الطلب المحلي يعوض مزارعي البرتقال حصة التصدير

على الرغم من انعدام المشتقات النفطية وصعوبة توفير المياه لري أشجار البرتقال في محافظات مأرب وصعدة والجوف وبقية مناطق الجمهورية خلال موسم الري الماضي 2014م/2015م إلا أن ثمار هذا المحصول تمكنت من النجاة وها هي ثمارها تتعزز في الأسواق المحلية بقوة هذا الموسم وسط وفرة في الإنتاج ربما تكون الأكبر خلال العشر السنوات الماضية وزاد من تواجدها في السوق الحصار الاقتصادي المضروب على الصادرات اليمنية من قبل دول العدوان لكنها رغم ذلك تجد لها موطئ قدم لدى المستهلك اليمني دون منافس ويتزايد الطلب عليها يوما بعد آخر .

تحقيق/ أحمد الطيار
وأصبحت أسعار البرتقال اليمني ذات ارتباط بالمستهلك المحلي وعزز من ذلك أسعارها المنافسة إذ تسجل متوسط الكيلو الواحد في أسواق التجزئة 250-300 ريال فيما يباع البرتقال أبو سرة والأصفر الضارب للحمرة عند مستويات 400 ريال ويعد منافسا قويا للبرتقال المستورد.
مناطق الزراعة
أصبحت زراعة البرتقال في اليمن شهيرة منذ بداية الألفية حيث دخلت الأسواق بالمعنى الاقتصادي وقد تزايد الانتاج عاما بعد آخر بعد أن دخلت زراعته في كل من مأرب والجوف وصعدة وذمار وأبين بطرق حديثة منظمة وعلى إثرها وصل الإنتاج إلى أكثر من 143 ألف طن عام 2013م لتعد البرتقال ثالث أهم الفواكه المنتجة في اليمن.
القيمة
يعتبر البرتقال فاكهة اقتصادية من الدرجة الأولى فهي تحقق إنتاج بقيمة تزيد عن 40 مليار ريال في العام على الأقل ويعمل في تسويقها وزراعة الآلاف من الأشخاص على مدار ستة أشهر من حصادها، وتشير وزارة الزراعة والري إلى أن إنتاج البرتقال حافظ على نسب متقاربة حيث بلغ الإنتاج في العام 2011م 143,134 طنا بقيمة 40 مليار ريال بينما في العام 2012م وصل الإنتاج إلى 143,547طنا بقيمة 37 مليار ريال وأما العام 2013م فقد بلغ الإنتاج 143,716طنا بقيمة 43 مليار ريال.
مناطق الزراعة
يزرع البرتقال على مساحة تصل إلى 10000 هكتار في جميع الجمهورية وتتصدر محافظات مأرب وصعدة والجوف وذمار مناطق زراعة هذه الفاكهة دون منازع وحسب كتاب الإحصاء الزراعي للعام 2013م فإن محافظة مارب تصدرت المرتبة الأولى في الإنتاج حيث انتجت مايصل إلى 70 الف طن تليها محافظة الجوف وأنتجت 21 الف طن ثم محافظة صنعاء وأنتجت 6400طن وصعدة 5500 طن ثم ذمار 3300 طن فأبين 5200 طن وشبوة 4200 طن وعمران 1800 طن أما بقية المحافظات فتزرع من هذا المحصول كميات بسيطة.
الإقبال
لم يكن مزارعو البرتقال يتوقعون تسويق منتجاتهم كلها في السوق المحلية نظرا للحصار المفروض على اليمن من قبل دول العدوان والغزو لكن السوق المحلية فاجأتهم بالطلب الكبير على منتجهم مما يعوضهم مكاسب التصدير سابقا ،ومن جهتهم يقبل المستهلكون المحليون على البرتقال بكثرة نظرا لجودته وفائدته الطبية في أيام الشتاء القارص لمكافحة نزالات البرد وكفاكهة مميزة ذات طعم ونهكة مميزة ،ويشير بائعوا التجزئة إلى أنهم يبيعون كميات كبيرة في اليوم الواحد أكبر مما كانوا يبعونها في الأعوام الماضية ،ويقول ابو الفضل الريمي إنه يبيع حاليا مايزيد عن 60 كيلو يوميا لزبائنه في الحارة متوسط الأسعار 250-350 ريالا للكيلو معتبرا أن الأسعار عامل هام ساهم في المزيد من المبيعات.
