغفو لوقت عملي، بالنسبة لبعض الناس يدمنون في استخدامه لدرجة هستيرية حيث تجد الواحد منهم في كل وقت يفتح ويطلع ويرسل ويستقبل فأكيد أنه لا يجوز لأنه يقتل وقته وحتى صلاته تفوته فما بالكم بقراءة القرآن.
الشيطان بذاته
وتقول سبأ: إن الواتس هدر وتضييع للوقت ولكنه يوجد ايجابيات وأيضا سلبيات، الايجابيات المعرفة أكثر والاطلاع والتثقيف وسرعة الطباعة وارفاق ايقونات مناسبة للكلمات، يوجد قراءة القرآن لبعض المقرئين ونسمع له تفسير القرآن ومعانيه والأحاديث وغيرها من الايجابيات أما بالنسبة للسلبيات أولاً هدر الوقت في استخدامه أثناء اوقات الصلاة وضياع وقت صلاتهم وعدم قراءة القرآن أو اتقانه لسرعتهم من أجل الاطلاع على الواتس وأيضا استخدامه في أشياء معاذ الله محرمة، لا يجوز النظر لمناظر مؤذية لمشاعر الإسلام لقوله تعالى: «قل للمؤمنبن يغضوا من أبصارهم» وقوله تعالى :«وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن» واباحة الواتس بشكل كبير ومجالات كثيرة وعدم المراقبة لكنهم لا يعلمون بأن الله رقيبهم، وتضيف بالقول: وسلبياته أيضا صحياً قد يؤثر على النظر وأيضا تشنج اليد وانحنا الرقبة وانفعال وتأثير الظهر فهذا هو الشيطان بذاته.
طغى على الصغار
لم يقتصر الواتس على كبار السن فحسب ولكنه طغى وانتشر في اوساط أطفالنا الذين بدأت تتلاشى فيهم معانى الطفولة لاستخدامهم له بشكل كبير ومؤثر على عقولهم وعدم مراقبة أهلهم لهذه المأساة.
وبالنسبة للطفلة علاء كمال التي لا يتجاوز عمرها الـ13 عاماً والتي تستخدم الواتس علماً بأنها في هذا السن محتاجة لتعلم الصلاة الصحيحة وقراءة القرآن في أوقات مناسبة فلا تكسروا أيها الآباء والامهات معاني وملامح طفولتهم.
من الناحية الطبية فإن تأثير أشعة شاشة التلفون قوي على العين وقد يؤدي إلى جفافها وضعفها أحيانا هذا ما قاله الدكتور مشعل البعداني اخصائي بصريات، ويضيف بالقول: توجد أشياء واقية من أشعة الكمبيوتر وشاشات الكمبيوتر إضافة إلى هذا الواتس آب قد تستخدم له نظارات ضد الأشعة في حال استمرار الشخص الاطلاع بشكل مستمر وينصح البعداني بالقول: يجب على مستخدمي الواتس استراحة 10 دقائق لكل ساعة لتلافي أمراض العيون وتطور الضعف في النظر.
جانب صحي
أما الدكتورة بشرى التي أفادتنا بالقول: إن استخدام الواتس آب بشكل متواصل وكبير قد يؤثر صحياً على المستخدمين وأيضا يشمل الخلايا العصبية مما قد يؤدي إلى التشنجات وبعض الأحيان للاكتئاب ويضطر المستخدم لتركه.
وتقول: لاحظت فيه من الناحية الايجابية إتقان اللغة العربية والإملاء وسرعة التركيز في المناقشات والحوارات وتنصح مستخدميه بالقول: يجب الابتعاد قدر الإمكان وأوقات مناسبة وقصيرة لتلافي صحته وعدم الإفراط في استخدامه بشكل هستيري إلا في حالة الإفادة.
ويوافقها الرأي الدكتور إبراهيم صلح والذي يضيف بالقول: توجد أضرار ناتجة عن مستخدمي الواتس آب بشكل مستمر فيؤثر على شبكة وأعصاب العين والضغط على أعضاء الرقبة وأسفل العمود الفقري وقد يؤثر على الفقرات في تطويل الجلسة والانحناء فيضعف السائل مما يؤدي إلى التصلب وعدم القدرة على الحركة.
وأوجه نصيحة لمستخدمي الواتس أن يتقوا الله في أنفسهم وأهلهم لصحتهم وأهلهم لتوفير المال خصوصاً وأن بعض الناس يعبون رصيداً ولا يهتمون بأسرهم وأنصح أيضا الجلسة وبطريقة صحيحة بطريقة لا تؤثر على فقرات العمود والرقبة وتجنب استخدامه لفترة طويلة.
الوقت رأسمال الإنسان
ومن الناحية الدينية فإن الإسلام دين توازن فإذا كان الإسلام حرم الأكل والشرب فما بالك بالإسراف في الوقت الذي يعتبر رأسمال الإسلام هذا ما قاله محمد المطري وأضاف بالقول: «وقد ورد في الحديث الشريف عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: «لا تزول قدم عبد يوم القيامة حتى يُسال عن أربع منها شبابه فيما أأبلاه» لا يوجد مانع في استخدام الواتس أو غيره من المواقع ما لم يضر بصاحبه أو يلهيه عن ذكر الله.
غسل العقول
علم النفس له نصيب في القول: إن الواتس أصبح الإدمان عليه بشكل كبير مضراً بالعلاقات الاجتماعية والتي اضمحلت إلى درجة الصفر وحل هو مكانها, ونجد الكثير من الأمهات قد تخلين عن أدوارهن في أسرهن ويعود ذلك إلى هيمنة هذه الوسيلة على عقول الناس أكثر من اللازم وأصبح الإقبال عليها بشكل متزايد ومخيف.

قد يعجبك ايضا