مجزرة سوق الهنود شاهدة على موت ضمير العالم

محمد حسين النظاري
يوما بعد يوم يتأكد لنا في اليمن الحبيب، بأن ضمير العالم مات وتم دفنه في صندوق الدعم الخليجي..بعد مجازر التحالف الذي يقود عدوانه الهمجي منذ ما يفوق العام والنصف، دمر من خلالها كل جميل في اليمن، واتى على البشر في زبيد والمخا وسنبان ومستبا والمزرق وعمران وصنعاء وغيرها من المناطق التي يصعب علينا حصرها لكثرتها..
وها هو العدوان يواصل مشواره في قتل اليمنيين بإشراف دولي ومباركة إسلامية ومال عربي، وما المجزرة المروعة التي ارتكبتها طائرات التحالف ليلة الأربعاء الدامي ?? سبتمبر ????م في حارتي بسوق الهنود، مديرية الحوك بمحافظة الحديدة، إلا دليل واضح على إمعانه في استهداف الأبرياء، فقسما بالله بأن حارة الهنود (وهي إحدى أقدم حارات الحديدة) ليس فيها ما يبرر قصفها (مع انه لا مبرر في الأصل قصف اليمن بدون ذنب) هي حارة مسالمة، ناسها بسطاء لأبعد الحدود، تعيش أوضاعا مؤسفة جراء الحر الشديد وانقطاع الكهرباء وتدفق وديان المجاري وتفاقم الامراض جرائها، كل هذا يجعلها في الأساس منطقة مكنوبة، غير أن نكبتها جراء قصف التحالف لها لا يساوي أي نكبة، اسر بكاملها أبيدت، موقع لعزاء النساء دك على. رؤوس من فيه، رضع قصفت أعمارهم وما زالوا في اقمطتهم، شيوخ وعجائز سحقت أجسادهم، شباب في ريعان الشباب تم قتلهم عن سابق إصرار وترصد.
لسنا محتاجين إلى رسالة أسف الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون ، الذي أدان تلك الجريمة النكراء، ولكننا سنقارنها بالصمت المخزي والعار الذي لحق بمن يسمون أنفسهم شرعية، ولم يكلفوا أنفسهم حتى مواساة اسر الضحايا، بل على العكس في نفس الإثناء سارع الدكتور احمد بن دغر إلى تعزية الإمارات في جندي قتل، فيما لم يعر أي اهتمام لهؤلاء الضحايا الأبرياء، وهو في قراره نفسه يعرف أنهم كذلك، ولكن مسلوب القرار كيف له اتخاذ أي قرار، كذلك الأمر بعبدربه منصور هادي، الذي فضل الاستمتاع بأجواء أمريكا على معايشة أحزان من يدعي انه مسؤول عنهم، وفي الحقيقة هو أمام الله مسؤول عن قتلهم.
احيي الدور الكبير الذي قام به الإبطال من سكان حارتي باب مشرف والشحارية والمشرع والحوكين والصديقية، حيث سارعوا إلى إنقاذ ما يمكن إنقاذه، وكذلك الشكر لقيادة مستشفى الثورة ممثلة بالدكتور خالد سهيل وكل العاملين فيه، لما قدموه من رعاية للمتضررين في هذه الجريمة النكراء.
الشكر موصول لقيادة السلطة المحلية ممثلة بالمحافظ اللواء حسن هيج الذي وجه بصرف ?? مليون ريال من المحافظة لأسرة الشهداء، ولا ننسى دور شركة النفط ممثلة بمديرها في الحديدة الدكتور حسين مقبولي الذي تبرع عن الفرع بمليون ريال ووجه بخصم قسط من موظفيه لأسر المنكوبين، وكذلك التوجيه بتوظيف شخص من كل أسرة منكوبة، وهنا أهيب بكافة القطاعات المسارعة بمساعدتهم كل بما يستطيع، فهذه الجرائم يبدو أنها بدأت بالمحافظة، وبالتالي ما حصل لأهلنا بحارة سوق الهنود سوف تتكرر لا قدر الله، طالما أن فينا من يخون بلده وأبناء بلده ويوشي بهم.
أن الحديدة كمدينة منكوبة طيلة الفترة الماضية، كانت تستحق أن يتم توجيه المبالغ المرصودة لأي احتفالات في هذه الأيام، فهي وما تعيشه من ظروف قاسية غير مهيأة لإقامة أي احتفالات، بل هي في أمس الحاجة لأي ريال يصرف في هذه الأمور وتوجيهها إلى حل مشاكل الكهرباء والصرف الصحي ومراكز غسيل الكلى، وغيرها من المرافق التي تحتاج إلى الالتفات إليها.
إن كل من يملك ضميرا في هذا العالم، يجب عليه أن يتألم، ولكن هيهات فلا يوجد من يملك ذلك اليوم، ولكن الأكثر إيلاما أن نرى من بني جلدتنا من يبرؤون التحالف من قصف حارة سوق الهنود كما فعلوا في جرائم مشابهة (عاد التحالف واعترف بها لاحقا) ويقولون بأن تلك الصواريخ أتت من الأرض، ولهؤلاء نقول كفى انبطاحا إلى ما تحت الأرض، غدا ستصل نيران التحالف إلى أهلكم وذويكم (إن كنتم لا تعتبرون بقية اليمنيين أهلكم وذويكم) وستشعرون بالقهر حينها، ولكن عندها لن تجدوا من يواسيكم، لأنكم لم تواسوا أحدا من اليمنيين.
رسالتي إلى مجلس النواب أن يقوم بدوره، وألا يكتفي بحفلة العودة التي أقامها، وعاد إلى مرقده من جديد، عليه الاضطلاع بالإشراف المباشر بإدارة شؤون البلاد، فالمواطنون للأسف الشديد لم يلحظوا أي فرق منذ تم إعطاؤكم الثقة للمجلس السياسي الأعلى، وانتم منتخبون من الشعب، وهذا الشعب الذي يباد في ذمتكم، فإما أن تقوموا بدوركم أو تعلنوها صراحة إنكم عاجزون عن فعل ذلك.
على كل اليمنيين إدارك أن ما نتعرض إليه هو عدوان همجي لا مبرر له، وان يكفوا عن المناكفات السياسية، فلو كان التحالف كما يشيع انه يستهدف فئة بعينها، نقول له كف عن كذبك، فالمستهدفون أبرياء في طول اليمن وعرضها ونيرانكم تحرقهم ليلا ونهارا، فبعدما عجزتم عن مقارعة الجيش واللجان الشعبية، تريدون أن تخيروا الشعب بين أن يقاتل بدلا عنكم أو تقتلوه، وهو من اليوم الأول أدرك أن مزاعمكم ليست صحيحة، وها هو يرى ذلك عيانا بقصف الأبرياء في كل مكان..
اللهم من أراد باليمن واليمنيين خيرا فوفقه إلى كل خير، ومن عاداهم وقتلهم وقصفهم وحاصرهم وقتر عليهم قوتهم، فانتقم منه يا قوي يا متين..
إلى عموم الشعب اليمني نبارك احتفالاتنا بثورة ?? من سبتمبر وندعو العلي القدير أن ينهي هذه الحرب الظالمة علينا وان ينصر المظلومين في ارجاء اليمن الحبيب.
. أكاديمي بجامعة البيضاء

قد يعجبك ايضا