المهندس الأغبري: “لملِم” يجعل التفاعل بين جمهور الفيديو وصانعي المحتوى ممكناً بلمسة زر

لقاء/ هاشم السريحي
في يونيو 2016م، كتبت مجلة Entrepreneur العالمية عن مشروع لملِم كإحدى الشركات اليمنية الواعدة التي لمعت ونهضت من تحت ركام الحرب. لملِم مشروع خرج إلى العالم الافتراضي بعد صعوبات كبيرة واجهت العاملين فيه نتيجة الظروف التي تمر بها بلادنا وضعف ثقة المستثمرين بالمنتج اليمني؛ وبالرغم من ذلك تم ترشيح المشروع  -في فبراير 2016م- ضمن أفضل 10 شركات ناشئة عربية للمشاركة في نهائيات مؤتمر “عرب نت” في بيروت ومثّل اليمن بشكل رائع خلال الفعالية، وبعد الفعالية تم اختيار لملِم كأفضل 6 شركات ناشئة عربية تحت المجهر في 2016م.. حول تقنية لملِم التقينا المهندس محمد عبد الباقي الأغبري – مؤسس شركة لملِم لخدمات المحتوى الرقمي والوسائط المتعددة، وخرجنا بالحصيلة التالية:
* نتمنى منك إعطاء القارئ الكريم نبذة عن لملِم؟
– ببساطة لملِم هو تطبيق ذكي يمكن مستخدمه من استكشاف محتوى الفيديو والذي يتم تشغيله على الأجهزة الذكية (موبايل، جهاز لوحي) ليتمكن المستخدم من التفاعل مع المحتوى الذي يتم مشاهدته. المقصود بالتفاعل هنا هو ربط المستخدم مع من يشاهدون أوقد شاهدوا أو سيشاهدون نفس محتوى الفيديو، أيضاً يقوم التطبيق بربط صانعي المحتوى أنفسهم مع جمهور المشاهدين ليمكنهم من تقديم قيمة مضافة متعلقة بالمحتوى الذي يتم مشاهدته. تكمن قوة لملِم الحقيقية في قدرته على تمكين التفاعل مع المحتوى في أي منصة فيديو (يوتيوب، فيسبوك، تويتر، إنستغرام، فيميو..) لأن لملِم يعتمد على تكنولوجيا التمييز الصوتي للمحتوى لإستكشاف المحتوى والتفاعل معه. مثلاً، إذا كنت تشاهد فيديو على اليوتيوب وفي وسط الفيديو جذبتك لقطة معينة وأردت مشاركتها وكتابة وجهة نظرك عنها مع من سيشاهدون نفس هذه اللقطة، فلملِم سيمكنك من عمل ذلك ببساطة بلمسة زر من على الفيديو نفسه. فلاحقاً عندما يشاهد آخرون نفس اللقطة على نفس المنصة (يوتيوب) أو منصات أخرى (فيسبوك، إنستغرام، واتس آب) سيقوم لملِم مباشرة بإشعارهم بمشاركتك أو وجهة نظرك التي كتبتها وتمكينهم من التفاعل معك أيضاً. ما يميز لملِم حقيقةً هو تمكين التفاعل مع “الفيديو الواحد” على منصات الفيديو المتعددة خصوصاً بعدما توجه العديد من صانعي المحتوى ومعلني الفيديو إلى رفع محتواهم على عدة منصات فيديو بسبب النمو الرهيب لسوق فيديو الإنترنت في الوطن العربي (أكثر من مليار مشاهدة يومية لمحتوى الفيديو) والمنافسة الشرسة بين خدمات استضافة ومشاركة الفيديو بعد أن احتكرت يوتيوب هذا المجال لفترة طويلة. لهذا جاء لملِم ليسهل العملية لصانعي المحتوى والمعلنين عبر تمكينهم من تقديم قيمة مضافة للمحتوى المرفوع على عدة منصات فيديو من مكان واحد دون الحاجة لربط كل منصة على حدة بل وتمكينهم من توفير أكثر من نصف ما كانوا ينفقونه في السابق.
