تقرير فرنسي عن تدمير السعودية للتراث اليمني

الثورة نت../
منذ العام الماضي، والمملكة السعودية تطمس التراث الأثري في اليمن، في شبه الجزيرة العربية، ومع الإفلات من العقاب.
“اليمن”، فكرة مدير متحف “الإرميتاج” الحكومي الواقع في سان بطرسبورغ في جمهورية روسيا، لإقامة معرض يُقيم فيه إلى أي مدى وصل فيه تدمير التراث اليمني الذي ارتكبته السعودية وحلفائها من المعارضين لهذا البلد الذي مزقته الحرب الأهلية.
ويقول مدير المتحف، ميخائيل بيوتروفسي: ليس هناك أية دوافع سياسية خفية من المعرض. وفي الواقع فإن المملكة السعودية معارضة لتدخل روسيا في سوريا.
وفي مقابلة أجرتها صحيفة “The Art Newspaper”، مع مدير متحف الإرميتاج في سان بطرسبورغ، أكد المدير أن لديهم فكرة إعادة بناء موقع أثري في سوريا دمره تنظيم الدولة داعش. لكن هذه المبادرة التي أبداها مدير المعهد، تأتي في الوقت الذي دمر فيه التراث المعماري أيضاً في اليمن منذ عام في ظل اللامبالاة من قبل المملكة السعودية وحلفائها.
تراث عالمي:
منذ 25 مارس 2015م، واليمن تتعرض لحرب إقليمية، بقيادة المملكة االسعودية مع مساعدة ثماني دول عربية ومنها قطر، البحرين، الكويت، مصر والمغرب وغيرها، حتى أنها استعانت في حربها على اليمن على مرتزقة من أمريكا اللاتينية!
في يناير 2016م، ذكر التقرير الأول الصادر عن المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين (UNHCR)، أن “ائتلاف التحالف بقيادة المملكة السعودية، تسبب في مقتل وإصابة عشرات الآلاف شخص من المدنيين، إضافة إلى أن قوات التحالف مسؤولة عن تدمير التراث الذي لا يقدر بثمن ومن ضمن التراث العالمي”.

إن العاصمة اليمنية صنعاء، الواقعة على ارتفاع 2200 متر فوق سطح البحر، ويعيش في المدينة التاريخية أكثر من مليونين ونصف، تُعد أحد مواقع التراث العالمي من قبل منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة “اليونسكو”.
وتعد البلدة القديمة، صنعاء القديمة، مثالاً رائعاً للعمارة التقليدية والمنازل وفيها أكثر من مائة مسجد، وبعضها قديم جداً، و6000 منزل على الأقل تم بناؤه منذ أكثر من ألف سنة، بحسب ما يذكرها التاريخ القديم في اليمن. وليس هذا فحسب، بل إن صنعاء أسطورة حقيقة أسسها سام بن نوح.
مواقع مدمرة:
على مفترق الطرق بين أوروبا وآسيا وأفريقيا، يقع هذا البلد، كما أن الوجود الأول للإنسان فيه يعود إلى ما قبل 12000 “ق .م ” على الأقل، كما أن في اليمن معالم أثرية غنية للغاية لم يتم تحديثها.
ووفقا لبيان صادر عن مدير الهيئة العامة للآثار والمتاحف في اليمن نشر في نوفمبر 2015م، ذكر التقرير أن “هناك على الأقل ثلاثة وعشرين موقعاً تم تدميرها من قبل التحالف العربي الذي تقوده المملكة العربية السعودية، بما فيها ست مدن قديمة، ست قلاع تاريخية، ثلاثة متاحف، واثنين من المساجد وأربعة قصور وعدد من المواقع الأثرية الأخرى”.
واليوم، ارتفع عدد المواقع الأثرية التي تم تدميرها من قبل التحالف التي تقوده السعودية إلى 52 موقعاً. لكن بالنسبة للمملكة السعودية فهي تعمل فقط على تدمير التراث التاريخي خارج حدودها.
طمس الماضي الإسلامي
ينتقد القادة السعوديون تدمير المساجد خارج حدود المملكة كما حدث في العام 1992م عندما دمر الأصوليون الهندوس مسجداً بحرياً يعود بناؤه إلى القرن السادس عشر في الهند، وكان ذلك بسبب حفريات أثرية مثل تلك الموجودة في الجنوب وفي جبل الهيكل بالقدس. ولكن هؤلاء القادة السعوديين يطمسون الماضي في بلدانهم، ولاسيما الماضي الإسلامي.

في العام 2014م، ذكرت مؤسسة التراث الإسلامي للبحوث أن ما يقدر نسبته بـ 98 بالمائة من التراث الديني والتاريخي للمملكة السعودية قد دمرتها جرافات المملكة. وأن مكة أو المدينة قد تم تشكيلها وتغييرها بشكل كامل من السعوديين، وكل شيء تغير بما فيها المساجد والمقابر والأضرحة والمزارات والمنازل والمواقع الأثرية المرتبطة بالنبي محمد وغيره من الشخصيات المرتبطة بالإسلام.
فيفاس شرق أوسطية
الصور النادرة التي تعود إلى العهد العثماني أو بدايات ظهور المملكة السعودية اختفت، وتظهر الصور التي نراها اليوم في السعودية مختلفة تماماً عما كانت في السابق. وخارج الحدود المسموح بها لغير المسلمين، أصبحت من قبل بعض الزوار مدن تحتوي على مراكز التسوق والفنادق الفاخرة، وكأنها “النسخة الشرقية من لاس فيغاس”، وذلك وفقا للوصف الوارد من قبل صحيفة “الاندبندنت” البريطانية في العام 2014.
وتقدر مؤسسة التراث الإسلامي للبحوث أن هناك ما بين 400 إلى 500 موقع اثري تم تدميره في السعودية، ومن بين هذه المواقع مواقع تاريخية إسلامية مثل قبر فاطمة بنت النبي محمد، وكذلك ابن أخيه الحسن بن علي، ابن فاطمة وعلي، الإمام الأول للشيعة، وتعتزم السلطات السعودية أيضاً، تدمير قبر النبي محمد!!!!

ان دو كونيك
صحيفة “سليت” الفرنسية
ترجمة : وائل حزام

قد يعجبك ايضا