مشاكل تواجه البرتقال
هناك مشكلتنا تواجه زراعة البرتقال في اليمن الأولى قدم الأشجار التي زرعت في المناطق الخصبة وهي أشجار ليست على مستوى عال من الجودة وثانيا تفاقم مشكلة المياه الخاصة بالري عقب انخفاض منسوب المياه الجوفية لمستوى 200 متر في مارب والجوف ويخشى أن تؤدي هذه المشاكل لتراجع الإنتاج لمستوى قياس ويشير محمد بن هيلان المرقابي مزارع من محافظة مارب إلى أن مزارع البرتقال في المحافظة تقلصت العام الماضي وهذا العام بسبب شحة الديزل في المقام الأول وارتفاع أسعاره مما جعل المزارعين يعجزون عن ري الأشجار في الوقت المناسب ويضيف هناك مشاكل أخرى منها قلة إمكانياته كمزارع ، وقلة معرفته بطرق معالجة الأمراض والآفات التي تصيب أشجار البرتقال.
الطاقة الشمسية
في محافظة صعدة حاول المزارعون استخدام الطاقة الشمسية كبديل للديزل في تشغيل مضخات الري ولكنها مكلفة وتبلغ قيمتها 7 ملايين ريال كما أنها لم تنفع للمناطق التي يزيد منسوب المياه فيها عن 150 مترا.
ويقول عبد الله السحاري رغم أن صعدة بتُربتها الخصبة تعتبر مكاناً ملائماً لزراعة أنواع فريدة من البرتقال مثل: البرتقال المغربي والبرتقال أبو سرة، وكانت تُغرق السوق المحلية والخليجية بفاكهة البرتقال، ولكن لم يتبق من المناطق التي كانت تزرع فيها الأنواع الحلوة سوى مديرية آل سالم المعروفة بزراعة البرتقال الشبيه بالبرتقال الخارجي الحلو ، وأبو سرة.
فوائد البرتقال الصحية
يساعد البرتقال على مكافحة نزلات البرد ، وتفادي تجمع حصوات الكلى، وفي الوقاية من مرض السرطان.. كما تتعدى فوائد هذه الفاكهة الأساسية إلى الوقاية من أمراض أخرى لاحتوائها على فيتامين سي ، الذي يقلل من مستويات الكولسترول في الدم، بالإضافة إلى أنه يخفض مضاعفات مرض السكر، ويقلل من معدلات الرصاص في الدم ، ويمنع التأثيرات الضارة للنيكوتين على المواليد.. كما أن فيتامين “سي” يحمي من مرض النقرس ، لأنه يخفض نسب حمض اليوريك في ا لدم، ويزيد في التخلص منه عن طريق الكلى ، كما أثُبت حديثاً أن الذين يعانون من نقص فيتامين “سي” تزيد قابليتهم للإصابة بمرض الربو بنسبة 12%.
من الفوائد الصحية الأخرى المهمة للبرتقال أن عصيره يزيل الحمى ،ويقضي عليها، ويساعد على هبوط درجة الحرارة الناتجة عنها ويطرد البلغم، ومفيد في تنظيف البلعوم والحنجرة.
والبرتقال وعصيره مقويان ومشهيان خصوصا للذين يشتكون من فقر الدم كما يقوي الأعصاب والقلب كما أنه ومنوم ومهدئ ومريح للدماغ ويقلل من نسبة الدهون(الكولسترول). و البرتقال وعصيره نافعان لأمراض التيفوئيد وخلط عصير البرتقال الحلو مع قليل من العسل نافع ومفيد جدا كغذاء للصغار، ويعادل حليب الأم كما تنصح الأمهات – من أجل سلامة الصغار ودوام صحتهم – بتغذية أطفالهن ببرتقالة أو كوب عصير البرتقال بدلا من الشوكولاتة أو بعض الحلويات المضرة.

قد يعجبك ايضا