أولويات الإنقاذ

حمدي دوبلة
الحِمل ثقيل والزاد قليل والتحديات جمة والدرب عسير وشاق والمتربصون كُثر والمتطلعون أكثر تحت هذه المعطيات المعقدة باشرت حكومة الإنقاذ الوطني أولى مهامها المنتظرة بإقرار البرنامج العام لخطة عملها في المرحلة المقبلة قبل أن يأخذ طريقه إلى قبة البرلمان لنيل الثقة من نواب الشعب.
جاءت وزارة بن حبتور بعد مخاض عسير وفي ظل واقع مرير فرضه العدوان لتجد نفسها أمام مهام استثنائية في مرحلة استثنائية وزمن استثنائي لا يقبل التراخي أو التقاعس أو رمي الكرة في ملعب الآخر أو رفع شعار غير الذي يقول أما نكون أو لا نكون فالمواجهة المفروضة على الشعب اليمني هي معركة مصيرية عنوانها البقاء والتصدي للمؤامرة الكونية وإفشال مخططاتها الخبيثة أو الخنوع والاستسلام ورفع الراية البيضاء لا سمح الله.
برنامج حكومة الإنقاذ يرتكز كما ورد في وسائل الإعلام الوطنية على الأولويات الملحة في الجوانب الاقتصادية والسياسية والعسكرية والأمنية والإعلامية ويسعى في هدفه العام إلى تعزيز الصمود والمواجهة والحفاظ على الدولة ومؤسساتها والتخفيف من حدة التداعيات الناجمة عن العدوان والحصار..أما محدداته الرئيسية فتتمحور حول الاستمرار في مواجهة العدوان عبر مختلف الوسائل المتاحة ومواجهة التحدي الاقتصادي بما ينسجم وإمكانيات المرحلة والاستجابة للاحتياجات الإنسانية، وتعزيز المصالحة الوطنية، والارتقاء بالأداء الإعلامي لوسائل الإعلام الحكومية وغير ذلك من التطلعات الطموحة.
الحكومة المعنية بالإنقاذ أكدت حرصها كذلك على اتخاذ كل التدابير والإجراءات اللازمة لتخفيف حدة التداعيات الناجمة عن استمرار العدوان والحصار خاصة في الجوانب الاقتصادية والإنسانية وتعزيز جبهات الصمود وتحقيق تطلعات الشعب اليمني الذي يرنو إلى السلام والى الخروج من هذه المحنة التي طال امدها بسبب التدخل الخارجي الهمجي وما أضافه من شرخ عميق في جسد المجتمع اليمني.
نعم هنالك مهام كبرى وبالغة التعقيد في انتظار حكومة الإنقاذ الوطني وليس أمامها الا ابتكار الحلول والمعالجات المناسبة للحد من المعاناة الإنسانية المتفاقمة وتوفير رواتب الموظفين والإبقاء على الخدمات الطبية وتلافي مخاطر إغلاق المشافي والمرافق الصحية التي تعاني بشدة بسبب الحصار وباتت على بعد خطوات من الانهيار الشامل كما يحذر مسؤولو وزارة الصحة على ذلك ليلا ونهارا وليس بمقدور هذه الحكومة التي ارتضت تحمل هذه المسؤولية الوطنية الكبرى في هذا الظرف العصيب التملص أو النكوص والإلقاء بكل اللائمة على العدوان ومرتزقته.
نصف الراتب
لا نريد هنا أن نتسم بالأنانية لكننا نتساءل ولومن باب الفضول الصحفي عن سر تأخير صرف نصف الراتب لموظفي المؤسسات الإعلامية أسوة بباقي موظفي مؤسسات الدولة فهذا النصف العسير لم يصل بعد وحتى كتابة هذا الموضوع إلى موظفي وصحفيي مؤسسة الثورة وربما كل موظفي المؤسسات الصحفية والإعلامية التابعة للدولة ليدخل هؤلاء الإعلاميون الشهر الرابع على التوالي بدون رواتب أو مستحقات لا ادري سبب هذا الاستثناء لكني اعلم جيدا كما يعلم جميع الساسة في هذه البلاد بان الجبهة الإعلامية كانت ولا تزال رأس الحربة في معركة التصدي للعدوان وترسانته الإعلامية الهائلة

قد يعجبك ايضا