أشعار..

محمد المساح
نحن جيل الألم، لم نر القدس إلا تصاوير، لم نتكلم سوى لغة العرب الفاتحين، ولم نتسلم سوى راية العرب النازحين، ولم نتعلم سوى أن هذا الرصاص، مفاتيح باب فلسطين، فأشهد لنا يا قلم، أننا لم نقف بين «لا» و»نعم» ما أقل الحروف التي يتألف منها اسم ما ضاع من وطن، واسم من مات من أجله من أخ أو حبيب، ها قد عرفنا كتابة أسمائنا، بالأظافر في غرف الحبس أو بالدماء على جيفة الرمل والشمس، أو بالسواد على صفحات الجرائد قبل الأخيرة أو بحداد الأرامل. في ردهات المعاشات او بالغبار الذي يتوالى على الصور المنزلية للشهداء، الغبار الذي يتوالى على أوجه الشهداء إلى أن تغيب.
قيل لي « أخرس» فخرست وعميت وائتممت بالخصيان، ظللت في عبيد «عبس» أحرس القطعان، اجتز صوفها أرد نوقها أنام في حظائر النسيان، طعامي الكسرة والماء وبعض التمرات اليابسة وها أنا في ساعة الطعان، ساعة  أن تخاذل الكماة والرماة والفرسان، دعيت للميدان أنا الذي ما ذقت لحم الضان أدعي إلى الموت ولم أدع إلى المجالسة.
وحدود الممالك.. رسمتها السنابك، والركابان ميزان عدل يميل مع السيف حيث يميل في ذلك الزمان المجيد كانت الخيل في البدء كالناس تملك الشمس والعشب والملكوت الظليل، كانت الخيل برية تتنفس حرية مثلما يتنفسها الناس في ذلك الزمن الذهبي الجميل.
كان قلبي الذي نسجته الجروح، كان قلبي الذي لعنته الشروخ، يرقد- الآن- فوق بقايا المدينة وردة من عطن، هادئا بعد أن قال «لا» للسفينة وأحب الوطن.
«أمل دنقل»

قد يعجبك ايضا