* وما سبب تسمية هذا التطبيق بلملِم ؟
– تسمية المشاريع تعتبر من أصعب المراحل التي يمر بها المشروع بسبب تعدد الآراء والخلافات في الفريق، اقترحنا العديد من الأسماء للمشروع ومعظمها كانت باللغة الإنجليزية وبعد الاستقرار على بعضها واجهنا مشكلة كبيرة وهي عدم القدرة على إيجاد أسماء دومينات متاحة وعناوين في الشبكات الاجتماعية. لأن عدم توحيد المسمى في جميع منصات الإنترنت سيؤثر على معيارية الوصول للملِم والحقوق الفكرية للتسمية. لهذا قررنا لاحقاً اعتماد تسمية عربية ذات نطق إنجليزي فخطر في بالنا اسم lumlim وهي الكلمة التي تلخص آلية عمل لملِم، لأن لملِم ببساطة يقوم بجمع جمهور الفيديو وصانعي المحتوى في مكان واحد ويلملِم كل ما يتعلق بمحتوى الفيديو على منصة واحدة.
* من أين أتت فكرة لملِم؟
– في البداية كنا نحاول نسخ تجربة تطبيق (شازام) للوطن العربي. طبعاً شازام هو تطبيق يمكن المستخدم من إستكشاف الأغاني والمحتوى التلفزيوني عبر تكنولوجيا التمييز الصوتي و كنا قريبين من إطلاق أول نسخة من لملِم لاستكشاف محتوى الأغاني العربي ثم التوسع لسوق المحتوى التلفزنوني. للأسف بدأت الحرب في اليمن، وتأخر الإطلاق وفي تلك الفترة حاولنا التواصل مع مستثمرين لنستطيع الانتقال بلملِم لخارج اليمن لكنا تفاجأنا برفض العديد منهم لفكرة المشروع لسبب بسيط، هو عدم وجود نموذج دخل حقيقي في المشروع. في الوطن العربي معظم الناس لايشترون الأغاني لعدم وجود قوانين حقوق ملكية فكرية، أما بالنسبة لمحتوى التلفاز فكان المحتوى العربي ضعيف جداً وقليل ومعظم المحتوى مملوك من قبل شركات أجنبية كالأفلام وبرامج المسابقات وغيرها وكان التواصل مع هذه الشركات صعب للغاية خصوصاً من قبل شركة ناشئة لا يتعدى موظفوها خمسة أشخاص. وهذا هو السبب الحقيقي الذي أخر إطلاق المشروع حتى الآن. استغلينا فترة الحرب في اليمن لتصحيح مسار المشروع وقضينا عدة أشهر منهمكين في تحليل السوق العربي وإيجاد ثغرة في السوق يمكن للملِم الاستفادة منها.
أخيراً تفاجأنا بوجود فجوة كبيرة في السوق العربية؛ فالمنطقة العربية هي أكبر مستهلك لمحتوى فيديو الإنترنت في العالم مع هذا فصانعو المحتوى يشتكون قلة الأرباح والمعلنون يشتكون تعقيد إعلانات الفيديو وغلاء أسعار خدمات قياس حملات محتوى الفيديو وقياس تفاعل الجمهور. لهذا وجدنا نافذة للتفاعل مع صانعي المحتوى وتقديم لملِم لهم (كما تم توضيح فكرة المشروع سابقاً) ولقينا قبولاً كبيراً من قبلهم بل أن بعضهم أبدى حماساً وطلب مباشرةً توقيع نسخة من عقد الشراكة واليوم لدينا ما يقرب من 25 اتفاقية مع كبرى شركات صناعة محتوى الإنترنت في الوطن العربي. كل ذلك تم خلال 4 أشهر فقط ،بينما خلال عام كامل لم نستطع إقناع منتج محتوى تلفزيوني واحد للعمل معنا. والآن نعمل مع شركائنا لاستهداف أكثر من 3 ملايين شخص من جمهور الفيديو عند إطلاق أول نسخة من تطبيق لملِم مطلع الربع الرابع من هذا العام.
* ما هي التقنيات المستخدمة في لملِم؟
– جميع التقنيات التي نستخدمها في لملِم هي تقنيات مفتوحة المصدر سواءً لغات برمجة أو المكتبات مفتوحة المصدر. أما بالنسبة لتقنية البحث الصوتي فطورناها في لملِم بأنفسنا، لأن خوارزمية عملها تختلف عن بقية الخوارزميات المصممة لمقارنة الصوت. تقنية التمييز الصوتي، في لملِم صممت لتعمل على منصات الموبايل وهذه المنصات تمنع تسجيل الصوت الداخلي للجهاز (الذي تميزه الأذن البشرية)، لهذا يقوم لملِم بتوليد البصمات الصوتية من الأجهزة الذكية عبر تحليل بيانات عشوائية ومقارنتها ببعضها وربطها وهذا ما يعطي مستخدمي لملِم مستوى عاليا من الأمان والخصوصية. حتى نحن في لملِم لا نعرف ما الذي يشاهده المستخدم لأننا نقوم فقط بتحليل بيانات لا تميزها الأذن البشرية.
* ما هي المشاركات التي شاركتم فيها من خلال لملِم؟
– في نوفمبر 2015م ترشحنا ضمن أفضل 10 شركات ناشئة عربية للمشاركة في نهائيات مؤتمر عرب نت في الرياض لكننا للأسف لم نستطع المشاركة لأننا لم نستطع الحصول على فيزا للدخول إلى السعودية والمشاركة بسبب الأزمة الحالية.
– في فبراير 2016م، ترشحنا ضمن أفضل 10 شركات ناشئة عربية للمشاركة في نهائيات مؤتمر عرب نت في بيروت ومثلنا اليمن بشكل رائع خلال الفعالية وبعد الفعالية تم اختيار لملِم كأفضل 6 شركات ناشئة عربية تحت المجهر في 2016م.
– في إبريل 2016م، ترشحنا لنصف نهائيات مسابقة MIT للشركات الناشئة (أكبر مسابقة ريادية في الشرق الأوسط) لكننا مرة أخرى للأسف لم نستطع المشاركة بسبب عدم القدرة على الحصول على فيزا إلى السعودية.
– في يونيو 2016م، كتبت عنا مجلة Entrepreneur العالمية كإحدى الشركات اليمنية الواعدة التي لمعت ونهضت من تحت ركام الحرب.
* ما هي الصعوبات التي واجهتكم؟
– أهم صعوبة واجهتنا هي التمويل خصوصاً بعد ما تعرضنا لأضرار مادية جراء الحرب الحالية وانعدام الطاقة وعدم توفر الحلول المناسبة في ذلك الوقت زاد الطين بلة. اعتمدنا على التمويل الذاتي لتجاوز هذه الصعوبات. لكن هناك صعوبة حقيقية لم نضعها في الحسبان وهي قلة الثقة في منتج أو خدمة تقدمها شركة يمنية، لهذا كنا لا نلقى الاستجابة المناسبة من العملاء المحتملين. لهذا ركزنا على رفع سمعتنا كشركة ناشئة يمنية من خلال المشاركة في المسابقات العربية والحمد لله ساعدتنا هذه الاستراتيجية كثيراً لكسب ثقة عملائنا والرد على اتصالاتنا ورسائلنا.
* ما هي خططكم المستقبلية؟
– خططنا المستقبلة هي التركيز أكثر على بناء وتقديم منتج جيد ذو جودة عالية وبناء استراتيجية تسويق ونمو واضحة. المنتج الجيد يساعد في دخول أسواق أخرى بسرعة والنمو بشكل متسارع خصوصاً كوننا شركة ناشئة يمنية تستهدف الدخول للسوق العربية. كلمة السر هي المنتج الجيد الذي يحل مشكلة حقيقية في السوق.
* كلمة أخيرة ..
– كلمتي الأخيرة هي نصيحة للشباب اليمني أن يركزوا على سوق برمجيات الموبايل، لأن الموبايل هو من سيقود الثورة التقنية في المنطقة العربية خلال الأعوام القادمة. لهذا آمل أن أرى شركات يمنية ناشئة خلال السنوات القليلة القادمة يكون الموبايل هو محور نجاح نموذج عملها. أؤمن إيماناً قطعياً بأن نهضة اليمن سيكون سببها الشركات الناشئة.

قد يعجبك ايضا